عند التخطيط مع زوجك لتكوين أسرة، يأخذكم الحديث بصورة طبيعية حول عدد الأطفال الذي تودون إنجابهم، وهل تفضلون الاكتفاء بطفل واحد للأسرة أم تريدون أكثر من طفل؟ إذا وقع اختياركم على الاكتفاء بطفل واحد، فيجب دراسة القرار جيدًا، وفي هذا المقال نعرض لكِ مزايا إنجاب طفل واحد وعيوبه، لتأخذي القرار بناءً على قدر كافٍ من المعلومات.
مزايا إنجاب طفل واحد للأسرة
تقليل المصاريف
تربية الأطفال مكلّفة للغاية، فمع قدوم الطفل الأول تتضاعف مصاريف الأسرة وتشمل بنودًا جديدة مرتفعة الثمن مثل: الحفاضات، وزيارات الطبيب، والملابس، والرعاية، والتعليم، إلى آخره من المصاريف الكثيرة التي لا تقل بل تزداد، وهذا الأمر يعيق كثيرًا من الأسر عن القيام بأنشطة ترغب كل أسرة في القيام بها كالسفر والرحلات وغيرها، وهذا لا يعني أن إنجاب أكثر من طفل يؤدي إلى إفلاس الأسرة، لكن عند حساب الأمور بالمنطق تمامًا، نجد أن المصاريف تقل إذا كان عدد الأطفال أقل، وبذلك تقل الأعباء المادية والالتزامات التي لا حصر لها.
الطفل الواحد يأخذ كفايتة من المشاعر
الطفل الوحيد يشعر بدفء مشاعر والديه وحنانهما دون وجود أخوة يشاركونه هذا الحب، وقد يجعلونه يتساءل "هل يحب أبي وأمي أخي أكثر منى؟ لماذا تنال أختى كل الاهتمام؟" وغيرها من الأسئلة الكثيرة.
العناية بالطفل
الطفل الوحيد لا يحتاج إلى دخول صراع مع إخوته للفوز بأكبر وقت يقضيه مع والديه، فالاهتمام والوقت كله سيصبح لهذا الطفل دون أن يشاركه فيه أحد، على عكس الطفل الذي يعيش مع إخوة.
زيادة صبر الأم على أبنائها
عندما يقل عدد الأطفال، يزيد صبر الأم وتحملها للمهام اليومية في التربية، وفي حالة الطفل الواحد، يكون الأمر أهون كثيرًا مقارنةً بالمنزل الذي يمتلىء بالأطفال ويصاحبه الفوضى والضوضاء طوال الوقت، فهذا ليس موجودًا في المنزل ذي الطفل الوحيد، حيث يكون مكانًا مناسبًا لتركيز الأبوين، ويكون أكثر هدوءًا ومريحًا للأعصاب، ما يقلل من إنهاك الأبوين، ويجعل لديهم صبرًا أكثر مع طفلهما.
قوة العلاقة
الطفل الوحيد يحظى بعلاقة قوية وفريدة بأبويه، فهم يعرفون تمامًا ما يضايقه أو يسعده، بالإضافة إلى تفرغهم للتعرف على اهتماماته وتنميتها، والاهتمام بدراسته ونشاطاته.
الطفل المنظم
يميل الطفل الوحيد في العادة أن يكون منظمًا ومباشرًا في سلوكه، وبمرور الوقت ستجدينه يحب تنظيم وقته ويكتب قائمة بالمهام التي يجب عليه تنفيذها وما إلى ذلك، وبالنسبة للوالدين غير المنظمين، قد يساعدهم طفلهما الوحيد فى تنظيم الوقت والمهام بشكل جيد.
تحمل المسؤولية
الطفل الوحيد لا يجد حوله من يلقي عليه باللوم فى حالة الوقوع في الخطأ، ما يعلمه تحمل المسؤولية وهو في عمر صغير.
عيوب إنجاب طفل واحد
صحيح أن هناك مزايا عديدة للاكتفاء بطفل واحد، لكن في الجهة المقابلة يوجد عدد كبير أيضًا من السلبيات أهمها:
الطفل لا يحظى بدور القدوة
لا يحظى الطفل الوحيد بفرصة أن يعلم إخوته الأصغر أو أن يكون قدوة لهم، فمنذ نعومة أظافره يقوم بدور المتلقي فقط، ولكنه لا يستطيع أن يطبق بشكل عملي خبرته على من هم أصغر منه.
الاعتماد الزائد على الأبوين
لأنه طفل وحيد، فقد يقع الأبوين في خطأ عمل كل شيء له، لأنه لا يوجد لديهما أطفال آخرين، وبالتالى هناك فسحة من الوقت لعمل المزيد، وهذا بالطبع يعتمد على طريقة التربية، ولكنه في العموم فخ يسهل الوقوع فيه مع الطفل الوحيد.
الصورة النمطية عن تربية الطفل الوحيد
الطفل الوحيد يخضع إلى العديد من الصور النمطية، وكلها سلبية جدًا، فينظر إليه الناس على أنه مدلل، ويتمتع بحماية زائدة من الأهل، وليس قادرًا على المشاركة، ووحيد، ومستبد، وانتهازي، وكل ما سبق هي مجموعة من الصور النمطية، التي وضعها المجتمع على أي طفل وحيد.
الضغط على الطفل
التركيز الزائد من الأبوين والأهل والأصدقاء على التفوق في الدراسة والرياضة، باعتبار أن الطفل الوحيد يملك كل المقومات للنبوغ، فيجعل هذا الطفل دائمًا تحت ضغط شديد وكثير من الأحكام على قدراته ومهاراته النفسية والعقلية والجسمانية.