يختلف النمو واكتساب المهارات من طفل إلى آخر، ومن ضمن تلك المهارات هي القدرة على النطق والكلام، فقد يستغرق الأطفال الذين يعيشون في منزل ثنائي اللغة وقتًا أطول ليتعلموا تحدث أي من اللغتين، وأحيانًا ما يتكلم الأطفال الصغار في عائلة ذات أشقاء أكبر متأخرًا؛ لأن الأخوة الأكبر يتحدثون نيابة عنهم.
كما تظهر الأبحاث أن الفتيات يتحدثن في وقت أبكر من الذكور، على الرغم من أن تأخر الكلام عند الأطفال يمكن أن يشير إلى تأخر في النمو أو مشكلة جسدية، ففي حالات أخرى قد ينتج عن مشاكل بسيطة وغير مرضية، في كل الأحوال عليكِ متابعة طفلك لتحديد ما إذا كانت مهاراته في التحدث متأخرة عن أقرانه في مرحلته العمرية نفسها، وهنا يجب استشارة طبيب الأطفال لعلاج الأمر مبكرًا.
تأخر الكلام عند الأطفال: متى يصبح خطرًا؟
في البداية عليكِ أن تتعرفي إلى جدول تقييم تدرج الكلام عند الصغار لتستطيعي تقييم طفلك، ومعرفة هل تأخر في الكلام أم لا؟ ولا داعي أبدًا للفزع غير المبرر.
على الرغم من أن كل طفل ينمو ويتطور وفقًا لقدراته فهناك مؤشرات يمكن من خلالها الاستدلال على مدى تطور مهارة الكلام لدى طفلك، على سبيل المثال في عمر الثانية يستطيع معظم الأطفال:
- استخدام عبارات بسيطة، مثل "مزيد من الحليب".
- طرح أسئلة مكونة من كلمة إلى كلمتين، مثل "نذهب للخارج؟".
- اتباع الأوامر البسيطة، وفهم الأسئلة السهلة.
- نطق في المجمل نحو 50 كلمة أو أكثر.
معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والثالثة يمكن فهم معظم كلامهم من قبل الأسرة ويستطيعون ما يأتي:
- التحدث بعبارات أو جمل مكونة من كلمتين أو ثلاث كلمات.
- استخدام 200 كلمة في الأقل، وحتى 1000 كلمة.
- ذكر اسمهم الأول.
- الإشارة إلى أنفسهم باستخدام الضمائر (أنا، ملكي، وخاصتي).
إذا لاحظت أن طفلك لديه مشكلة في الكلام، ولم يحقق تطورًا وفقًا للإرشادات المذكورة سابقًا يجب استشارة الطبيب للبحث في الأسباب الكامنة وراء تأخر الكلام أو والنطق، وذلك بدءًا من مشاكل السمع إلى اضطرابات النمو، وإذا لزم الأمر فقد يحيل الطبيب الطفل إلى اختصاصي أمراض النطق أو السمع.
أسباب تأخر الكلام عند الأطفال
إليك مجموعة من الأسباب الكامنة وراء تأخر الكلام عند الأطفال:
- الأسباب العضوية: مثل اللسان المربوط، وهي مشكلة شائعة جدًّا، إذ يولد كثير من الأطفال ومقدمة ألسنتهم مربوطة بحزام نسيجي إلى أسفل، وتحتاج هذه المشكلة إلى عملية بسيطة جدًا، لكن دعي طبيبك يكتشف ذلك ويتأكد منه قبل الإقدام على شيء.
- فقدان السمع: من المحتمل أن الطفل لا يستطيع أن يسمع جيدًا أو يسمع الكلام بصعوبة في تكوين الكلمات، تتمثل إحدى علامات فقدان السمع في أن الطفل لا يتعرف إلى شخص أو كائن عند تسميته، ولكن يفعل ذلك إذا كنتِ تستخدمين الإيماءات، وقد تكون علامات فقدان السمع خفية للغاية، وفي بعض الأحيان يكون تأخر الكلام أو اللغة الإشارة الوحيدة.
- اضطراب طيف التوحد: غالبًا ما تُوجد مشكلات النطق واللغة عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
- الإعاقات الذهنية: أيضًا قد تكون سببًا في تأخر الكلام عند الأطفال.
- مشاكل عصبية: يمكن أن تؤثر بعض الاضطرابات العصبية في العضلات اللازمة للتحدث، وتشمل هذه المشاكل الشلل الدماغي أو إصابات في الدماغ.
- الأسباب النفسية أو التخاطبية: مثل التلعثم وعدم القدرة على نطق الحروف من مخارجها، ويمكن أن تكون بسبب عدم التحدث مع الصغير، أو تخويفه باستمرار، أو بسبب حزنه من فقد فرد من العائلة.
- فرق اللغة: كأن يكون الأبوان من جنسيتين مختلفتين، أو أن الأسرة تعمل في بلاد تتحدث بغير اللغة الأم، وقد يؤدي ذلك إلى بعض التأخر لدخول لغتين إلى عقل الطفل، وأحيانًا لا تحدث تلك المشكلة على الإطلاق.
كيف أساعد طفلي على الكلام؟
إن خيارات العلاج لتطور طفلك تعتمد على أسباب تأخر الكلام عند الأطفال لديه ومدى شدته، ومع ذلك عند استشارة الطبيب ومعالجة الأمر مبكرًا يتحسن مستوى التأخر في الكلام واللغة إلى جانب الاضطرابات بشكل عام مع مرور الوقت، وفي كل الأحوال بجانب دور الطبيب فأنت أيضًا عليكِ دور يمكنك القيام به في المنزل، إليك مجموعة من الإرشادات لمساعدتك:
- وجهي انتباه الطفل إلى الأصوات المختلفة، مثل صوت جرس الباب، ودعيه يجربه، واشتري له ألعابًا تصدر أصواتًا كصوت القطة والبطة وغير ذلك.
- العبي مع طفلك بأصوات بسيطة، مثل أن تمسكي سيارة وتقولي "ووووووووووو" أو اصنعي أصواتًا بفمك.
- أدخلي الكلمات مع الإشارات مثل "تؤ تؤ" أو "لا لا"، مع حركة يدك عند تحذيره من شيء خاطئ.
- علميه اسمه وناديه به كثيرًا، ونادي أخوته بأسمائهم.
- كلميه باستمرار وقولي مثلًا "هيا نأكل" أو "هيا نلعب"، ويمكن استخدام بعض الكلمات الدارجة بالنسبة للتعامل مع الأطفال مثل "هم يا جمل" أو "هم للطعام" للتشجيع على الطعام، أو لفظة "ننه" للنوم، أو لفظة " أمبو" للشرب...إلخ.
- علميه الألوان بالكرات أو البالونات الملونة، وانطقي اسم اللون، بقول "هذه كرة لونها أحمر"، وكرري ذلك عند تعليمه أسماء الحيوانات أو الفواكه والخضراوات وغير ذلك.
- تدريجيًا وحسب سنه واستجابته، ابدئي استخدام جمل كبيرة نسبيًا مثل "نادي أحمد" أو "أين القطة؟"، وغير ذلك.
لا تنسي متابعة التطور مع طبيبك وأخبرينا بما مررت به مع أبنائك الأكبر عمرًا