تتراوح أورام العمود الفقري من الأورام الحميدة التي تعالج بالاستئصال الجراحي إلى الأورام الخبيثة (السرطانية) التي يتطلب علاجها عديدًا من الخيارات، كالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الجراح،ة وتنقسم الأورام السرطانية في العمود الفقري إلى قسمين، النوع الأول الأورام السرطانية الأوّلية التي تنشأ من العمود الفقري نفسه، وهي نادرة الحدوث مثل الساركوما العظمية أو الورم الحبلي (الكوردوما) أو ورم الخلايا العملاقة من العظام، والنوع الثاني الأورام الثانوية (النقيلية)، وهي الأكثر شيوعًا في هذا النوع من السرطان، وتحدث نتيجة ظهور السرطان في مكان آخر من الجسم مثل الرئة أو القولون ثم انتشاره للعمود الفقري عند امتداده خارج العضو الذي أصابه أو عن طريق الدم، وهذا النوع هو الأخطر، في هذا المقال، نذكر الأسباب المحتملة لسرطان العمود الفقري وأعراضه وما إن كان مميتًا، فتابعينا.
أسباب سرطان العمود الفقري
يتكون العمود الفقري من عظام صغيرة تسمى بالفقرات متراصة فوق بعضها، لحماية الحبل الشوكي داخلها وجذور الأعصاب الخارجة منه، وتنقسم الأورام التي تنشأ من داخل العمود الفقري لثلاثة أنواع هي:
- الأورام خارج الجافية: التي تنشأ من خارج الأم الجافية (الغشاء الخارجي المبطن للحبل الشوكي والحامي له) وعادة تكون هذه الأورام في العظام أو الفقرات المحيطة بالحبل الشوكي.
- الأورام داخل الجافية وخارج النخاع: التي تنشأ من خارج الحبل الشوكي في غشاء الأم الجافية.
- الأورام داخل النخاع: التي تنموا داخل الحبل الشوكي نفسه.
هذا بالإضافة للأورام النقيلية المذكورة سابقًا، وهي الأكثر شيوعًا، والتي نشأت من عضو آخر وانتقلت إلى الفقرات أو الغشاء المحيط بالحبل الشوكي، أو في بعض الحالات النادرة الحبل الشوكي نفسه.
حتى الآن من غير الواضح تمامًا سبب أورام العمود الفقري، لكن بعض الخبراء يشكون في أن هناك بعض الجينات المعطوبة التي تسبب ذلك، لكن من غير المعروف إن كانت هذه الجينات موروثة أو تعطب مع مرور الوقت وتعرض الجسم لظروف بيئية، مثل التعرض للكيماويات أو الملوثات، لكن فرص حدوث هذا السرطان تزداد في الأشخاص أصحاب التاريخ المرضي للإصابة بالسرطان أو التاريخ العائلي من الإصابة به أيضًا.
في الفقرة التالية، نتعرف إلى أعراض سرطان العمود الفقري.
أعراض سرطان العمود الفقري
قد تسبب الأورام السرطانية للعمود الفقري عديدًا من الأعراض، خاصةً عند كبرها في الحجم وضغطها على الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب، فإن نمت في العظام فقد تسبب الألم أو كسر الفقرات أو عدم استقرار العمود الفقري، وقد تؤثر أيضًا في الأوعية الدموية المحيطة بالمنطقة، وتتضمن أعراضها:
- الألم في مكان الورم، خاصةً بنموه.
- ألم الظهر أو الرقبة، الذي عادة ينتشر لأماكن أخرى من الجسم، مثل الفخذ أو الأرجل والأقدام أو الأذرع، والذي قد يسوء بمرور الوقت.
- نقص الإحساس بالألم والحرارة والبرودة.
- فقدان القدرة على التحكم في عمليتي التبول والإخراج.
- صعوبة المشي الذي قد يؤدي أحيانًا للسقوط.
- ألم الظهر الذي يسوء ليلًا.
- فقدان الإحساس خاصة في اليدين والقدمين، أو تنميل الجسم.
- ضعف العضلات الذي قد يكون خفيفًا أو شديدًا، وقد يكون في أي مكان بالجسم لكن يزداد حدوثه في عضلات اليدين والقدمين.
- الشلل في الحالات الشديدة، الذي قد يصيب عدة مناطق في الجسم.
لكن هل يمكن أن يسبب سرطان الحبل الشوكي الموت؟ هذا ما نجيب عنه في الفقرة التالية.
هل سرطان العمود الفقري مميت؟
قد تضغط أورام العمود الفقري على الأعصاب ما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة أو الإحساس تحت موقع الورم، وقد تحدث تغيرات في وظائف التبول والإخراج، وقد يكون تلف الأعصاب دائما لتحدث الإعاقة الدائمة أو الشلل الدائم، وقد تسبب الأورام في العظام تلفها وجعلها غير مستقرة وعرضة للكسور المفاجئة وتدهور العمود الفقري، ما قد يجرح ويصيب الحبل الشوكي أو يضغط عليه ويتلفه، وهذا قد يكون مهددًا للحياة أو مميتًا.
في حالة كان الورم في العمود الفقري ثانويًا أو بسبب نقيلة العظام، فإنه وبجانب جعله للعظام هشة وسهلة الكسر دون إصابة ومضاعفات سرطان العمود الفقري وتأثيره في الحبل الشوكي، فإن انتشار السرطان عن طريق النقيلات في كل أجزاء الجسم ومنه العمود الفقري قد يصيب أيًا من الأعضاء الحيوية مثل الكبد أو الرئة أو الكلى أو المخ، ويؤدي إلى ظهور السرطان في المنطقة المصابة وتدهور العضو المصاب وفشله وعدم قدرته على القيام بوظيفته، ما يؤدي في النهاية للموت أيضًا.
لذا فإن اكتشاف السرطان مبكرًا وعلاجه بشكل قوي بوسائل العلاج الحديثة التي تستهدف الخلايا السرطانية دون غيرها، يمكنه منع تدهور وظائف الأعضاء بل واستعادة وظائفها.
ختامًا عزيزتي بعد مقالنا عن سرطان العمود الفقري وأسبابه المحتملة وأعراضه وإن كان مميتًا أم لا، فإننا ننصح بالذهاب للطبيب بشكل عام إن ظهر ألم في الظهر وكان هذا الألم مستمرًا أو يسوء مع الوقت أو ليس مرتبطًا بالقيام بنشاط ما أو يسوء ليلًا، أو إن كان هناك تاريخ للإصابة السابقة بالسرطان وظهر ألم جديد في الظهر، أو إن صاحب ألم الظهر أعراض أخرى، مثل الغثيان والقيء والدوخة وضعف العضلات وتنميل الأرجل أو الأيدي ومشكلات الإخراج والتبول.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن كل ما يخص صحتك والعناية بها، بزيارة قسم الصحة في "سوبرماما".