بعد عملية الإجهاض تنتظر السيدة الحمل التالي بفارغ الصبر وبكثيرٍ من القلق أيضًا، وفي حالة تأخر الحمل تتوتر الأعصاب وتُثار التساؤلات عن الأسباب، في هذا المقال نجيب عن عديد من التساؤلات حول تأخر الحمل بعد الإجهاض وأسبابه، وبعض نصائح ما بعد الإجهاض:
تأخر الحمل بعد الإجهاض
كثير من السيدات يقررن الحمل بعد الإجهاض مباشرة، والمعروف أن خصوبة المرأة لا تتأثر بعد الإجهاض، بل عادةً ما تستطيع المرأة الحمل مع أول دورة طمث بعد الإجهاض مباشرة، ويرى المختصون أنه من الأفضل الانتظار لأسبوعين على الأقل قبل محاولات الحمل مرة أخرى لمنع العدوى، أو قد يقرر الطبيب الانتظار لمدة أطول في حالة خضوع السيدة لعملية التوسيع والكحت لإعطاء الفرصة لبطانة الرحم في الشفاء والتكون من جديد، ولكن أحيانًا يتأخر الحمل بالرغم من المحاولات.
أسباب تأخر الحمل بعد حدوث الإجهاض
بالإضافة للأمراض المعروفة التي تؤخر الحمل فهناك بعض تأخر الحمل بعد الإجهاض، نذكر منها ما يأتي:
وجود بقايا النسيج الجنيني أو المشيمي في الرحم
في حالة الإجهاض غير المكتمل، وعدم اكتشاف الطبيب وجود بقايا النسيج الجنيني أو المشيمي في الرحم عقب الإجهاض، وبالتالي عدم اتخاذ اللازم نحوها قد تختبر المرأة بعض الأعراض، مثل: اضطرابات الدورة الشهرية، أو النزيف، أو التقلصات التي تظل بعد الوقت المحدد للإجهاض.
وعلى الرغم من أن بعض الحالات تُشفى تلقائيًا فيجب استشارة الطبيب في حالة حدوث أي من هذه الأعراض، إذ إنه في بعض الحالات أيضًا قد تتفاقم الحالة وتحدث تليفات والتصاقات تؤثر على الحمل التالي والصحة الإنجابية للمرأة.
وقد يصف الطبيب بعض الإجراءات مثل التدخل الدوائي لتحفيز الرحم على التخلص من بقايا الأنسجة، أو عملية التوسيع والكحت لإزالة بقايا هذه الأنسجة من الرحم.
الالتهابات والعدوى بعد الإجهاض
إن أهملت الحالة وتفاقمت لعدوى ما بعد الإجهاض فقد تظهر بعض الأعراض، مثل:
- الحمى.
- الرعشة.
- الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة.
- طول مدة النزيف والتقلصات عن المدة المعتادة.
وإن لم يتم علاج هذه العدوى بالمضادات الحيوية المناسبة ومضادات الالتهابات فقد تظهر المضاعفات التي تؤثر سلبًا على الحمل التالي، وبالتالي تعد من أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض.
متلازمة آشرمان (Asherman syndrome)
وهي حالة نادرة ناتجة من عملية التوسيع والكحت اللاحقة للإجهاض، وهذه المتلازمة لها أسباب أخرى أيضًا كالتهابات الرحم، في هذه الحالة يتكون نسيج من الندبات يسبب التصاقات في الرحم، ما يؤثر على الحمل التالي بشكل سلبي.
ومن أعراضه اضطرابات الدورة الشهرية اللاحقة للإجهاض أو توقفها تمامًا أو نقصها عن المعتاد، وبعد عمل منظار الرحم لتشخيص هذه الحالة، يتم فك هذه الالتصاقات ثم تتم محاولات الحمل بعدها.
اختبارات ما بعد الإجهاض
قبل محاولات الحمل للمرأة التي سبق لها الإجهاض قد يقترح الطبيب بعض الفحوصات للاطمئنان على حالة الرحم وجاهزيته للحمل، ما قد يفسر أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض وأيضًا أسباب الإجهاض السابق.
ومن ضمن هذه الاختبارات:
- اختبارات الدم: لتبين إذا ما كان هناك مشكلة في الهرمونات أو في الجهاز المناعي.
- اختبار الكروموسومات: للزوج والزوجة وأيضًا للنسيج الجنيني الساقط إن كان موجودًا.
- السونار: سواء المهبلي أو البطني لتبين مشاكل الرحم، أو اكتشاف بقايا النسيج الجنيني في حالة الإجهاض غير المكتمل.
- منظار الرحم: لاكتشاف مشاكل الرحم كمتلازمة آشرمان وغيرها.
- تصوير الرحم بالصبغة: وتحدد هذه الطريقة مشكلات تكوينات الرحم وقنوات فالوب، مثل: الالتصاقاتأ والتليفات.
- تصوير الرحم المائي: وفيها يُحقن محلول ملحي داخل تجويف الرحم ليعطي معلومات عن داخل الرحم وسطحه الخارجي وقناتي فالوب وأي التصاقات أو تليفات.
- الرنين المغناطيسي: لإعطاء تصوير تفصيلي عن حالة الرحم.
نصائح ما بعد الإجهاض
هذه بعض النصائح لكِ عزيزتي لتخطي تأخر الحمل بعد الإجهاض، والاستعداد للحمل:
- خذي وقتك للشفاء جسديًا ونفسيًا، ولتخطي تجربة الإجهاض وللتهيؤ والاستعداد للحمل التالي.
- ناقشي مع طبيبك الوقت الذي سيأخذه جسمك للشفاء وليكون مستعدًا لعملية الحمل، فقد يتأخر الحمل بسبب إجراءات عملية الإجهاض ويكون هذا التأخر طبيعيًا وغير مثير للقلق.
- الامتناع عن التدخين والعادات الصحية السيئة التي تساهم في تقليل الخصوبة.
- إبقاء الوزن في النطاق الصحي يزيد من الخصوبة وتوازن الهرمونات.
- التحكم في الحالات المرضية كضغط الدم المرتفع والسكري، وإبقائهما تحت السيطرة.
- تناول النظام الغذائي الصحي الغني بالفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل المقليات والطعام الغني بالدهون.
- الإقلال من استهلاك الكافيين، وتحديد الكافيين لأقل من 200 ملليغرام يوميًا، أي ما يعادل كوب قهوة واحد.
- أخذ الفيتامينات والمكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب كحمض الفوليك وفيتامينات ما قبل الحمل.
