فن الحوار: أسئلة لا تسأليها

تطوير ذاتي

بدأ الحوار بيني وبينها بطريقة طبيعية.. ثم فاجأتني بأنها قد جلبت لي عريس وأنه ممتاز وابن ناس ويعمل فى مركز مرموق، وأبديت اعتراضي وشكرتها، وحاولت أن أنهي الحوار، لكنها أثرت على الاستمرار.. «ولماذا لا تريدين أن تريه؟ الفرص لا تأتي كثيراً!.. وأنتِ لم تعودي صغيرة، وقد ضاقت فرصك فى الزواج.. إلخ»، وانتهى هذا الحوار بإحراجها من قبل صديقة لي، وشعرت بشعور سيء امتد لأيام..

أما صديقتي فلم يمر على زواجها أكثر من شهرين وبدأت التساؤلات المعتادة ممن حولها.. «مفيش حاجة جاية في السكة؟» حتي حدثتني منهارة وهي تقول "يا ربي هل أستطيع أن أختفي من هذا الكوكب حتى ترزقني بطفل؟، لم أعد احتمل كل هذا الضغط الذي يثير الكثير من المشاكل بيني وبين زوجي، ماذا أفعل؟"

ومنذ فترة حدثتنى فى الهاتف صديقة قديمة وأخبرتها بأنني سوف تتم خطبتى قريباً فسألت بالتفصيل الممل عن كل ما يخص خطيبي.. «ما اسمه؟ كم عمره؟ ما هي وظيفته؟ اين يقيم؟ وأين يعمل وما هو مرتبه؟!»، وأثارت بعض التساؤلات ضيقي، خاصة عندما عرفت عمره، وبدأت فى إقناعي أن الفرق فى العمر بيننا كبير - يصل إلى 10 سنوات - وهذا سيثير المشاكل، أغلقت معها الهاتف.. ولم أشعر بتحسن إلا بعد أن تحدثت مع خطيبي عن مخاوفي - التي ظهرت بعد المكالمة - من فارق العمر بيننا، وأقنعني أنه يتفهم مخاوفي، لكن نحن على قدر كبير من التفاهم والحب وهذا يكفي.

هذه مجرد أمثلة لأسئلة محرجة ومردودها على الشخص المتلقي، وستجدي شيء غريب أن غالباً ما يكون السائل غرضه مصلحتك وليس الغرض هو مضايقتك، لكن تأثير السؤال دائماً يكون سلبياً للأسف.

لم أقصد بهذه المقالة إحراجك سيدتي، بل على العكس تماماً فإننى أعلم أن جميعنا بنسب متفاوتة قد نكون فى موقف السائل أو الموجه له السؤال، وفي كلا الحالتين سنشعر بالضيق.

لهذا إليكِ بعض النقاط التي يجب أن تراعيها فى التحدث مع الأشخاص الآخرين:

  1. يفضل في المواضيع الخاصة أن يكون الشخص المعني بالموضوع هو الذي قرر أن يتحدث فيه. 
  2. إذا وجدت صديقة لكِ أو زميلة أو جارة ظهر على وجهها الحزن، فيكفي أن تسأليها إذا كان كل شيء على ما يرام أم لا، وإذا أجابت إجابة مقتضبة فلا تضغطي عليها لتتحدث، فربما الموضوع يحرجها ولا ترغب فى التحدث فيه. ( اقرأي أيضا : كوني مبدعه، تكوني أسعد )
  3. التحدث فى المواضيع الخاصة يتطلب تحديد مدى قربك من الشخص المعني بالأمر، وعلى هذا الأساس تحددي شكل الحوار الدائر بينكما.
  4. غير مستحب بالمرة أن أنتقض ملابس أحد أو ذوقه أو طريقة تناوله فى الطعام. 
  5. تذكري أن الله خلقنا مختلفين، وكل فرد يختار أن يحيى حياته بالشكل المناسب له، فلا داعي للضغط الاجتماعي الذى يمارس، وبالتالى يدفع الإنسان إلى قرارات خاطئة يندم عليها فيما بعد، وسيتذكر أن فلان الذي ضغط عليه هو السبب.
  6. إذا أردتِ ان توجهي النصيحة ﻷحد، كوني لطيفة في اختيار كلماتك، ابدأي بسرد الجانب اﻹيجابي، مثلاً قولي لصديقتك "هذا الفستان سيصبح رائعاً عليكِ" بدلاً من " هذا الفستان سيخفي عيوب جسدك أو سيجعلك ممتلئة!"
  7. اعلمي جيداً ان جواز مرورك لقلوب اﻷخرين هو ابتسامتك فلا تبدأي حوارك بدونها
  8. لا تسألي كثيراً، انصتي أكثر وحاولي ان يكن حضورك دائماً خفيفاً ( اقرأي أيضا : 5 أسرار تجعلك «سوبر ماما» )
  9. لا تسألي فتاة لماذا ام تتزوجي حتي اﻵن، لا تسألي متزوجة عن حملها، لا تسألي صديقتك عن شئون منزلها الصغيرة التي ربما تبدو محرجة لها، لا تكوني فضولية في معرفة تفاصيل حياة غيرك  

أخيراً المحافظة على علاقة صحية بمن حولي تجعلني أشعر بالسعادة ،وتجعل المناخ ايجابي بيني وبين الآخرين، وهذا هو المطلوب لخلق مجتمع متحاب وجميل ونظل سوبر في كل شيء. 

عودة إلى منوعات

مها حمدي

بقلم/

مها حمدي

مهتمة بوضع أساسيات صحية لحياتي، وبعد أن وجدت الطريقة المثالية بدأت بمشاركة مجتمع سوبرماما في خبرتي. وأقدم خبراتي أيضًا في سلسلة فيديوهات أم العيال على سوبرماما.

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon