طفلك هو أغلى ما في حياتك، ولذلك تحرصين دائمًا على كل ما يحافظ على صحته ويطور من نموه، لكن هل تعلمين أنكِ تقعين أحيانًا في بعض الأخطاء فتكونين أحد الأسباب التي تعرض صحته للخطر دون قصدٍ منك، فربما تشعرين في كثير من الأوقات بالملل والضيق وأنتِ ترضعينه، ما يدفعك إلى أن تحاولي قضا هذا الوقت في شيء يكسر هذا الملل، مثل استعمال الهاتف النقال وتصفح الإنترنت عليه، ولكن هل يؤثر الهاتف النقال على الرضيع؟ سنخبرك بالإجابة في هذا المقال مع "سوبرماما" فتابعي القراءة.
هل يؤثر الهاتف النقال على الرضيع؟
للتغلب على الملل والانتظار حتى يفرغ طفلك من الرضاعة تتصفحين هاتفك أو تتحدثين فيه مثل كثير منا، فمن منا يستطيع أن يتخلى عن هاتفه اليوم؟ ولكن عندما يتعلق الأمر بطفلك، فحتمًا يجب أن تغيري من بعض عاداتك واهتماماتك، فتصفح الهاتف أو استخدامه في أثناء الرضاعة الطبيعية له بعض الأضرار، التي سنشرحها لك في النقاط التالية:
- حذر علماء مجال أبحاث أمان الأجهزة اللا سلكية من استخدام الهاتف المحمول بالقرب من الأطفال في أول عامين بعد الولادة، إذ ثبت أن الموجات المنبعثة منه تتسبب في تلف وقصور الحاجز الدموي للمخ، الذي يمنع الميكروبات والسموم من الوصول إلى المخ والتأثير في خلاياه، إذ تكون عظام الجمجمة لم تلتئم ببعضها بعد، ما يسبب فيما بعد حدوث أورام في هذه المنطقة والإصابة بسرطان المخ.
- أثبتت الدراسات أن رؤوس الأطفال الرضع تمتص وتستوعب إشعاعات وذبذبات الهواتف المحمولة أكثر من البالغين، ما يؤثر في دماغهم وفي الخلايا الحساسة لديهم التي تكون في مرحلة النمو، ويؤدي إلى بطء نموها وخاصة الخلايا الدماغية.
- أفادت دراسة بريطانية حديثة أجريت على عدد كبير من الأطفال، أن احتمالات وقوع مشكلات سلوكية لدى الأطفال في سن السابعة تزيد بنسبة 50% بين الأطفال الذين تعرضوا لآشعة وذبذبات الهواتف النقالة في الأشهر الأولى من حياتهم خلال فترة الرضاعة.
- كما أكدت دراسات أجراها دكتور روبرت كين أن استخدام الهاتف الجوال بالقرب من المولود في الشهور الأولى بعد الولادة يزيد من نسبة حدوث مرض التوحد للطفل الرضيع، نتيجة التعرض بكثرة للموجات الكهرومغناطيسية، وقد لوحظ من خلال الدراسة ارتفاع نسبة الإصابة بمرض التوحد من ثمانية إلى عشرة أطفال من بين كل عشرة آلاف طفل، كما وُجد أيضًا أن هذه الموجات تؤثر في جهاز المناعة الذي لم يكتمل نموه بعد في هذه السن المبكرة.
- حذرت أيضًا الجمعية الأسترالية للرضاعة الطبيعية من خطورة تصفح الأجهزة الذكية خلال الرضاعة الطبيعية، لأن ذلك يؤثر سلبًا في العلاقة التي تربط الأم بطفلها الرضيع، وتقلل إشباع الطفل من حنان وعطف والدته لتشتت انتباهها عنه، بالإضافة إلى أن عدم انتباه الأم له في أثناء الرضاعة يزيد من حدة التوتر والقلق لديه في وقت لاحق من حياته.
- تتشتت بعض الأمهات أحيانًا عند استخدامها الهاتف النقال خلال الرضاعة، فيتسرب الحليب إلى أذن الطفل، ما يسبب التهابات بكتيرية تؤذي أذن الطفل الرضيع الوسطى.
كيف تشغلين نفسك وقت الرضاعة الطبيعية؟
في أول شهور من عمر طفلك، تقضين ساعات طويلة من يومك في الرضاعة الطبيعية، وحتى لا تشعري بالملل يمكنك الاستفادة بهذا الوقت في فعل أشياء كثيرة تعيدين بها شحن طاقتك من جديد، أو تنجزين مهامًا أخرى لا يتسع لها يومك مع ساعات الرضاعة الطبيعية الطويلة، فإذا كنت أمًا لطفل رضيع يمكنك الاستعانة ببعض عناصر القائمة التالية، لتشغلي بها نفسك خلال وقت الرضاعة الطبيعية:
- التحدث والغناء مع طفلك: صوتك هو أكثر شيء يعرفه طفلك حديث الولادة، فهو يسمعه منذ أن كان جنينًا في رحمك، وهو أكثر ما يطمئنه ويهدئه، ولتقوية علاقتك بطفلك منذ أيامه الأولى، استفيدي من وقت الرضاعة الطبيعية وتحدثي مع طفلك الرضيع وغني له أغاني لطيفة هادئة، أو احكي له قصة مناسبة، وستشعرين بفائدة هذه الأفعال، ليس فقط في علاقتك بطفلك، لكن أيضًا في تنمية مهاراته اللغوية وتطورها بشكل أسرع في سن أكبر.
- تناول الطعام: في وسط مهامك المتعددة كأم جديدة، قد تغفلين مواعيد وجبات طعامك وتهملينها، لكن تنظيمها مع مواعيد رضعات طفلك سيكون أمرًا مناسبًا للغاية، خاصةً أن هذا الأمر سيجعلك تحافظين على معدل طاقتك في مستوى جيد طوال الوقت، وهو ما سينعكس على عنايتك بطفلك الرضيع، وحتى على جودة عملية الرضاعة الطبيعية نفسها، لكن احرصي على أن تكون خياراتك دائمًا صحية، فطبق من السلطة، وكوب من الحليب بالعسل، وبعض المكسرات، أو كوب عصير تفضلينه، كل هذا وغيره خيارات مناسبة لك في فترة الرضاعة الطبيعية، وكذلك لا تنسي المواظبة على شرب الماء بانتظام طوال اليوم، وبشكل خاص في وقت الرضاعة الطبيعية.
- الحصول على قيلولة: بالتأكيد وسط انشغالك طوال اليوم، ستحتاجين في وقت ما في اليوم إلى أخذ قسط من الراحة، لتتمكني من استكمال مهامك لباقي اليوم، وهو ما يمكنك القيام به خلال الرضاعة الطبيعية لطفلك، وستكون وضعية الاستلقاء على أحد الجانبين هي الوضعية المثلى للقيام بذلك، لكن تأكدي أيضًا من عدم وجود وسائد بالقرب من صغيرك، لحمايته من أي خطر محتمل.
- الجلوس مع طفلك الأكبر: قد يكون وقت الرضاعة الطبيعية لطفلك الرضيع فرصة مثالية لتقوية الروابط مع طفلك الأكبر أيضًا، فيمكنك الاستفادة من هذا الوقت وقراءة قصة معه، أو التحدث معه في بعض شؤونه، سيشعره هذا الأمر بأهميته، وأنه لا يزال من أهم أولوياتك، وأن أخاه الأصغر لم يأخذك منه، وهو ما سيظهر أثره الإيجابي في علاقته بأخيه وعلاقته بك كذلك.
- كتابة قائمة المهام المطلوبة: كونك أصبحت أمًا جديدة، فهذا أمر يحتاج منك إلى كثير من التنظيم، خاصةً مع المهام المختلفة الجديدة التي طرأت على حياتك، وحتى تكوني مسيطرة على كل الأمور ومنجزة لها، يمكنك كتابة قائمة مهام اليوم المطلوب إنجازها وأنت تتناولين مشروبك الساخن في وقت الرضاعة الطبيعية، ومتابعة إنجازها طوال اليوم.
- القراءة: إذا كانت القراءة إحدى هواياتك المفضلة التي لا تجدين لها وقتًا بعد قدوم طفلك الرضيع، فلا تنزعجي مجددًا من هذا الأمر، واستغلي وقت الرضاعة الطبيعية لقراءة كتاب في مجالك المفضل، الذي سيساعدك على الانخراط في عالم آخر، بعيدًا عن مهامك كزوجة وأم بعض الوقت، وبالطبع يمكنك أيضًا اختيار كتاب عن تربية الأطفال، ليساعدك على التعرف إلى عالم طفلك الجديد.
أخيرًا، بعدما أجبنا عن سؤال "هل يؤثر الهاتف النقال على الرضيع؟" اعلمي أن أضرار الموجات الكهرومغناطيسية للجوال لا تظهر في الوقت نفسه، لكنها تتراكم مع الوقت، وبمرور الزمن تظهر الحالات المرضية، لذلك يجب عليك أن تتجنبي استخدام الهاتف في الغرفة التي يوجد بها طفلك، واعلمي أن إبعاد رأس الطفل الرضيع عن الهاتف لا يقلل من الخطر، وأن استخدام السماعات لا يقلل من خطر الهاتف خلال إرضاع الطفل، لأن تأثير الإشعاعات التي تصدر عنه يمتد لمحيط 20 مترًا مربعًا تقريبًا.
أبناؤنا هم أغلى ما لدينا نهتم لصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الرضع.