يعاني بعض الناس من ألم مستمر أو متكرر في الفم يشبه الحرق، لا يكون له سبب واضح، وقد يؤثر هذا الشعور بعدم الراحة في اللسان أو اللثة أو الشفتين أو بطانة الخد أو سقف الفم أو مناطق منتشرة في الفم بالكامل، وقد يكون الإحساس بالحرق شديدًا كما لو أن الفم قد احترق. في موضوعنا نتناول متلازمة الفم الحارق، ونتعرف إلى أعراضها، وكيفية علاجها.
ما هي متلازمة الفم الحارق؟
متلازمة الفم الحارق مصطلح طبي لألم الحرق المستمر (المزمن) أو المتكرر في الفم والذي ليس له سبب واضح. قد يؤثر عدم الشعور بالراحة هذا في اللسان أو اللثة أو الشفتين أو بطانة الخد أو سقف الفم أو في مناطق منتشرة في فمك بالكامل، وقد يكون الإحساس بالحرق شديدًا كما لو أن الفم قد احترق.
يقول نحو ثلث الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الفم الحارق إنها بدأت بعد نوع من علاج الأسنان أو المرض أو تلقي أدوية معينة، لكن في معظم الحالات لا يمكن معرفة السبب الكامن وراءها، ولا يمكن ربطها بأي حدث غير عادي، وعادة ما تظهر بشكل مفاجئ وتتطور بشكل تدريجي بمرور الوقت. على الرغم من أن ذلك يجعل العلاج أكثر صعوبة، فإن اتباع ارشادات الطبيب وتلقي العلاج المناسب يمكن أن يساعد على تخفيف الأعراض.
هناك نوعان لمتلازمة الفم الحارق:
- متلازمة الفم الحارق الأولية: ليس لها سبب محدد. يمكن أن يكون حرق الفم من أعراض عديد من الأمراض، لذلك يصعب تشخيص هذه الحالة.
- متلازمة الفم الحارق الثانوية: يكون لها سبب واضح ومحدد. يمكن أن يختلف السبب من شخص لآخر، تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
- التغيرات الهرمونية.
- الحساسية.
- جفاف الفم.
- بعض الأدوية.
- نقص التغذية، مثل نقص الحديد أو الزنك أو فيتامين ب.
- عدوى الفم.
- الارتجاع.
أعراض متلازمة الفم الحارق
تتضمَّن أعراض متلازمة الفم الحارق ما يلي:
- إحساس حرقان على اللسان، وقد يؤثر أيضًا في الشفاه أو اللثة أو الحنك أو الحلق أو الفم بأكمله.
- الإحساس بجفاف الفم والعطش.
- تغير الطعم في الفم، مثل الإحساس بطعم المرارة أو المذاق المعدني.
- فقدان حاسة التذوق.
- الشعور بالوخز أو اللسعة أو التخدير في الفم.
للإحساس بعدم الراحة بسبب متلازمة الفم الحارق أشكال مختلفة ومتعددة، فربما:
- تحدث يوميًا، تبدأ بعدم راحة بسيط بعد الاستيقاظ، وتزداد سوءًا بتقدم اليوم.
- تبدأ بمجرد الاستيقاظ وتستمر طوال اليوم.
- يأتي هذا الإحساس ويختفي.
وأيًا كان شكل عدم الراحة، فإن متلازمة الفم الحارق تستمر لشهور أو سنين، وفي بعض الحالات النادرة، تختفي الأعراض فجأةً ذاتيًّا أو تصبِح أقل تكرارًا. يختفي بعض الإحساس بشكل مؤقَّت عند الأكل أو الشرب، وعادةً لا تسبب تغيرات بدنية ملحوظة للسان أو الفم.
علاج متلازمة الفم الحارق
إذا وجد طبيبك أن هناك حالة طبية معينة تسبب الفم الحارق (الفم الحارق الثانوي)، فإن إيقاف الإحساس بالحرق يعتمد على علاج المشكلة الصحية الأساسية. مثلا في حالات:
- ارتجاع الحمض: قد تساعد الأدوية لتحييد حمض المعدة على تخفيف أعراض الفم الحارق.
- جفاف الفم: قد تساعد المنتجات التي تزيد من إنتاج اللعاب، أو تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية لنقص الفيتامينات.
- عدوى الفم: يمكن لطبيبك أن يصف لك دواءً لعلاج عدوى الفم الكامنة أو مسكنات الألم.
إذا لم تكن لديك مشكلة صحية أساسية (متلازمة الفم الحارق الأولية)، فعادة ما تتعافى الحالة من تلقاء نفسها. في غضون ذلك، اتبعي هذه الخطوات لتخفيف الأعراض:
- مصّي رقائق الثلج الصغيرة طوال اليوم لتقليل الإحساس بالحرقان.
- اشربي سوائل باردة طوال اليوم لتخفيف آلام الفم، يشعر بعض الناس بالراحة بعد الشرب.
- تجنبي الأطعمة الحمضية.
- تجنبي الأطعمة والمشروبات التي تؤدي إلى تفاقم الشعور بالحرقان؛ قللي من تناول المشروبات الساخنة والأطعمة الحارة.
- توقفي عن التدخين أو تناول الكحول. كلاهما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض، ضعي في اعتبارك أن الأدوية التي تحتوي على الكحول يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تفاقم الأعراض.
- غيّري معجون الأسنان، إذا تفاقم الحرق بعد تنظيف أسنانك بالفرشاة استخدمي معجون أسنان مخصصًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الفم، أو استخدمي صودا الخبز كمعجون أسنان أو غسول للفم.
- ذوِّبي ملعقة من صودا الخبز في ماء فاتر واشطفي فمك لتحييد الحمض وتهدئة الإحساس بالحرقان.
- حافظي على نشاطك ومارسي تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر، مثل اليوجا والتمارين الرياضية.
ختامًا متلازمة الفم الحارق أكثر شيوعًا عند النساء المسنات، خاصة النساء في سن اليأس وفترة ما قبل انقطاع الطمث، يرجع ذلك في المقام الأول إلى اختلال التوازن الهرموني، أو بشكل أكثر تحديدًا انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، التي تسبب قلة إنتاج اللعاب، وطعمًا معدنيًا في الفم، وإحساسًا بالحرقان في الفم، كما أن بعض النساء في سن اليأس يعانين من حساسية أكبر للألم.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".