الإجهاض من أكثر التجارب القاسية التي قد تمر بها المرأة وخصوصًا إذا حدث في بداية الزواج، فبعد المرور بمثل هذه التجربة قد يغمركِ مزيج من الحزن والقلق والتوتر، وإذا كنتِ تخططين لحدوث حمل مرة أخرى دون انتظار، فمن الطبيعي أن تشعري بالفضول، وتتساءلي متى تأتي الدورة بعد الإجهاض؟ وهل ستختلف في أعراضها وشدتها عن طبيعة الدورة الشهرية المعتادة؟ وهل النزيف بعد الإجهاض طبيعي؟ ومتى يجب عليكِ استشارة طبيب؟ ولأننا نعلم ما تمرين به، فسنجيبكِ عن كل تساؤلاتك بالتفصيل في هذا المقال.
متى تأتي الدورة بعد الإجهاض؟
عودة الدورة الشهرية بعد الإجهاض علامة جيدة على أنكِ تتعافين، وأن جسمك سيعود إلى طبيعته قريبًا، وتختلف الدورة بعد الإجهاض من امرأة لأخرى، وهناك عوامل مختلفة تؤثر في موعد نزول الدورة الشهرية والأعراض المصاحبة لها، وهذه العوامل تشمل:
- نوع الإجهاض.
- توقيت الإجهاض في الحمل.
- طبيعة الدورة الشهرية قبل الإجهاض.
في العموم، يعتمد نزول الدورة الشهرية لأول مرة بعد حدوث الإجهاض على وصول هرمون الحمل (HCG) إلى المستوى صفر، سواء حدث تبويض في هذا التوقيت أو لم يحدث، وعادةً ما يصل هرمون الحمل للمستوى صفر بعد أربعة أسابيع من الإجهاض، ويمكنكِ التعرف إلى وصوله إلى هذا المستوى من خلال متابعة نمط النزيف المصاحب للإجهاض.
ولكن في معظم الأحيان، تحدث أول دورة بعد الإجهاض دون حدوث تبويض على الرغم من وجود بعض العلامات التي قد توحي بحدوثه، مثل: زيادة لزوجة وسمك الإفرازات المهبلية، وغالبًا ما يستعيد المبيض قدرته على التبويض في خلال شهرين بعد حدوث الإجهاض.
لذلك يمكننا إجابتكِ بشكل مختصر على السؤال "متى تأتي الدورة بعد الإجهاض؟" بأنه يمكنك انتظارها خلال أربعة إلى ستة أسابيع بعد الإجهاض.
هل تختلف الدورة الشهرية بعد الإجهاض؟
أحيانًا تحدث تغيرات في الدورة الشهرية بعد الإجهاض، مثل: طبيعة تدفق الدم أو مدة نزوله أو حتى توقيت نزوله، وهذه التغيرات لا تعني بالضرورة وجود مشكلات في التبويض، إذ يمكن أن يحدث اضطرابات في الدورة الشهرية، فتقل مدتها في حالة خضوعك للإجهاض الجراحي، أو تطول في حالة خضوعك للإجهاض الطبي أي الإجهاض باستخدام الأدوية، وهذا يجعلها غير منتظمة في البداية، غير أن ذلك كله لا يقلل من فرصة حدوث الحمل، فقد تكون دورتكِ الأولى بعد الإجهاض أثقل من المعتاد إذا أجريتِ عملية إجهاض طبي، لأن جسمكِ يجب أن يزيل جميع الأنسجة الإضافية من رحمك، أما في الإجهاض الجراحي فتكون الدورة الشهرية الأولى بعد الإجهاض أخف، ثم تعود لطبيعتها في غضون بضعة أشهر.
وبصفة عامة، فإن أعراض الدورة الشهرية بعد الإجهاض تشمل:
- تشنجات وتقلصات أكثر من المعتاد خلال الدورات القليلة الأولى.
- ألم في الظهر أشد حدة من الطبيعي.
- انتفاخ في الوجه أو القدمين.
- صداع.
- تورم الثديين.
- آلام العضلات والعظام.
- التعب والإرهاق.
هل النزيف بعد الإجهاض طبيعي؟
بعد أن أجبنا على سؤال "متى تأتي الدورة بعد الإجهاض؟" سوف نتطرق لإجابة سؤال آخر قد يخطر في بالِك "هل النزيف بعد الإجهاض طبيعي؟" والإجابة هي أن حدوث نزيف بعد الإجهاض يعد أمرًا طبيعيًا، وقد يبدو لكِ أن هذا النزيف بداية الدورة الشهرية، لكنه ليس كذلك، فهو نزيف نتيجة لطرد أنسجة الحمل من الرحم، ويختلف شكل النزيف وموعده من حالة لأخرى، فهناك حالات لا تنزف على الإطلاق بعد الإجهاض، وهناك من لا تنزف إلا عند نزول الدورة الشهرية التالية للإجهاض، ويعتمد توقيت نزفك على ما إذا كنتِ قد خضعتِ للإجهاض الطبي أو الجراحي، كالآتي:
- في الإجهاض الطبي: سيعطيكِ الطبيب أدوية تتناوليها لتحفيز انهيار بطانة الرحم، وبالتالي توقف الحمل عن النمو، بعض النساء يبدأ النزف لديهن بعد تناول حبة الدواء الأولى في غضون 30 دقيقة إلى أربع ساعات، وبعضهن يحتجن إلى تناول حبة الدواء الأخرى، ويبدأ عندها النزف من أربع إلى خمس ساعات بعد تناول القرص الثاني، وفي بعض الأحيان يستغرق الأمر ساعات أطول مع حالات معينة.
- في الإجهاض الجراحي: يحدث النزيف على الفور، وفي بعض الحالات يحدث خلال ثلاثة إلى خمسة أيام بعد العملية، ويكون النزيف أخف من النزيف بعد الإجهاض الطبي ويخف أكثر بمرور الوقت.
في أغلب الحالات، يتوقف تدفق الدم المصاحب للإجهاض خلال أسبوع ويتبع ذلك نزول بعض النقاط من الدم يوميًا لفترة تبدأ من أسبوع حتى أكثر من ثلاثة أسابيع، ويعد توقف نزول الدم علامة أكيدة على عدم وجود أي نسبة لهرمون الحمل في الدم، وفي بعض الأحيان، يستمر نزول نقاط الدم فترات أطول، ويعود ذلك إلى اختلال إنتاج الهرمونات المنظمة لعملية التبويض ونزول الدورة الشهرية، وفي هذه الحالة يعطي الطبيب المعالج بعض العلاجات الهرمونية التي من شأنها تنظيم عمل الهرمونات.
ختامًا، تتساءل العديد من النساء متى تأتي الدورة بعد الإجهاض؟ ويعتمد الأمر على العوامل التي ذكرناها في المقال، وعادةً ما تعود الدورة الشهرية في غضون شهر إلى شهر ونصف من الإجهاض، وإذا تأخرت عن ذلك استشيري طبيبك، ولأن تجربة الإجهاض ليست سهلة، امنحي عزيزتي لنفسك بعض الوقت لتتعافي جسديًا ونفسيًا، ولا تقلقي فإن الأمر لا يؤثر في فرص حملك القادمة.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن كل ما يخص صحتك والعناية بها، بزيارة قسم أمراض النساء في "سوبرماما".