3 خرافات عن فترة النفاس.. تعرفي عليها

خرافات فترة النفاس

كما هو الحال في أثناء فترة الحمل، فقد يخبركِ المحيطون بكِ العديد من النصائح في فترة النفاس رغبةً في التعبير عن حرصهم عليكِ وعلى صحتك، ولكن للأسف فإن معظم هذه النصائح لا تتعدى كونها خرافات توارثناها ولا أساس لها من الصحة، والعديد من خرافات فترة النفاس قد تصل إلى حد اللامنطقية مثل الامتناع عن الاستحمام تمامًا طوال فترة النفاس، ومع ذلك نجد العديد من السيدات يتبعن هذه الخرافات، خوفًا من حدوث مشكلات صحية في هذه الفترة الحرجة، لذلك سنوضح لكِ في هذا المقال أهم المفاهيم الخاطئة عن فترة النفاس وأهم النصائح حتى ينتهي نفاسك بأمان.

 ما هي فترة النفاس؟

فترة النفاس هي تلك الفترة التي تلي الولادة مباشرةً، وفيها يعود الجسم والرحم إلى حالتهما الأولى قبل الحمل، وتكون مصحوبة بنزول دم وإفرازات من المهبل، سواء بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، وهي الطريقة التي يتخلص بها جسمك من بقايا المشيمة وغيرها من الأنسجة والدم والسوائل التي ساعدت طفلك على النمو طوال فترة الحمل.

ومدة النفاس الطبيعية تتراوح ما بين أسبوعين وستة أسابيع، وتختلف فترة نزول الدم من امرأة لأخرى وبحسب نوع الولادة أيضًا. وعادةً ما تكون مدة نزول الدم في الولادة القيصرية أقصر منها في الولادة الطبيعية، حيث يتم إزالة المشيمة وتنظيف الرحم بشكل كبير في أثناء الجراحة القيصرية، بينما يقوم الرحم بتنظيف نفسه في الولادة الطبيعية، ما يحتاج لفترة أطول للتخلص من بقايا المشيمة والأنسجة الزائدة والدم.

 وعادةً ما يكون نزول الدم غزيرًا في الأيام الأولى التي تلي الولادة ولمدة عشرة أيام، ثم يخف تدريجيًا، ليصبح مجرد قطرات دم بسيطة أو إفرازات صفراء أو بنية اللون حتى نهاية فترة النفاس.

 أهم خرافات فترة النفاس

  1. الاستحمام ممنوع لمدة 40 يومًا: هل يُعقل هذا الأمر؟ ليس من المنطقي أو الصحي عدم الاستحمام والنظافة الشخصية لمدة 40 يومًا بعد الولادة، نعم هناك محاذير تخص الاستحمام بعد الولادة، ولكن لمدة أيام محددة حتى يلتئم الجرح، ففي حالة الولادة الطبيعية يُنصح بالاستحمام خلال الأيام الأولى بعد الولادة، أي بعد مرور 48 ساعة، بل يفضل الاستحمام بعد الولادة مباشرةً إن استطعتِ، ويُفضل أن يكون الاستحمام سريعًا دون الغطس في حوض الاستحمام، منعًا لانتقال أي ميكروبات لجرح الولادة، على أن يتم تنظيف المنطقة الحساسة بالغسول الطبي الذي يصفه الطبيب.







    وفي حالة الولادة القيصرية، يمكنكِ الاستحمام بعد إزالة الضمادة، أي تأجيل الاستحمام لمدة أسبوع تقريبًا، حتى يلتئم جرح البطن الناتج عن عملية الولادة، وفي هذه الحالة، يمكن تنظيف الرقبة والذراعين وما تحت الذراعين والصدر والبطن والفخذين والمنطقة الحساسة بفوطة مبللة بماء دافئ وبعض الصابون، وغسل وجهك بغسول منعش، وبعد مرور أسبوع وزيارة الطبيب والاطمئنان على الجرح، يمكنكِ التمتع بحمام ماء دافئ دون الغطس في حوض الاستحمام أيضًا، استخدمي الصابون على الجرح لكن اغسليه جيدًا ثم جففيه بمنشفة نظيفة دون فرك.
  2.  الخروج ممنوع طوال فترة النفاس: الخروج في حد ذاته ليس ممنوعًا خلال فترة النفاس، طالما أنكِ مرتدية ملابس مناسبة للطقس الذي تم فيه الولادة، وكذلك رضيعك، مع الأخذ في الاعتبار التئام الجرح تمامًا، لأن المجهود والحركة القوية قد تسبب مضاعفات لجرح الولادة القيصرية تحديدًا، ولكن يمكنكِ الخروج طالما أنكِ لن تتعرضي لتيارات الهواء الباردة، خاصةً في فصلي الشتاء والخريف إن كانت ولادتك فيها، وفي الصيف، لا تبالغي في تخفيف الملابس في الخارج، حتى لا تُصابي بالبرد، وأنتِ ما زلتِ في مرحلة التعافي.
  3. تناول الأطعمة الدسمة للتعافي السريع من الولادة وإدرار اللبن: عليكِ الحفاظ على صحتك بعد الولادة، لأن مناعتكِ تكون ضعيفة، ولكن بتناول الأطعمة الصحية والمسلوقة أو المشوية بالفرن، مثل: شوربة الخضروات والدجاج المسلوق والسوائل الدافئة، وعدم تناول أطعمة مرهقة للمعدة والقولون، مثل: الأطعمة الحارة، المخللات، الأسماك المملحة والحلويات بالسمن والزبد وغير ذلك، تناولي الأطعمة الصحية، وأكثري من الخضراوات والفواكه والألبان والبروتينات والحبوب، وقللي من الدهون والسكريات، وتناولي الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف تجنبًا لحدوث الإمساك.

مدة النفاس الطبيعية

تبدأ فترة النفاس بعد الولادة مباشرة، وتنتهي بانتهاء الدم الافرازات، تعرفي في هذا المقال متى يتوقف دم النفاس ومتى تنتهي مدة النفاس.

فترة النفاس والجماع

يُعامل النفاس معاملة الحيض ولا يجب الجماع طوال فترة النفاس، وحتى مع توقف نزول الدم فيجب الانتظار حتى التئام جرح الولادة تمامًا قبل ممارسة العلاقة الحميمة، خاصةً في الولادة الطبيعية، وبصفة عامة يحتاج الجسم إلى ستة أسابيع بعد الولادة حتى يعود لحالته الطبيعية، ويعود الرحم لوضعه، والهرمونات لمستواها قبل الحمل.

وقد تحتاجين لوقت بعد فترة النفاس حتى تعود رغبتك الجنسية لحالتها الطبيعية، فاضطراب الهرمونات بعد الولادة يلعب دورًا كبيرًا في فقدان الرغبة الجنسية لدى المرأة، كذلك قد تشعرين بالألم في المرة الأولى للعلاقة الحميمة بعد فترة النفاس، نتيجة جفاف المهبل وجرح الولادة، لذا يُنصح بالانتظار حتى يلتئم الجرح بالكامل، ويستعيد جسمك حالته وتستعيدين طاقتك من جديد.

فترة النفاس والعناية بالجسم

فترة النفاس فترة حرجة، نعم انتهت رحلة حملك واستقبلتِ مولودك، ولكن تحتاج منكِ فترة النفاس قدر كبير من الرعاية مثلما هو الحال في فترة الحمل، ولا تجعلي قدوم المولود يلهيكِ عن العناية بجسمك وجرح الولادة واستعادة صحتك من جديد، وإليكِ بعض النصائح للعناية بجسمك بعد الولادة:

  1. احصلي على قدر كافٍ من الراحة، لقد مررتِ بتجربة مرهقة، ولتتعافي سريعًا عليكِ عزيزتي أن تستريحي، حتى يستطيع جسمك استعادة طاقته من جديد، اطلبي من المحيطين العناية بصغيرك، واحصلي على قدر كافٍ من النوم.
  2. تناولي الأغذبة الصحية في فترة نفاسك التي تغطي احتياجات جسمك من العناصر، ويُفضل تناول الأطعمة المسلوقة في تلك الفترة، وتناول قدر كبير من الألياف لتتجنبي الإصابة بالإمساك كما ذكرنا سابقًا.
  3. تناولي قدر وفير من الماء لتعويض السوائل المفقودة من جسمك سواء في الرضاعة أو دم النفاس، تحتاجين لتناول لترين من الماء يوميًا، سيساعد الماء أيضًا على استعادة مرونة الجلد، ما يساعد بدوره على التئام جرح الولادة ويحميكِ من الإمساك.
  4. تناولي مكملات الحديد فأنتِ الآن عرضة للإصابة بالأنيميا بعد الولادة ونزول الدم طوال فترة النفاس، حاولي تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو تناول المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب بانتظام.
  5. لا تحاولي فقدان الوزن الذي اكتسبته في فترة الحمل سريعًا، وامنحي جسمك الوقت حتى تستعيدي صحتك، ولا تتبعي أي نظام للرجيم إذا كنتِ ترضعين طفلك طبيعيًا دون استشارة الطبيب، ويمكنكِ البدء في ممارسة التمارين ولكن بعد التئام جرح الولادة تمامًا.
  6. الأطعمة الغنية بالألياف سواء الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، هي رفيقتك الفترة القادمة لتتجنبي الإصابة بالإمساك والشروخ الشرجية والبواسير، التي من الشائع الإصابة بها بعد الولادة.

في النهاية، فإن فترة النفاس فترة مهمة للغاية عليكِ عزيزتي العناية بنفسك بها، ولا تستمعي لخرافات فترة النفاس أو النصائح التي ليس لها أساس علمي أو طبي، واستشيري طبيبك دومًا عما يهمك عن تلك الفترة حتى تجتازيها بأمان.

ولمعرفة المزيد من المقالات المتعلقة بالنفاس اضغطي هنا.

عودة إلى الحمل

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon