يشكو الكثير من السيدات من آلام الظهر، وتشير الإحصاءات إلى أن آلام الظهر أكثر شيوعًا لدى النساء، خاصةً في الفقرات العنقية وأسفل الظهر، فالأمر لا يقتصر على كبار السن فقط. وتصيب آلام الظهر السيدات بصفة خاصة في مرحلة الحمل والرضاعة نتيجة لضغط الجنين على فقرات الظهر، والجلوس بوضع خاطئ في أثناء الرضاعة.
في هذا المقال، سنخبرك بجميع أسباب آلام الظهر، وأنواع آلام الظهر، وهل نقص فيتامين د يمكن أن يكون أحد هذه الأسباب أم لا، فواصلي القراءة.
أعراض آلام الظهر
تتراوح آلام الظهر ما بين الخفيفة والشديدة التي قد تعيقكِ عن الحركة، وبعضها لا يحتاج لعلاج وتختفي بعد فترة من الراحة، والآخر قد يستمر لفترة طويلة ويشخص على أنه مزمن ويحتاج إلى علاج دائم. وفي كثير من الأحيان لا تظهر أعراضها في الظهر نفسه، وتشعرين بآلام في الساق أو في عضلات الحوض، ولا تعرفين أن المشكلة في الأساس في العمود الفقري، لذا تعرفي فيما يلي على أعراض آلام الظهر الشائعة:
- وجع في العضلات المحيطة بالعمود الفقري.
- وخز في منطقة الظهر.
- ألم أسفل الظهر ويمتد لأحد الساقين أو كليهما.
- الشعور بألم عند الانحناء أو الوقوف أو السير.
- ألم في الكتفين.
- ألم عند الوقوف يتحسن بعد الاستلقاء.
- عدم القدرة على الوقوف بشكل مستقيم دون ألم.
- عدم القدرة على بذل مجهود عضلي، خاصةً ذلك الذي يتضمن ثني الظهر.
وعادةً ما تكون هذه الأعراض نتيجة الإجهاد العضلي، أو الجلوس بوضع خاطئ، أو رفع أشياء ثقيلة، وسرعان ما تتحسن الأعراض مع الراحة والعلاج. أما إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة فتكون المشكلة مزمنة، وتحتاج لمتابعة مع طبيب مختص، وإذا زادت حدة الألم واشتملت على الأعراض التالية، فقد يكون الأمر خطيرًا لا قدر الله، ويجب استشارة الطبيب سريعًا:
- فقدان القدرة على التحكم في المثانة البولية.
- خدر أو وخز مستمر في أحد الساقين أو كليهما.
- ألم شديد في فقرات الظهر لا يستجيب للمسكنات وتزداد حدته في الليل.
- ألم في الظهر مع فقدان وزن شديد وغير مبرر.
- آلام في الظهر مصحوبة بحمى.
أنواع آلام الظهر
توجد أنواع كثيرة من آلام الظهر، لذا فإن دقة وصف الأعراض للطبيب ضرورية لصحة التشخيص ووصف العلاج المناسب، أما عن أهم هذه الأنواع فهي:
- التهاب الظهر الناتج عن التواء العضلات: ويحدث نتيجة حدوث تلف أو التواء في عضلات أو أوتار الظهر.
- التهاب الظهر الناتج عن التواء أو تمزق الأربطة: وهي التي تربط عظام الظهر ببعضها.
- ديسك الظهر: وهي حالة شائعة تحدث نتيجة تآكل المادة (الديسك) بين الفقرات، ما يؤدي إلى احتكاك الفقرات ببعضها البعض والشعور بألم شديد.
- الديسك المنفتق أو الانزلاق الغضروفي: إذ تفصل فقرات العمود الفقري مجموعة من الأقراص تشبه الوسائد المطاطية، وتتكون هذه الأقراص من مادة خارجية صلبة تحتوي داخلها على مادة لينة. وتعمل هذه الأقراص على منع احتكاك الفقرات ببعضها وامتصاص الصدمات، وأحيانًا ما تنفتق هذه الأقراص فيما يعرف بالديسك المنفتق أو الانزلاق الغضروفي، ليخرج جزء من المادة اللينة إلى القناة النخاعية، وهو ما يحفز الأعصاب ويسبب آلامًا في الظهر والساقين.
- التواء العمود الفقري الجانبي: وهو ميل غير طبيعي في العمود الفقري، وهي حالة إما وراثية تحدث من تلقاء نفسها في فترة المراهقة والبلوغ حيث يميل العمود الفقري لأحد الجانبين، أو تحدث نتيجة إصابة في العمود الفقري، أو نتيجة هشاشة العظام.
- هشاشة العظام: وعادةً ما تحدث مع التقدم في العمر، أو مع انقطاع الحيض، حيث يسبب ترقق العظام كسورًا صغيرة في الفقرات تسبب ألمًا كبيرًا.
- التهاب المفاصل: سواء التهاب المفاصل في العمود الفقري، أو التهاب مفاصل الحوض، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، فجميعها تسبب الشعور بآلام الظهر المستمرة.
- ضيق العمود الفقري: ويُعرف أيضًا بالتضيق الشوكي، حيث تضيق القناة الشوكية المحيطة بالحبل الشوكي وجذور الأعصاب، ما يسبب الضغط على الأعصاب والشعور بوخز أو تنميل أو ألم في الظهر.
أسباب آلام الظهر عند النساء
كما ذكرنا سابقًا فإن آلام الظهر أكثر شيوعًا في السيدات، والسبب في ذلك قد يكون نتيجة:
- الحمل.
- وضعية الجلوس الخاطئة.
- هشاشة العظام التي قد تحدث بعد الحمل المتكرر والرضاعة أو بعد انقطاع الحيض.
- المجهود العضلي الزائد.
- رفع أشياء ثقيلة.
- التهاب الأعصاب.
- اضطراب الهرمونات.
- حصوات الكلى.
- مشاكل البنكرياس.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- الدورة الشهرية.
- وضعيات النوم الخاطئة.
- زيادة الوزن والسمنة.
تأثير نقص فيتامين د على العظام والظهر
أكدت الدراسات أن 80% من الحالات التي تعاني من آلام الظهر المزمنة لم يُعرف السبب الرئيسي في الإصابة بها، ما يجعل من الصعب تشخيص الحالة وعلاجها. الأمر الذي دفع الباحثين إلى التساؤل حول تأثير نقص الفيتامينات والمعادن على هذه الحالات، خاصةً فيتامين د، الذي يرتبط بصحة العظام.
وأشارت نتائج الدراسات إلى أن المرضى الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة لديهم نقص شديد في مستويات فيتامين د، مقارنةً بالأشخاص الأصحاء الذين يتعرضون لضوء الشمس بانتظام، أو يحصلون على احتياجهم من فيتامين د من مصادره الطبيعية أو المكملات الغذائية.
لذا عزيزتي إذا كنتِ تعانين من آلام الظهر المزمنة التي لا تستجيب لعلاج أو دون سبب واضح، حاولي التعرض للشمس أو تناول مكملات فيتامين د بعد استشارة الطبيب.
التخلص من آلام الظهر
ستحتاجين عزيزتي لاستشارة الطبيب، خاصةً مع آلام الظهر المزمنة التي تستمر أعراضها لأكثر من ثلاثة أسابيع، ولكن بعض العادات اليومية والغذائية قد تساعد على تخفيف حدة الأعراض أو علاجها، خاصةً مع الحالات البسيطة الناتجة عن الإجهاد، ومنها:
- استخدام كمادات الماء الساخن على مناطق الألم، خاصةً تلك التي تزداد في الصباح، حيث تساعد السخونة على إرخاء العضلات المتشنجة، وتحفيز تدفق الدم.
- تدليك الظهر والعضلات المحيطة به بانتظام، حيث يساعد التدليك على تعزيز الدورة الدموية، وإراحة العضلات، وتحفيز إنتاج الإندروفين وهو من الهرمونات التي تساعد على تخفيف الشعور بالألم.
- تغيير وضعية النوم، فالنوم بشكل خاطئ من أسباب آلام الظهر، يمكنكِ تجربة عدة أوضاع حتى الحصول على وضع مريح لكِ، مثل وضع وسادة أسفل القدمين، أو تحت الجزء العلوى من الظهر.
- الجلوس بوضعية صحيحة وعدم الانحناء في أثناء الجلوس، ويوجد العديد من المقاعد المتوافرة بالأسواق التي تساعدكِ على الجلوس بشكل صحيح، خاصةً إذا كنتِ تجلسين على المكتب لفترات طويلة.
- التعرض لأشعة الشمس أو تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل صفار البيض والتونة والسردين المعلب والمشروم وغيرها.
- دهان المناطق المؤلمة بزيت الكافور، والذي يساعد على التخلص من حدة آلام العضلات والتهاب المفاصل، حيث يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتسخين المنطقة موضعيًّا، ما يساعد على إرخاء العضلات والتخلص من الألم،. ولكن احذري إذا كانت بشرتك حساسة، وحاولي تجربته على منطقة صغيرة قبل استخدامه.
- ممارسة التمارين الرياضية، خاصةً التي تعمل على تقوية عضلات الظهر.