تتعرض معظم السيدات إلى اضطرابات الدورة بعد الزواج، والمقصود بها عدم انتظام مدة الدورة الشهرية، فالمتوسط الطبيعي للدورة الشهرية المنتظمة 28 يومًا، وعندما تقل الدورة الشهرية عن 24 يومًا أو تزيد على 38 يومًا فأنتِ تعانين اضطرابًا في الدورة الشهرية.
وفي العموم تظل الدورة الشهرية غير منتظمة بعد البلوغ ثلاث سنوات أو أكثر، حسب تقبل الجسم لحالته الجديدة والتعامل معها، وبعد ذلك تبدأ الدورة الشهرية الانتظام في المواعيد والكمية والألم أيضًا.
ولا يخرّب هذا الانتظام إلا التغيرات العديدة التي يمكن للمرأة أن تمر بها في مشوار حياتها، مثل اضطرابات الدورة الشهرية بعد الزواج، ووصولًا إلى انقطاع الطمث.
أسباب اضطراب الدورة بعد الزواج
الدورة الشهرية المنتظمة تعني وجود انسجام بين وظائف الرحم والمبايض والغدد (النخامية والدرقية)، وأي خلل في العوامل السابقة أيًّا كانت أسبابه يؤثر في انتظام الدورة الشهرية.
من أهم أسباب عدم انتظام الدورة بعد الزواج:
- خلل في إفراز الهرمونات، خاصةً هرمون الغدة النخامية والدرقية.
- خلل في إفراز هرمون الإستروجين.
- اضطرابات الطعام المختلفة، ومنها: الشره المرضي وفقدان الشهية.
- السمنة والنحافة.
- تكيس المبايض، ووجود أورام في الرحم أو المبيضين (حميدة أو خبيثة).
- التوتر والقلق المصاحب لفترة ما بعد الزواج.
- تناول وسائل منع الحمل الهرمونية، التي تُحدث خللًا في عمل الهرمونات، وتؤثر بشكل مباشر في انتظام الدورة الشهرية، وعلى رأسها حبوب منع الحمل واللولب الهرموني.
- تغيير الروتين بعد الزواج يؤثر في طريقة عمل كيمياء المخ، وبالتالي في إفراز الهرمونات التي تحدد موعد التبويض الشهري.
- حدوث الحمل يوقف الدورة الشهرية، وأنتِ لا تعلمين في البداية.
- الرضاعة الطبيعية قد تكون سببًا رئيسيًا في اضطراب الدورة الشهرية، وبعض النساء لا يكون لديهن تبويض مع الرضاعة الطبيعية، ويمر بعضهن الآخر بفترات غير منتظمة.
- انقطاع الطمث من أهم الأسباب أيضًا، وتصل فترة انقطاع الطمث إلى عامين أو ثلاثة أعوام، وفي هذه الأعوام تمر المرأة بفترة تمهيدية يختل فيها عمل الهرمونات، وتستعد لانقطاع الطمث وتوقف الدورة الشهرية.
شكل الدورة الشهرية بعد الزواج
تختلف كمية النزف وعدد أيام الحيض من امرأة إلى أخرى، وتتراوح مدتها عند البعض من ثلاثة إلى أربعة أيام، وهناك من تصل معهم إلى سبعة إلى ثمانية أيام، والمعتاد أن كمية الدم تزيد في منتصف أيام الحيض، وتقل في بدايتها ونهايتها، وتزيد كمية الدم نتيجة لعدد من العوامل النفسية نتيجة لاضطراب الهرمونات في فترة الحيض، وعوامل أخرى منها تركيب اللولب الذي يؤدي إلى نزيف وألم كبير في موعد الحيض كل شهر.
إليكِ شكل الدورة بعد الزواج بمراحلها المختلفة:
- في بداية الزواج: يحدث اضطراب بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن العلاقة الجنسية مع الزوج، وهو الأمر الذي يتعامل معه الجسم للمرة الأولى.
- بعد فترة من ممارسة العلاقة الزوجية: يزيد إفراز الهرمونات نتيجة للمداعبة والوصول لهزة الجماع، وهذا يؤثر أحيانًا قليلة في انتظام الدورة الشهرية عند بعض النساء.
- مع حدوث الحمل: يحدث اضطراب هرموني، ويحدث معه توقف للدورة الشهرية.
- بعد الولادة: يعود كل شيء كما كان بعد مرور فترة النفاس، لكن الأمر يأخذ من الجسم بعض الوقت لإعادة التوازن الهرموني مرة أخرى.
- في حالة الرضاعة الطبيعية: يختلف الأمر، ففي حالات تتوقف الدورة الشهرية وتُسمى (الرضاعة النظيفة)، وفي حالات أخرى لا تتوقف الدورة الشهرية، وقد تكون منتظمة أو غير منتظمة، كل شيء يرجع لجسم المرأة وانتظام الهرمونات.
علاج اضطراب الدورة الشهرية بعد الزواج
هناك بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها في المنزل لتنظيم الدورة بعد الزواج:
- ضعي روتينًا منتظمًا.
- تناولي غذاء متوازنًا.
- مارسي التمارين الرياضية بانتظام، للحفاظ على وزن صحي.
- قللي الضغوط.
- يمكنك اللجوء لحبوب منع الحمل بعد استشارة الطبيب.
إذا لم تساعدك هذه الإجراءات واستمرت دورتك الشهرية غير منتظمة لبضع دورات، فقد تحتاجين إلى علاج طبي.
فيما يلي خيارات العلاج المتاحة إذا لم تساعد العلاجات المنزلية على تنظيم الدورة الشهرية، أو إذا كانت هناك حالة مرضية أساسية تسببت في عدم انتظام الدورة الشهرية:
- العلاج الهرموني، مثل الأستروجين أو البروجستين.
- الميتفورمين لعلاج متلازمة تكيس المبايض ومقاومة الأنسولين.
- دواء الغدة الدرقية.
- جراحة لإزالة الأورام الليفية.
- تغييرات في أدوية تحديد النسل الهرموني، إذا كانت تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية.
أمراض تسبب اضطراب الدورة الشهرية بعد الزواج
هناك عديد من الأسباب الأخرى لعدم انتظام الدورة الشهرية، التي لا ترتبط بالزواج ولكنها يمكن أن تؤثر في أي امرأة، وتشمل:
- انقطاع الطمث.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض).
- بطانة الرحم المهاجرة.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- الأورام الليفية.
- مرض التهاب الحوض PID.
- بعض الأدوية.
متابعة الدورة الشهرية ومواعيدها ليست رفاهية، بل هي ضرورية لمتابعة صحتك كامرأة، مع الأخذ في الاعتبار كل العوامل التي تتسبب في حدوث اضطرابات الدورة بعد الزواج، مرورًا بكل التغيرات التي تحدث فيه، فإذا شعرتِ بالقلق في أي وقت عليكِ المتابعة مع الطبيب، للاطمئنان والتأكد من عدم وجود مشكلة صحية خطرة مسببة لهذا الاضطراب.
يمكنك قراءة مزيد من موضوعات الدورة الشهرية على موقعنا "سوبرماما".