اللحوم الحمراء عادت مرة أخرى لتتصدر قائمة الطعام في أنواع الدايت المختلفة والأنظمة الغذائية الصحية، ويتواكب ذلك مع انتشار أنواع الدايت الجديدة مثل رجيم الكيتو ورجيم قاراطاي، إذ تعتمد هذه الأنظمة على تناول كميات كبيرة من البروتينات.
ولكن السؤال هنا الذي يطرح نفسه، ومع الاعتماد على البروتينات، وخصوصًا الحيوانية، كمكون رئيسي للغذاء، ما الكمية المناسبة من اللحم يوميًّا وأسبوعيًّا التي لا تؤثر بأي طريقة سلبية على صحة الإنسان؟ الإجابة عن هذا السؤال تجدينها في هذا المقال.
الكمية المناسبة من اللحم يوميا وأسبوعيا
لم يضع آخر تقرير أصدرته إدارة الأغذية والأدوية حدًّا أو كمية معينة يجب تناولها من اللحوم الحمراء، ولكنها اقترحت تقليل نسبة الدهون المشبعة لـ10% من السعرات الحرارية اليومية، وهي 20 جرامًا تقريبًا من كمية الدهون اليومية ضمن حمية تلتزم بـ2000 سعر حراري.
ونصحت جمعية القلب الأمريكية بعدم تناول أكثر من قطعة لحم وزنها 60 جرامًا تقريبًا من البروتين الحيواني، وذكرت أن الأفضل استبدالها بالدجاج والأسماك أو البقوليات، بينما نصح المعهد الأمريكي للسرطان بتناول ما لا يزيد على 4 قطع من اللحم أسبوعيًّا.
وكمية اللحم المسموح بها يوميًّا في معظم المنشورات الطبية قطعة لحم لا يزيد وزنها على 90 إلى 110 جرامات فقط، أي ما لا يزيد عن نصف كيلو من اللحوم الحمراء أسبوعيًّا.
وتحتوي قطعة اللحم التي تزن 90 جراما تقريبا على:
- 245 سعرًا حراريًّا.
- 10 جرامات دهون منها 5 جرامات تقريبًا من الدهون المشبعة.
- 36 جرام بروتين يساعد على بناء العضلات.
- 60 % من الكمية اليومية المطلوبة من فيتاميني "ب 3" و"ب 6"، ما يعزز الجهازين المناعي والعصبي في الجسم.
- 15 % من احتياج الجسم اليومي من الحديد، الذي يساعد على بناء خلايا الدم الحمراء، وتحفيز الأيض أو عملية الحرق.
وبالطبع هذه المعلومات، خاصة ما يتعلق منها بالسعرات والدهون، تختلف باختلاف نوع اللحم والمكان المقطوع منه، وكذلك طريقة الطهي، فالشواء -على سبيل المثال- يقلل من السعرات والدهون وهكذا.
أضرار اللحوم الحمراء
من الثابت علميًّا أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يؤدي إلى عدة مشكلات صحية، مثل:
- أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول في الدم.
- عسر الهضم.
- السكري من النوع الثاني.
- التهابات المعدة.
- زيادة احتمالات الإصابة بالسرطانات، خاصةً سرطان القولون والمستقيم، وتزيد احتمالات الإصابة عند طهيها بطريقة غير صحية.
وجزء كبير من هذه الأخطار يأتي من كميات الدهون المشبعة الضارة التي يحتويها هذا النوع من اللحوم، وبالرغم من أن هذه المعلومات تأكدت بعشرات من الأبحاث الطبية على مدى عشرات السنوات، فإن بعض الأبحاث الآن تزعم أن الدهون الموجودة في اللحوم لا تصنف بحال على أنها دهون ضارة. على عكس الكثير من الزيوت النباتية، التي ارتفعت الكثير من الأصوات للتحذير منها، مثل زيت الذرة وزيت النخيل.
فوائد اللحوم الحمراء
وكما أن للحوم الحمراء بعض الأضرار، لها أيضًا العديد من الفوائد إذا لم نفرط في تناولها:
- مصدر غني بالعديد من العناصر الغذائية، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن.
- مصدر غني بالأحماض الأمينية التي تحسن من المزاج، بفعل هرمون السيرتونين الذي يقلل من الأرق والقلق.
- تناول اللحوم مفيد في نمو العظام والشعر وتقوية الجهاز المناعي.
وأخيرًا، تذكري عزيزتي أن الإفراط في أي شيء مهما كان له أضرار، فيمكنك تناولها أكثر من 3 مرات إذا أردتِ طالما لا تزيد القطعة على نصف حجم كف اليد، وانتبهتِ لطريقة الطهي، وبذلك تحصلين على فوائدها دون التعرض لخطر الأمراض التي قد تنتج عن الدهون المشبعة. وعند اتباعكِ لأي نوع من الحميات الغذائية، راقبي الكمية المناسبة من اللحم يوميًّا، وحاولي دائمًا التنويع بين اللحوم الحمراء والبيضاء كالدجاج والأسماك.
للمزيد من المقالات عن كل ما يخص صحتك وغذائك اضغطي على هذا الرابط.