نسمع كثيرًا عن أشعة الرنين المغناطيسي كإجراء طبي يطلبه الأطباء في بعض الحالات المرضية، وغالبًا ما ترتبط سمعة إجراء أشعة الرنين المغناطيسي بكونها تجربة مخيفة ومنهكة لمعظم المرضى، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) هو فحص تصويري يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو المحوسبة لنقل صور مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، ولكن يختلط الأمر على بعض المرضى بين أشعة الرنين المغناطيسي وغيرها من الأشعة، ويسأل كثيرون "ما هي أشعة الرنين المغناطيسي؟ ولماذا يطلبها الطبيب؟ وما أنواعها؟ وكيف يتم؟ وهل يمكنها الكشف عن السرطان؟ وهل لها أضرار، في هذا المقال نجيب كل أسئلتك، ونعرفك أيضًا بأسعار الرنين المغناطيسي.
ما هي أشعة الرنين المغناطيسي؟
يعد التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging (MRI من أحدث وسائل التصوير الطبي وأكثرها دقة، وهي تقنية تستخدم المجالات المغناطيسية وأشعة الراديو والكمبيوتر، لإنتاج صور للأجزاء الداخلية لجسم الإنسان.
وجهاز أشعة الرنين المغناطيسي عبارة عن أنبوب محاط بمغناطيس دائري ضخم، ويرقد المريض على فراش يتحرك إلى داخل هذا الأنبوب، وتتداخل وظائف المغناطيس مع أشعة الراديو لإنتاج صور لأجزاء جسم الإنسان تُجمع بواسطة الكمبيوتر.
وتمتاز الصور التي تلتقط بدقتها الكبيرة، وتستعمل صبغات في بعض الحالات لزيادة هذه الدقة.
لماذا يطلب الطبيب أشعة الرنين المغناطيسي؟
يطلب الطبيب رنينًا مغناطيسيًّا لتشخيص عديد من أمراض التي تحدث في الدماغ (الرأس)، أو الرقبة، أو البطن، أو الظهر، أو القلب والأوعية الدموية، في السطور التالية نوضح لكِ بالتفصيل دور الرنين المغناطيسي مع كل جزء من أجزاء الجسم:
التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ:
يمكن لأشعة الرنين المغناطيسي للرأس تشخيص عديد من أمراض المخ، مثل:
- تمدد الأوعية الدموية للدماغ.
- التصلب المتعدد.
- إصابات الحبل الشوكي.
- استسقاء المخ.
- الجلطة الدماغية.
- الالتهابات.
- الأورام.
- الأمراض الناتجة عن خلل هرموني مثل التعملق، ومتلازمة كوشينج .(Cushing’s syndrome)
- النزيف الدماغي.
- إصابات الرأس.
أعراض الأمراض السابقة غالبًا ما تشمل: الدوخة، الضغف العام، نوبات تشنجية، تغيرًا في التفكير أو التصرفات، الصداع المزمن.
التصوير بالرنين المغناطيسي للرقبة:
يمكن لأشعة الرنين المغناطيسي للرقبة تشخيص عديد من الأمراض، مثل:
- أورام العظام.
- الانزلاق الغضروفي.
- تمدد الأوعية الدموية، وغيرها من أمراض الأوعية الدموية.
- مشكلات العظام أو المفاصل.
التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن:
- لفحص الأوعية الدموية للبطن.
- لفحص التغذية الدموية وتدفق الدم لأعضاء الجسم الموجودة في البطن.
- لتشخيص سبب آلام البطن.
- لتشخيص سبب الورم.
- لفحص الغدد الليمفاوية للبطن.
- لتصوير أجهزة جسم الإنسان الموجودة في البطن والحوض مثل الكبد والكلى والرحم والمبايض.
التصوير بالرنين المغناطيسي للظهر:
يجرى رنين مغناطيسي للمنطقة القطنية من الظهر عند شكوى المريض من أحد الأعراض التالية:
- ألم في الظهر مصاحب بارتفاع في درجة الحرارة.
- إصابة في العمود الفقري.
- ألم مستمر أسفل الظهر.
- التصلب المتعدد.
- مشكلات في المثانة.
- أعراض أورام المخ أو الحبل الشوكي.
- الضعف والتنميل في الرجلين.
- أمراض العظام، مثل كسور العمود الفقري ومشكلات الديسك بين الفقرات.
التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب والأوعية الدموية:
تشخص فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي التي تركز على القلب أو الأوعية الدموية ما يلي:
- حجم الغرف القلبية ووظيفتها.
- سماكة جدران القلب وحركتها.
- تقييم الضرر الناجم عن النوبات القلبية أو الأمراض القلبية.
- المشكلات الهيكلية في الشريان الأورطي، مثل تمدد الأوعية الدموية أو التسلخ.
- انسداد أو التهاب في الأوعية الدموية.
ما أنواع الرنين المغناطيسي؟ وكيف يجري؟
تشمل أنواع الرنين المغناطيسي ما يلي:
- الرنين المغناطيسي الوظيفي (يطلب فيه الطبيب من المريض القيام ببعض الحركات لتقييم الجهاز العصبي له).
- الرنين المغناطيسي للثديين.
- الرنين المغناطيسي لتصوير الأوعية الدموية .
- الرنين المغناطيسي لتصوير الأوردة .
- الرنين المغناطيسي للقلب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والحبل الشوكي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للعظام والمفاصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للأعضاء الداخلية الأخرى بالجسم.
وتنقسم أجهزة الرنين المغناطيسي إلى عدة أنواع:
- الرنين المغناطيسي المغلق.
- الرنين المغناطيسي المفتوح.
- الرنين المغناطيسي الواقف.
كيف يجري التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي؟
هناك تجهيزات خاصة للمريض قبل التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، تشمل عادةً:
- ارتداء لباس خاص بالمستشفى.
- خلع جميع أنواع المجوهرات والساعات.
- التأكد من عدم وجود أجزاء معدنية في جسم الإنسان، مثل الشرائح وغيرها.
- إعطاء نوع خفيف من المهدئات للمرضى، الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.
- حقن نوع من الصبغات في بعض الحالات، للحصول على صور أكثر وضوحًا كما في حالات تصوير الأوعية الدموية، ويلزم التأكد من وظائف الكلى قبل حقن الصبغة.
- بعض المرضى الذين توجد في أجسامهم شرائح معدنية أو مسامير أو مفاصل صناعية، قد لا يحصلون على صور دقيقة باستعمال أجهزة الرنين المغناطيسي.
- لا يجب تصوير المرضى الذين يستعملون المنبه القلبي Pacemakers أو الشرائح المعدنية في منطقة العينين بأشعة الرنين المغناطيسي، إذ يمكن أن يؤدي ذلك لتحرك هذه الأجزاء المعدنية، وكذلك المرضى أصحاب الصمامات الصناعية في القلب، وشظايا طلقات الرصاص، والمرضى الخاضعين للعلاج الكيماوي أو الذين يستعملون مضخة الإنسولين.
في أثناء التصوير:
- ينام المريض على السرير المخصص للجهاز، والذي يتحرك داخل الجسم الأسطواني للجهاز.
- يوضع في بعض الحالات إطار حول الجزء من الجسم المرغوب تصويره كالرأس مثلًا، إذ يساعد هذا الإطار على إعطاء صور أكثر وضوحًا.
- يُوجه التصوير باستعمال كمبيوتر في غرفة أخرى، ليكون بعيدًا عن المجال المغناطيسي للجهاز.
- يتواصل المريض والطبيب الذي يقوم بالتصوير، بواسطة إنتركوم داخلي بين الغرفتين.
- يجب على المريض عدم تحريك الجزء المراد تصويره خلال وقت التصوير نهائيًا.
- تستغرق عملية التصوير ما بين 15 و90 دقيقة، حسب الجزء الذي يجري تصويره وعدد الصور المرغوب فيها.
- قد يسمع المريض أصواتًا مرتفعة صادرة عن الجهاز في بعض أوقات التصوير.
- يمكن للمريض المغادرة فورًا بعد انتهاء التصوير، ما عدا الحالات التي تأخذ مخدرًا، إذ يحتاج المريض إلى ساعة على الأقل لاستعادة وعيه كاملًا.
أضرار التصوير بالرنين المغناطيسي
تتميز أشعة الرنين المغناطيسي بعدم استعمال أشعة إكس أو الأشعة السينية في التصوير، ولا يوجد أي آثار جانبية معروفة لاستعمال جهاز الرنين المغناطيسي في الحالات العادية.
اقرئي أيضًا: هل استخدام أشعة إكس أو الرنين المغناطيسي آمن خلال الحمل؟
هل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان؟
يعد جهاز الرنين المغناطيسي واحدًا من أفضل طرق تشخيص السرطان، إذ يعطي صورًا مفصلة تظهر فيها اختلافات الأنسجة بوضوح، وتصل كفاءة الرنين المغناطيسي في تشخيص السرطان إلى 95% تقريبًا.
أسعار الرنين المغناطيسي
تختلف أسعار أشعة الرنين المغناطيسي حسب الجزء المراد تصويره من الجسم، وكذلك تتفاوت الأسعار كثيرًا بين المستشفيات الحكومية والتعليمية والمراكز التابعة للجمعيات الخيرية، وبين المراكز الخاصة للأشعة والمستشفيات الخاصة.
وتتراوح أسعار أشعة الرنين المغناطيسي في مراكز الأشعة والمستشفيات الخاصة بين 900 إلى 3500 جنيه مصري، حسب طبيعة التصوير والحاجة إلى الصبغة.
ختامًا، حاولنا أن نجيب سؤالك "ما هي أشعة الرنين المغناطيسي؟" وتعد هذه الأشعة وسيلة آمنة تمامًا للتصوير الطبي، ويمكن القول إنها أكثر وسائل التصوير الطبي دقة، ويمكن التغلب على خوف كثير من المرضى من الدخول في جهاز أشعة الرنين المغناطيسي بإعطاء أنواع بسيطة من المهدئات قبل بدء التصوير، وتعد أيضًا من أكثر الوسائل دقة في تشخيص الأمراض في مختلف أجزاء الجسم، وهي في الغالب الخطوة الأخيرة التي يلجأ إليها الأطباء عند الفشل في الحصول على معلومات مرضية عن طريق وسائل التشخيص الأخرى.
لمزيد من المقالات المتعلقة بالصحة، اضغطي على هذا الرابط.