بعد ولادة الطفل الأول، يصبح التفكير في الحمل مرة أخرى كابوسًا مرعبًا للأم المنهكة التي قد خرجت للتو من رحلة حمل وولادة شاقة، فتشعر بالخوف والقلق بمجرد التفكير في احتمالية تكرار تجربة الحمل مرة أخرى، بالإضافة إلى مسؤوليتها الجديدة مع صغير يحتاج إلى صحتها ووقتها.
وبمجرد اقتراب وقت الدورة الشهرية، يزداد قلقها وتراودها المخاوف والأفكار حول حدوث الحمل مرة أخرى، خاصة عند تأخر الدورة الشهرية، وهي غير مدركة أن خوفها وقلقها قد يكون هو السبب في تأخر الدورة الشهرية وزيادة مخاوفها.
كيف أستمتع بالعلاقة الحميمة دون الخوف من حدوث حمل؟
كيف يؤدي الخوف من حدوث حمل إلى تأخير الدورة الشهرية؟
عند الشعور بالخوف والقلق، يؤثر ذلك على إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم التبويض، ما قد يؤدي إلى اختلال الدورة الشهرية وتأخر الإباضة عن التوقيت المعتاد، وفي أوقات قليلة قد لا تحدث الإباضة من الأصل، ما يفسر تأخر الدورة الشهرية عند شعوركِ بالقلق والخوف من حدوث الحمل.
وجدير بالذكر أن الجسم بعد الولادة يكون في حالة اختلال هرموني نتيجة للتغيرات التي طرأت على جسمكِ من حمل وولادة ورضاعة، ما يؤثر على حالتكِ المزاجية ويجعلكِ أكثر قابلية للشعور بالقلق والتوتر، كما يؤثر أيضًا على انتظام الدورة الشهرية.
ما الفارق بين علامات الحمل وقرب الدورة الشهرية؟
وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، مثل فقدان الوزن أو زيادته، أو تناول بعض الأدوية التي تؤثر على التوازن الهرموني بالجسم مثل أدوية علاج الاكتئاب، أو ممارسة الأنشطة والرياضات العنيفة، أو اختلال الساعة البيولوجية للجسم نتيجة الإجهاد وقلة النوم.
وإليكِ بعض النصائح التي قد تساعدكِ على التغلب على شعوركِ بالخوف من حدوث حمل غير مرغوب به:
1. تحدثي مع زوجك:
كشأن جميع المخاوف، قد تحتاجين إلى دعم زوجكِ والتحدث معه حول ما يثير قلقكِ، ويمكنكما البحث معًا عن وسيلة مناسبة لمنع الحمل، إذ إن هناك العديد من الوسائل الجديدة لمنع الحمل، فابحثا معًا واسألا الطبيب عن مميزاتها وعيوبها.
2. تجنبي المعتقدات الخاطئة:
يقع كثير من الأمهات في فخ المعتقدات الخاطئة المنتشرة بشأن الوسائل الطبيعية لمنع الحمل، مثل الاعتقاد بأن الرضاعة الطبيعية تمنع حدوث الحمل، ولكن هذا اعتقاد خاطئ تمامًا، فعلى الرغم من أن هرمون البرولاكتين المسؤول عن إفراز حليب الثدي الطبيعي قد يعمل على تأخير الدورة الشهرية بعد الولادة، إلا إنه لا يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط كوسيلة آمنة لمنع الحمل.
3. لا تترددي في زيارة الطبيب:
للتغلب على خوفكِ من حدوث الحمل غير المرغوب به، يجب عليكِ استشارة طبيبكِ وسؤاله عن وسيلة آمنة لمنع الحمل، والمتابعة معه باستمرار كل فترة للتأكد من فعاليتها واستخدامها بشكل صحيح.
4. احسبي أيام التبويض:
إذا كنتِ لا تستطيعين التخلص من شعوركِ بالخوف والقلق من حدوث حمل على الرغم من استخدامكِ لوسيلة لمنع الحمل، يمكنكِ حساب أيام التبويض وتجنب حدوث العلاقة الحميمة في تلك الأيام، أو استخدام وسيلة إضافية خلالها، فإن ذلك من شأنه أن يطمئنكِ بشكل كبير، ويهدئ من شعوركِ بالقلق، ويسمح لكِ بالاستمتاع بالعلاقة الحميمة دون أي مخاوف.