مع دخول شهر رمضان يبدأ الاستعداد التام للصيام والانقطاع عن تناول الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب، وهي فترة طويلة نسبيًا لمن يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل مرض الضغط المنخفض، في هذا المقال نركز قليلًا على العلاقة بين الصيام والضغط المنخفض، وتأثير الصيام على مرضى الضغط المنخفض، مع تقديم بعض طرق علاج الضغط المنخفض في الصيام، والنصائح التي يجب أن يتبعها أصحاب الضغط المنخفض لصيام صحي دون مشاكل.
في هذا المقال نتناول هذا الموضوع المهم من وجهة نظر طبية وعلمية.
ما هو مرض الضغط المنخفض؟
الضغط المنخفض يعتبر حالة مرضية يقل بها ضغط الإنسان البالغ عن 90/60 ملليمتر زئبقي.
قراءة الضغط الطبيعية تكون 120/80 ملليمتر زئبقي، وتتكون من رقمين هما:
- ضغط الدم الانقباضي(Systolicpressure): وهو ضغط الدم بالشرايين عند انقباض عضلة القلب وملئهم بالدم.
- ضغط الدم الانبساطي (Diastolic pressure): وهو ضغط الدم بالشرايين عند راحة القلب بين الدقتين.
عادة لا يكون انخفاض الدم خطرًا للأشخاص الأصحاء الذين ليس عندهم أعراض أخرى، لكنه قد يكون علامة على مرض لكبار السن ومن لديه أعراض أخرى، ما يسبب عدم كفاية وصول الدم للمخ، والقلب، والأعضاء الحيوية الأخرى.
أعراض ضغط الدم المنخفض
- الإجهاد.
- عدم التوازن والدوخة.
- تشوش الرؤية.
- صعوبة التركيز.
- الغثيان.
- قد يصل للوقوع والإغماء.
إن تُرك الأمر دون علاج فقد يقلل وصول الدم للمخ والقلب، ويسبب أضرارًا خطيرة بهما.
العلاقة بين الصيام والضغط المنخفض
بالطبع يعود قرار الصيام من عدمه للطبيب المتابع للحالة، فهو الأقدر على التشخيص ومعرفة الظروف والحالة العامة للمريض، ولأن كل حالة تختلف عن الأخرى.
لكن بشكل عام، فمن المعروف أن الصيام ينتج عنه التالي:
- انخفاض الضغط المرتفع، لذا يُنصح به لمرضى الضغط المرتفع والكولستيرول، ما يقلل من مخاطر القلب.
- ضبط مستويات السكر للمصابين بالسكري.
- فقدان الوزن الزائد، ما يقلل من مخاطر أمراض القلب.
على الجانب الآخر فقد يتسبب الصيام في آثار سلبية كالتالي:
- اختلال توازن الإلكترولتات بالجسم، وهي الأيونات المشحونة الموصلة للكهرباء بأنحاء الجسم، مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، وبيكربونات الصوديوم واختلال الإلكترونات ينشأ من نقص إمداد الجسم بالطعام والماء لمدد طويلة، والذي قد يؤدي لاختلال ضربات القلب، وتزداد خطورته لأصحاب الضغط المنخفض.
- تقليل وصول الدم للأعضاء الحيوية، خاصة عند التعرق المفرط أو التعرض طويلًا للشمس، وتزداد الحالة سوءًا إن كان الشخص مصابًا بالأنيميا.
وحيث أن هناك حالات مزمنة للضغط المنخفض، والتي تكون بلا أعراض شديدة، والحالة العامة للشخص جيدة، فهنا قد يُسمح الطبيب بالصيام.
أما إن كانت الحالة شديدة وبها أعراض والحالة العامة للشخص سيئة، فغالبًا يمنع الطبيب الصيام.
الضغط الطبيعي للصائم
الضغط الطبيعي للأصحاء في الصيام يكون 120/80 ملليمتر زئبقي، وقد يتأثر ويهبط حسب حالة الشخص وفقدانه للعرق وسوائل جسمه، سواء بتعرضه للحرارة أو للوقوف طويلًا بالشمس.
للأشخاص أصحاب الضغط المرتفع، فالصيام لفترات طويلة يقلل من الضغط ويوصله للمعدلات الطبيعية في بعض الأشخاص، أما لأصحاب الضغط المنخفض، فكما قلنا من قبل قد يزيد الصيام الحالة سوءًا أو لا يؤثر بها حسب طبيعة الحالة.
علاج الضغط المنخفض في الصيام
إن سمح الطبيب لمريض الضغط المنخفض بالصيام، فقد يصف له بعض الأدوية الطبية المعالجة مثل:
- الفلودروكورتيزون: يحفز الكلى للاحتفاظ بالصوديوم والماء، ما يزيد من ضغط الدم، لكن يجب الحذر من انخفاض مستويات البوتاسيوم عند العلاج، وفقده في البول، وأخذ البوتاسيوم من مصادر خارجية.
- الميدودرين: والذي يحفز مستقبلات الأوعية الدموية الصغيرة لزيادة ضغط الدم.
هناك أيضًا بعض الإجراءات التي يمكن الاستعانة بها لرفع ضغط الدم عند الصائم مثل:
- عند الإحساس بالدوخة يمكن للشخص الاستلقاء ورفع القدمين لأعلى قليلًا، لضمان وصول الدم للمخ، وإن ظهرت أعراض انخفاض ضغط الدم الشديدة كالشعور بالإعياء والإغماء، يجب التوجه للمستشفى لتعليق المحاليل واتخاذ اللازم.
- يمكن بعد استشارة الطبيب ارتداء جورب الضغط أو الدوالي التي تقلل وصول الدم للقدمين، وتحفظ لأجزاء الجسم العلوي أكبر كمية من الدم.
- شرب العرقسوس مشهور جدًا برفع ضغط الدم، لأنه يقلل من هرمون الألدوستيرون المسؤول عن توازن الأملاح بالجسم، لذا يمكن استشارة الطبيب في شربه.
- على الرغم من التحذيرات، فيمكن زيادة استهلاك الملح لذوي الضغط المنخفض في الطعام.
وهناك أيضًا بعض النصائح لمرضى الضغط المنخفض، والتي نذكرها في الفقرة التالية.
نصائح لمرضى الضغط المنخفض في رمضان
هناك العديد من النصائح التي يجب اتباعها لمرضى الضغط المنخفض في رمضان، مثل:
- شرب السوائل بكثرة في الفترة ما بين الإفطار والسحور، بما لا يقل عن لترين.
- تقليل شرب الكافيين والامتناع عن المشروبات الغازية.
- عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، لتجنب التعرق وفقد السوائل واختلال الإلكترونات، وكذلك تجنب الاستحمام بالماء الساخن.
- عند تغيير وضعية الجسم من الجلوس للوقوف مثلًا، يجب تغييرها ببطء، حتى لا يهبط الضغط فجأة وتسوء أعراض انخفاض ضغط الدم.
- تجنب الأنشطة المجهدة ورفع الأحمال الثقيلة أو الوقوف لفترة طويلة.
- الحصول على قسط وافر من الراحة والنوم المريح، وتجنب الإجهاد العصبي والتوتر.
- كسر الصيام تدريجيًا وبحصص طعام صغيرة ومتعددة، ويفضل الامتناع عن الأكلات عالية الدهون أو المقليات والطعام الغني بالكربوهيدرات ومخبوزات الدقيق الأبيض واللحوم المصنعة، واستهلاك الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: اللحوم، الدجاج، البيض، الكبد، البقوليات، الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، الفاكهة، وشرب العصائر الطازجة والماء بكثرة.
- الراحة بعد أكل الطعام والاستلقاء بعد الأكل يسبب تركز إمداد الدم للمعدة وسحبه من باقي الجسم، ما يجعل أعراض انخفاض الضغط تسوء.
- ممارسة الأنشطة الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية وتقليل التوتر.
- قياس الضغط بشكل متكرر، واستشارة الطبيب دائمًا لتقييم الحالة والحاجة للدواء.
وختامًا عزيزتي، بعد حديثنا عن الصيام والضغط المنخفض والنصائح لمرضى الضغط المنخفض، يجب عليكِ التوجه للطبيب فور شعورك بالأعراض الشديدة لانخفاض الضغط كالإعياء وفقدان الوعي لاتخاذ اللازم، فانخفاض الضغط في بعض الأحيان يكون خطيرًا.
تعرفي على التغذية المناسبة لحالتك الصحية والمزيد من النصائح لإفطار وسحور صحي من صحة وريجيم.