هل يمكن الحمل بعد النفاس؟

كثيرًا ما تُفاجأ الأم بالحمل مرّة أخرى بعد انقضاء فترة النفاس بمدة وجيزة، وقبل عودة الدورة الشهرية للنزول بانتظام، فهل يمكن أن يحدث حمل بعد الأربعين قبل عودة الدورة الشهرية لسابق عهدها؟ وكيف؟ اعرفي كل ما يخص الحمل بعد النفاس في هذا المقال.

الحمل بعد النفاس

من الممكن أن تجدي نفسكِ حاملًا بعد انتهاء فترة النفاس مباشرة، بل إنه قد يمكن للجسم بدء التبويض في وقت مبكر جدًا (من 4 أسابيع إلى 24 أسبوعًا بعد الولادة) ويعتمد ذلك بشكل كبير على معدل الرضاعة الطبيعية، وبالتأكيد طبيعة جسم الأم.

هل يحدث حمل في الأربعين بعد الولادة وقبل نزول الدورة؟

إذا كانت الأم تُرضع طفلها طبيعيًا، فإن الرضاعة الطبيعية يُمكن أن تمنع حدوث الحمل بضعة أشهر بعد الولادة، إذ تعمل على تأخير نزول الدورة الشهرية نتيجة ارتفاع هرمون اللبن في جسم الأم.

ومع ذلك، فلا يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط كوسيلة لمنع الحمل، فعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية المنتظمة تؤخر عودة الدورة الشهرية، فإن الجسم يمكنه أن يبدأ التبويض خلال الرضاعة.

ويحدث الإخصاب والحمل مع عملية التبويض الأولى دون أن تلاحظي نزول الدورة الشهرية، لذا فإن احتمالية الحمل مرة أخرى تصبح قائمة بنسبة كبيرة حتى مع انتظام الرضاعة الطبيعية.

نصائح لتجنب الحمل بعد النفاس

إليك أبرز النصائح:

• لا تتناولي أي أنواع من حبوب منع الحمل دون الرجوع إلى طبيبكِ، فهناك أنواع تتعارض مع الرضاعة الطبيعية، وأنواع أخرى مناسبة للرضاعة ولا تؤثر فيها.
• اسألي طبيبكِ عن وسيلة مناسبة لمنع الحمل فور انقضاء فترة النفاس، إذا كنتِ ترغبين في تأجيل الحمل الثاني حتى التعافي من الولادة واستعادة جسمك لكامل عافيته.
• تجنبي الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط كوسيلة لمنع الحمل، فهي فكرة غير محبذة وغير مضمونة على الإطلاق، بل يجب استخدام وسيلة مساعدة أخرى كالحبوب أو اللولب أو الواقي الذكري.
• انتبهي، فربما يحدث الحمل وتعود خصوبتك إلى سابق عهدها، عندما تقللين عدد الرضعات اليومية لطفلك، في مرحلة إدخال الطعام اللين والصلب بعد عمر 6 أشهر، أو حال تقديم رضعات إضافية أو مكمّلة من الحليب الصناعي، وتصبح فرصة حدوث الحمل هنا أعلى، فيجب استخدام وسيلة وقاية للأمان.
• اتبعي تعليمات طبيبكِ بشأن وسيلة منع الحمل التي يصفها لكِ، مثل تغيير نوع الحبوب كل فترة، ومتابعة اللولب باستمرار من حين لآخر، وهكذا.
• تواصلي مع طبيبكِ فورًا حال شعوركِ بأي أعراض غريبة مثل آلام شديدة، ونزيف دموي، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وغيرها.
• إذا كنتِ شديدة القلق بشأن الحمل مرة أخرى بعد النفاس، يمكنكِ الاستعانة بالواقي الذكري بالإضافة إلى وسيلة منع الحمل الأساسية التي تعتمدين عليها، لزيادة الاطمئنان والراحة لديكِ، وحتى لا يؤثر شعوركِ بالقلق الزائد بشكل سلبي في علاقتكِ بزوجك.
• اهتمي بالتغذية السليمة وتناول الخضراوات والفواكه، وممارسة التمارين الرياضية، وتناولي المكملات الغذائية التي يصفها لكِ طبيبكِ، حتى يستعيد جسمكِ عافيته سريعًا.

الآن بعد أن عرفتِ أنه يمكن الحمل بعد النفاس قبل عودة الدورة الشهرية، لا تعتمدي على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل، واسألي طبيبكِ على الوسيلة المناسبة لكِ، ولا تترددي في التحدث معه بشأن مخاوفكِ أو أفكاركِ أو تساؤلاتكِ خلال هذه الفترة، ولا تخجلي من طلب الدعم من المقربين لكِ حتى تمر هذه الفترة الحرجة بسلام.