لا تتفاجئي عندما تجدين نفسك تحبين طفلك قبل أن تقابليه، فإن جسمك يضع الأساس لرابطة عاطفية قوية بينك وبينه، ونعلم رغبتكِ في القيام بأكبر جهد ممكن للاهتمام به، من تجشئه إلى تلبيسه وقص أظافر أصابعه الصغيرة، إلى الاهتمام بتطوره، تلعبين معه، وتتحدثين إليه، وتغنين له، كل هذا ليس ممتعًا له فحسب، بل مهم أيضًا في تطوره، إذ يمتص دماغه الصغير الأصوات والنغمات واللغة التي سيستخدمها لنطق كلماته الأولى، في هذا المقال ستعرفين متى يجب عليكِ بدء الحديث مع الطفل الرضيع، وفوائد هذا الحديث معه، وأهم دلالات حركاته.
متى أبدأ الحديث مع الطفل الرضيع
يتواصل طفلك معك بمجرد ولادته، فمن الرائع أن تبدئي التحدث معه في أقرب وقت ممكن، يخزن طفلك منذ الولادة قدرًا هائلًا من الكلمات، فقط من الاستماع لحديثك، ويظل يحاول الانضمام له، فهو يتواصل معك من خلال بكائه، والتواصل البصري معك، والاستماع إليكِ، وفي وقت لاحق، سوف يداعب ويبتسم ويضحك لكِ، ويصدر مزيدًا من الأصوات، ويحرك جسده، وستلاحظين هذه المحاولات في الرد عليك.
في عمر الشهرين، يبدأ طفلك الانتباه لكِ عندما تتحدثين، ويراقبك، ويلتفت إلى الأصوات من حوله، وبنهاية الأشهر الثلاثة الأولى، يبدأ طفلك إصدار بعض الأصوات الغنائية، اللطيفة والمتكررة.
وبحلول الشهر الرابع، يبدأ طفلك المناغاة، وقد يبدأ تقليد بعض الأصوات التي تصدرينها، لذلك قد يكون هذا الوقت مناسبًا، للإكثار من الكلام معه، أيضًا سيفرق طفلك بين بكائه، ليسهل عليكِ فهم ما يريد.
فوائد الحديث مع الطفل الرضيع
٨٠٪ من النمو الدماغي للأطفال يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى لهم، لذلك حاولي جاهدة أن تحصلي على بعض الوقت بمفردك مع طفلك الرضيع، وعندما يحاول الرد عليكِ، لا تقاطعيه أو تنظري بعيدًا عنه، يجب أن يشعر بأنكِ مهتمة بالاستماع له، وحتى يستجيب بشكل أفضل، انظري في عينيه عند التحدث، وإليكِ أهم فوائد الحديث مع طفلك الرضيع:
إثارة الشبكة العصبية في الدماغ، في الجزء الذي يتعامل مع اللغة، فكلما زاد عدد الكلمات التي يسمعها، زادت قوة تلك المهارات العقلية.
تعزيز مهارات طفلك اللغوية المستقبلية، وقدرته على التعلم.
مساعدته على تحسين فهمه للغة، وزيادة عدد الكلمات وتنويعها، التي يمكنه فهمها واستخدامها.
تحسين أدائه في المدرسة عندما يكبر.
واعلمي أن الرضع الذين يتحدث إليهم كثير من الأطفال، يعرفون مزيدًا من الكلمات بحلول سن الثانية، أكثر من أقرانهم.
دلالات حركات الطفل الرضيع
تخبرك لغة جسد طفلك بما يشعر به، وما يحتاج إليه منك، وعندما تلاحظينها وتستجيبن لها، فإنه يشعر بالأمان، ويساعدك هذا على بناء علاقة قوية معه، وهو أمر مهم لنموه، والآن ستكتشفين معنا ما تخبرك به مشاعر طفلك، من خلال إشارات وحركات يفعلها، يقول لكِ بها:
"أنا متعب":
- حركات متشنجة.
- التثاؤب.
- مص الأصابع.
- قلق، ومزاج سييء.
- فقدان الاهتمام بألعابه.
- ترتكز عيناه على مكان معين.
"أنا جائع": يحتاج طفلك حديث الولادة إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات:
- الالتفات نحو الثدي.
- إصدار صوت المص.
"أريد اللعب":
- عيون واسعة ولامعة.
- التواصل البصري معك.
- التبسم.
- حركات لطيفة برجليه.
- التواصل بالأيدي معك.
"بحاجة إلى قيلولة":
- إدارة رأسه بعيدًا عنك.
- حركات تشنجية.
- ركلات.
ختامًا، وبعد أن وضحنا لكِ متى يمكنكِ بدء الحديث مع الطفل الرضيع، وفوائد ذلك، ودلالات حركاته، ليخبرك عما يشعر به، فما أجمل أن تتحدثي مع طفلك ويتفاعل معكِ بصوته وحركاته، وننصحك بأن تحددي مقدار وقت الشاشة، فكثير منه يعوق نمو لغة طفلك، وإضافة إلى ذلك، فصوتك أكثر متعة له.
يحتاج الرضع إلى رعاية خاصة، تعرفي إلى كل ما يخص طفلك الرضيع وكيفية التعامل معه وتلبية احتياجاته المختلفة، بزيارة قسم رعاية الرضع في "سوبرماما".