يغطي أغلب أعضاء الجسم أنواع مختلفة من الشعر، والأجزاء الوحيدة التي توجد فيه دون شعر، راحة اليد والفم وباطن القدم، فحتى الأذن يكسوها الشعر من الداخل والخارج. والطبيعي أن هذا أمر لا يدعو للقلق وغير ضار، فهو مثل شعر الأنف يلتقط الجراثيم والبكتيريا والأتربة، حتى يمنعها من الدخول لأجهزة الجسم.
ومع ذلك يجب ملاحظة نمو الشعر في منطقة الأذن بالتحديد، واستشارة الطبيب إذا ازداد بصورة غير طبيعية، لأنه قد يدل على وجود مشكلة في القلب، ولمزيد من التفاصيل واصلي القراءة.
العلاقة بين شعر الأذن وصحة القلب
أشارت دراسة طبية نشرتُ في عام 2016 إلى أن ظهور شعر بصور غير طبيعية في الأذن، يُعد مؤشرًا لمشكلات صحية خطيرة في القلب، أهمها السكتات القلبية.
وأثبتت الفكرة نفسها دراسة قديمة قام بها الدكتور ساندريس فرانك وفريقه الطبي عام 1973، نُشرت نتيجتها في صحيفة نيو إنجلاند (New England)، أكدوا خلالها أن تجعد شحمتي الأذن يُعد مؤشرًا لمشكلات في الشريان التاجي، إضافة إلى وجود ارتباط بين الترسبات الشمعية داخل الأذن، وحدوث تصلب لشرايين القلب على المدى البعيد. تعرفي على حقائق عن شمع الأذن من هنا.
و استكمل عدد من الأطباء هذه الدراسة، إذ في عام 1984 نشروا نتائج دراستهم في الصحيفة الطبية نفسها، وأثبتوا خلالها وجود علاقة مباشرة بين شعر الأذن وأمراض القلب، ولاحظوا أنه يزيد مع التقدم في العمر بصورة ملحوظة.
وفي عام 2006، توصلت دراسة أخرى أن أعراض وعلامات مثل: وزن الطحال، وشعر الأذن، وتجعد شحمتي الأذن، والصلع، وسُمك الدهون في منطقة البطن، لها ارتباط مباشر بالإصابة بعدد من أمراض القلب الخطيرة.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال العلاقة بين شعر الأذن وأمراض القلب غير مفهومة، إلا أن عددًا كبيرًا من الأطباء يعدون التدخين، وزيادة الوزن، ونشاط هرمون التستوستيرون، من الأسباب المباشرة لحدوث أمراض القلب، ويؤكدون أن شعر الأذن ليس المتسبب وحده في هذا الأمر. إذ ثبت أن هرموني الأندروجين والتستوستيرون (هرمونا الذكورة) تتسبب زيادة إفرازهما في زيادة عدد كرات الدم الحمراء، ما يؤدي لزيادة نسبة حدوث الجلطات القلبية.
ولكن مع هذا لا تشعري بالقلق أو الفزع، فهذا ليس مرضًا وإنما عرض، ويمكنكِ الوقاية من مشكلات القلب باتباع نمط حياة صحي، بتناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن مسببات التوتر والقلق. ومع ذلك سيكون فحص أذنك -إذا لاحظتِ نموًّا زائدًا للشعر فيها- عند الطبيب خطوة جيدة، للاطمئنان على صحتكِ بشكل تام.
أنواع شعر الأذن
ينقسم شعر الأذن إلى نوعين، هما:
- النوع الأول: الشعر الطبيعي الموجود في الأذن منذ الولادة وحتى باقي مراحل العمر، وهو يساعد الجسم في تنظيم درجة حرارته، وحمايته من الأوساخ والأتربة، ولا يوجد ضرر منه.
- النوع الثاني: يكون داكنًا وأكثر سمكًا، ويظهر في قناة الأذن الخارجية. وبعض الحالات ينمو فيها الشعر ويلتصق خارج الأذن، وهذا يفضل إزالته، لحماية الأذن من التعرض للالتهاب، خاصة مع دخول المياه وتكاثر البكتيريا، وهو ما قد يصل إلى حدوث انسداد بها، وصعوبة في السمع.
لماذا ينمو شعر الأذن؟
شعر الأذن -كما ذكرنا- أمر طبيعي لا يدعو للقلق، ولكن إذا كان ينمو بصورة مبالغ فيها، فهنا تكمن المشكلة. وعادة يزيد نمو شعر الأذن بسبب التقدم في العمر، خاصة لدى الرجال. ويعتقد الأطباء أن من ترتفع لديهم نسبة زيادة هرمون التستوستيرون، سواء من النساء أو الرجال، يتعرضون لهذه المشكلة، وهذا الهرمون يجعل الشعر أكثر خشونة وسمكًا ولونه رماديًّا.
أسباب نمو شعر الجسم بكثافة
تتعدد أسباب كثافة نمو شعر بالجسم، ومن أبرزها:
- عوامل وراثية.
- تناول بعض الأدوية التي تتسبب في كثافته.
- سوء التغذية.
- اضطراب الهرمونات، وتكيس المبايض.
- أورام المبايض والغدة الكظرية.
- الإصابة بالتهابات أو أمراض جلدية معدية.
- اضطرابات الغدد الصماء.
كيفية التخلص من شعر الأذن
في العادة لا يسبب شعر الأذن أي مشاكل خطيرة، فلدى الغالبية هو أمر طبيعي لا يدعو إلى القلق، وعادة لا يكون هناك داعٍ لإزالته. ولكن إذا كنتِ تريدين التخلص منه، فيمكنكِ ذلك بالحلاقة أو النزع (النتف) أو الشمع أو الليزر.
إزالة الشعر بالليزر
يمكنكِ إزالة الشعر بالليزر بشكل كامل وبسهولة لدى المراكز الطبية التي توفر هذه الخدمة، إلا أن ما يعيبها تكلفتها العالية، وقد تستغرق من 6 إلى 8 جلسات، لكنها تخلصكِ من الشعر لفترة طويلة.