من الطبيعي بعد الولادة أن تشعري بالقليل من التعب وعدم الراحة، لكن بمرور الوقت ومع أخذ قسط كافٍ من الراحة ستتحسن حالتك، ومع ذلك فقد تتعرض بعض النساء في الأيام والأسابيع التالية للولادة لبعض المشكلات الصحية الطارئة، مثل: النزف المستمر أو الإسهال المتواصل أو آلام أثناء التبول وغيرها، وهو ما يعرف بمضاعفات بعد الولادة. لذلك إذا كنت على وشك الولادة، أو إذا كنت بالفعل مررتِ بتجربة الولادة وأنت في الأيام التالية لها، فهذا المقال يقدم لك كل ما تحتاجين لمعرفته بخصوص الحالات الطبية الطارئة التي قد تحدث لك بعد الولادة، وذلك لحماية نفسك من أي تفاقم لأي حالة مرضية محتملة.
مضاعفات بعد الولادة
هناك العديد من المشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث في الأسابيع والأشهر التي تلي الولادة، لذلك لا بد من الانتباه لأي أعراض قد تطرأ عليكِ بعد الولادة، لأن بعض هذه الأعراض قد يسبب مشكلة صحية خطرة إذا لم تُعالج في وقت مبكر.
إليكِ كل ما تحتاجين إلى معرفته حول مضاعفات ما بعد الولادة:
الإسهال بعد الولادة
يمكن أن تكون تجربة الولادة قاسية على جسمك، بما في ذلك على قاع الحوض، إذ تُشد العضلات والأعصاب، وقد تتعرض إلى كدمات، أو تمزق فيهما في بعض الأحيان، وقد يؤدي هذا الضرر إلى صعوبة التحكم في وقت وكيفية خروج الفضلات من جسمك.
من المرجح أن تنتهي تلك المشكلة في غضون أسابيع أو شهور قليلة بعد الولادة، ولكن من الأفضل استشارة الطبيب، لأنه في بعض الأوقات قد يكون هناك احتياج لإجراء جراحة لعلاج هذه المشكلة.
ألم أثناء التبول بعد الولادة
إذا كنتِ تعانين من ألم بمنطقة المهبل أو حرقان خلال التبول، ربما يدل ذلك على وجود عدوى بالمهبل أو عدوى بالجهاز البولي، لذا ينبغي عليكِ الذهاب للطبيب حتى يفحصك، ويتأكد من أن جرح الولادة الطبيعية يلتئم بشكل صحيح، ويشخص حالتك ويعطيكِ العلاج المناسب.
نزول دم مع البراز بعد الولادة
الإصابة بـ"البواسير" تعتبر مشكلة شائعة خلال الحمل، وقد تزداد سوءًا بعد الولادة، فإذا لاحظتِ وجود أي نزف أو تورم شديد عند فتحة الشرج، فلا بد من استشارة الطبيب.
تورم جرح الولادة
في حالة الولادة القيصرية إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض: الاحمرار أو التورم أو وجود ألم زائد أو خروج أي سائل من مكان جرح الولادة القيصرية، فعليك استشارة الطبيب فورًا، خاصة إذا صاحب تلك الأعراض ارتفاع في درجة حرارتك، فقد يدل ذلك على وجود عدوى مكان جرح الولادة القيصرية.
في حالة الولادة الطبيعية إذا زاد دم النفاس بحيث يبلل أكثر من فوطة بالساعة الواحدة، وإذا صاحب ذلك زيادة في معدل ضربات القلب ودوخة وعرق شديد والشعور بالإغماء، فقد يدل يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية، ولا بد من الذهاب للطبيب على الفور.
الصداع الشديد أو المستمر
من مضاعفات بعد الولادة الأخرى الشعور بصداع، فإذا شعرتِ بصداع شديد أو مستمر أو صداع نصفي سيئ خاصة عند تغيير وضعك إلى الجلوس أو الوقوف، فقد يكون ذلك عرضًا جانبيا للتخدير النصفي وهنا ينبغي عليكِ الاتصال بالطبيب، أما إذا شعرتِ بصداع شديد أو مستمر في أول 72 ساعة بعد الولادة، وصاحب ذلك عدم وضوح في الرؤية أو غثيان وقيء وارتفاع في ضغط الدم، فقد يدل ذلك على إصابتك بما يعرف بتسمم الحمل، وهنا ينبغي عليكِ الذهاب للطبيب على الفور.
اكتئاب ما بعد الولادة
من الطبيعي أن يتغير مزاجك من وقت لآخر بعد الولادة، وتبكين كثيرًا وتشعرين بالتعب والقلق خلال أول ثلاثة أو خمسة أيام من الولادة، لكن إذا ظل هذا الشعور بالكآبة لفترة أطول، فلا بد من استشارة الطبيب، أو معرفة الطرق المناسبة للتغلب على اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا كان يخطر ببالك بعض الأفكار الانتحارية.
أعراض أخرى لا تتجاهليها بعد الولادة
هناك أعراض أخرى يجب ألا تتجاهليها بعد الولادة، وقد تكون بعض تلك الأعراض أخف من تلك المذكورة سابقًا، لكنها أيضًا تحتاج إلى رعاية وعلاج، تشمل هذه الأعراض:
ألم في أعلى البطن
من مضاعفات بعد الولادة المحتملة الشعور بألم شديد في البطن في أول 48 ساعة بعد الولادة مع قيء وغثيان، والشعور بأعراض مشابهة للإنفلونزا، عليكِ الاتصال بالطبيب، فقد تحتاجين للفحص الطبي في أسرع وقت ممكن.
ضيق في التنفس
إذا شعرتِ بضيق في التنفس بعد عمل مجهود، واستمر حتى بعد الراحة أو زاد، فعليكِ الذهاب للطبيب على الفور، فقد يشير ذلك إلى حدوث الانسداد الرئوي نتيجة لتكون جلطة في الأوعية الدموية للرئة.
ألم في الثدي
سواء اخترتِ الرضاعة الطبيعية أم الصناعية، فإن ألم الثدي من الأعراض الشائعة لدى النساء بعد الولادة، وعندما يمتلئ ثديك بالحليب، فقد تشعرين بتورم وألم في الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة.
الإمساك
قد تشعرين بعدم الحاجة إلى التبرز مدة يوم أو يومين بعد الولادة، ولكن إذا استمر الأمر ثلاثة أيام، وتشعرين بالإمساك وعدم الراحة، فلا بد من استشارة الطبيب قبل تفاقم الأمر.
ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية
إذا حدث لكِ ارتفاع في درجة حرارتك أو حمى، فهذا يشير إلى إصابتك بعدوى، ولا بد من تناول الأدوية المناسبة لهذه العدوى، حتى لا تزداد حالتك سوءًا بشكل سريع، والأماكن الأكثر شيوعًا لتعرضها للعدوى هي المنطقة الواقعة بين المهبل والمستقيم في الولادة الطبيعية، أو عدوى مكان جرح الولادة القيصرية، أو عدوى في الجهاز البولي أو عدوى بالرحم، وإذا كانت العدوى في الرحم، فقد يصاحب ذلك ألم بالبطن، مع وجود إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة، وينبغي عليكِ الذهاب للطبيب على الفور لتشخيص الحالة وتناول الأدوية المناسبة لعلاجها.