تمر جزيئات الطعام المهضومة عبر 25 قدمًا أو أكثر من الأمعاء كجزء من عملية الهضم الطبيعية، ما يعني أن هذا الطعام المهضوم يتحرك باستمرار. في حالة الإصابة بانسداد معوي تُعرقل هذه الحركة، وقد يحدث الانسداد المعوي عند انسداد الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، كما يمكن أن يكون جزئيًا أو كليًا. يمنع الانسداد مرور السوائل والأطعمة المهضومة ما يسبب تراكمها خلف موقع الانسداد وكذلك تراكم أحماض المعدة والغازات، وإذا سبب هذا التراكم ضغطًا كافيًا، يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأمعاء، وتسرب محتويات الأمعاء الضارة والبكتيريا إلى تجويف البطن. انسداد الأمعاء حالة طارئة تستدعي التشخيص والعلاج المبكران لمنع حدوث المضاعفات. في موضوعنا نتناول بالتفصيل أعراض انسداد الأمعاء، ومدى خطورته.
أعراض انسداد الأمعاء
يسبب انسداد الأمعاء مجموعة واسعة من الأعراض غير المريحة، تتضمن ما يلي:
- الألم نتيجة تشنجات البطن التي قد تكون متواصلة أو متقطعة.
- فقدان الشهية.
- الإمساك.
- القيء.
- عدم القدرة على التبرز أو إخراج غازات.
- تورم البطن.
- الانتفاخ الشديد في البطن.
- قلة الشهية.
- الغثيان.
- الإسهال.
قد يعتمد بعض الأعراض على مكان الانسداد وطول مدته. على سبيل المثال، يعتبر القيء علامة مبكرة على انسداد الأمعاء الدقيقة، وقد يحدث هذا أيضًا مع انسداد الأمعاء الغليظة إذا كان مستمرًا، ويمكن أن يؤدي الانسداد الجزئي إلى الإسهال، بينما قد يؤدي الانسداد الكامل إلى عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.
هل انسداد الأمعاء يسبب الوفاة؟
يمكن أن يسبب الانسداد المعوي غير المعالج مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، وتشمل:
- موت الأنسجة، نتيجة قطع الإمداد بالدم عن جزءٍ من الأمعاء موضع الانسداد، وقد يسبب نقص الدم موت جدار الأمعاء.
- ثقب في الأمعاء، قد يؤدي موت الأنسجة إلى تمزّق في جدار الأمعاء وحدوث ثقب. مما يمكن أن يسبب العدوى.
- العدوى. يطلق على العدوى في تجويف البطن التهاب الغشاء البريتوني، وهي حالة مهددة للحياة وتتطلب العناية الطبية العاجلة وغالبًا ما تحتاج إلى الجراحة.
- تعفن الدم، وهو عدوى الدم التي تهدد الحياة.
- فشل عديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك الفشل الكلوي.
- الموت.
كما تتضمن المضاعفات الأخرى لانسداد الأمعاء الجفاف، واختلالات في إلكتروليت الجسم.
لذا يعتبر التشخيص المبكر وبدء الإجراءات العلاجية أمرًا في غاية الأهمية، ويعتمد العلاج على نوع الانسداد ومكانه وشدته، ففي حالة العوائق الجزئية أو العلوص، قد يكون من الممكن علاجها ببساطة بإراحة الأمعاء وإعطاء السوائل عن طريق الوريد (IV). تعني راحة الأمعاء أنك لن تحصلي على أي شيء تأكليه، ولكن فقط على السوائل الصافية خلال ذلك الوقت.
قد يعطيك الطبيب سوائل وريدية أيضًا لعلاج الجفاف وتصحيح اختلال توازن الكهارل، ويمكن إدخال قسطرة في المثانة لتصريف البول. في بعض الحالات التي تفشل فيها هذه الإجراءات لعلاج الانسداد، تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة، يزيل فيها الجراح جزءًا من الأنسجة الميتة وإعادة ضم نهايتي الأمعاء السليمة.
ختامًا، انسداد الأمعاء حالة طبية طارئة تستدعي التدخل العاجل، لذا إذا لاحظتِ أعراضها لديك أو لدى أحد أفراد أسرتك -خاصة إذا كنت قد أجريت قريبًا جراحة في منطقة البطن أو الحوض- فلا تتجاهليها أو تحاولي علاجها في المنزل، وتوجهي إلى الطبيب المختص على الفور، يساعد التدخل المبكر على علاج الانسداد المعوي بنجاح في كثير من الأحيان.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".