حوار مع أب: الآباء قد يتعرضون لاكتئاب ما بعد الولادة أيضا

قررت سوبرماما أن تحاور الآباء! وأن تسألهم عن اللحظات الجميلة واللحظات المتعبة والمفاجآت في هذه الرحلة الطويلة.. رحلة الأبوة. والحقيقة، لقد تفاجأت سوبرماما بالردود والإجابات التي تلقتها من مازن، مدرس بمدرسة دولية بالقاهرة وأب لنوح - عامين - وطفل آخر في الطريق.  وكان هذا هو السؤال الأول..

  • ما هي أكبر مخاوفك كأب؟

أكبر مخاوفي ربما هي تربية الأبناء في عالم كالذي نعيش فيه الآن ونطمئن إلى أنهم على الطريق الصحيح. 

  • ما الذي تغير في حياتك عندما أصبحت أبًا؟

الحقيقة، حياتي كلها تدور حول الأبناء الآن، لم يعد لدي مواعيد حرة.. دائما ترتبط بهم أو بأشياء تخصهم.  من الأشياء التي تأثرت بوجود ابني أيضا النوم.. الحرمان من النوم أقصد.  وكذلك المصاريف التي تتطلبها التربية والعناية بالأطفال وما يحتاجونه.

  • ما هو الشىء الذي ترى أنك لا زلت تحتاج أن تتعلمه في التربية؟ 

الصبر.  فأنا في المدرسة طوال اليوم من الساعة الثامنة وحتى الثالثة أدرس ل ١٥٠ طفل وأكافئهم وأعاقبهم.. وعلي بعد العودة إلى المنزل أن أمارس نفس الدور مع نوح.  وبالتالي قد أفقد الاهتمام أو الصبر في بعض الأحيان. أعرف أن علي أن أتعلم الفصل بين حياتي في العمل وحياتي في البيت وأن أتحلى بالصبر عندما أتعامل مع ابني. ( اقرأي أيضا : سوبربابا: ماذا تريد النساء؟ )

  • ما الذي تعتقد أن زوجتك لا تدركه بخصوص كونك أبًا؟

الزوجات عموما لا يدركن أن الأب قد يمر باكتئاب ما بعد الولادة هو أيضا.  فهن ينشغلن تماما بالمولود الجديد. كذلك، الأمهات أكثر صبرا لأنهن يعرفن مسبقا أنهن مسؤولات عن الطفل وكل مطالبه، وبذلك لا يدركن أن الآباء قد لا يتمتعون بنفس درجة الصبر ويفتقدون الخبرة اللازمة، وليس لأننا لا نريد أن نتعاون، بالعكس.

  • ما الذي تفعله لتقوي علاقتك بابنك نوح؟ وكيف تخطط لعلاقتك بابنك القادم؟

أكثر لحظات اسعد بها مع نوح عندما أقبله وأحضنه وألعب معه كأننا نتصارع. عندما كان رضيعا، كنت أحمله كثيرا وأعطيه رضعة من الببرونة كل فترة. وكنت أغير له الحفاضة من حين لآخر أيضا، وأعتبر هذا واحدا من تضحياتي الكبرى - يضحك - أتذكر أول مرة قمت فيها بتغيير الحفاضة وشعرت بالنصر الكبير. هذه المخلوقات الصغيرة ساحرة،  بابتسامة واحدة منهم يغمرك الشعور بالسعادة.

  • ما هي أكبر المفاجأت التي تعرضت لها كأب؟

الأبوة نفسها. لا أحد يمكنه أن يشرح لك كيف هي، فتصبح مفاجأة. لم أكن أعرف كم الوقت الذي ستتطلبه العناية بالطفل خاصة في البداية، فكل شىء عنه وله وحوله.

اقرأي أيضا : ساعد ماما و كن متجاوب و إيجابى

  • ما الذي تحبه وتكرهه في تربية الأبناء؟

أحب المشاعر التي يعبر عنها نوح تجاهي من حب وتعلق.  هناك شعورا رائعا عندما تنظرين لإبنك وهو يكبر. كما أنه يجعلني أبتسم كثيرا. قليلون جدا من تتذكرينهم فتبتسمين، نوح واحد منهم.

أما بالنسبة لما أكرهه - لا أقول كره وإنما أقول "لا أحب" - لا أحب القيود الملقاة على عاتقي وأن أكون مقيد في الحركة والفعل. مثلا، إذا كنت سأقابل بعض الأصدقاء، فيجب أن أقابلهم بعد أن ينام نوح.

  • كيف توفق بين عملك وبيتك وزوجتك؟

عملي له مواعيد محددة، فهذا جيد ومناسب. وأغلب الوقت أنتهي من مهام العمل في وقت العمل، وعليه أقضي الوقت بعد العمل مع أسرتي. الشىء الآخر الذي نجحت فيه مع زوجتي هو ظبط مواعيد لنوم نوح وتعويده على روتين يومي.  لذلك بعد الثامنة مساءا، الوقت المتاح هو لي أنا وزوجتي فقط. 

  • ما الرسالة التي تحب أن ترسلها لأبنك عندما يكبر؟

كن أكثر تسامحا. ولا تحكم على الآخرين. تقبل الاختلاف وتعامل بتحضر مع الجميع. لا تكن أنانيا ، وساعد الناس. كن إيجابيا ومتفائلا. للأسف انا أميل للتشاؤم وأعرف أن هذا سيء لذلك أريد لأبني ألا ينظر للجانب المظلم طول الوقت. ( اقرأي أيضا : كيف تقول لزوجتك "أحبك" ؟ )

  • ما هي النصيحة التي تحب أن تعطيها للآباء الآخرين؟  خاصة من ينتظرون مولودا جديدا لأول مرة؟

أحب أن أقول، عندما تجد نفسك والساعة الرابعة فجرا مرهق ومتعب وتقوم بتبريد الببرونة وتقول لنفسك "أنا عملت في نفسي كده ليه؟"  تذكر أن الأمور ستكون أفضل ولا شىء يدوم. في الأيام الأولى بعد الولادة ستظن أن حياتك كلها ستكون صراخ وبكاء واستيقاظ والعالم كله متوقف، ولكن مع مرور الوقت، سوف تبدأ الحياة في الهدوء مرة أخرى. باختصار، لن تظل الأمور كما هي.. سوف تتحسن بالتأكيد.

مازن عنده حق! الأبوة ليست سهلة والطريق طويل. لكنه بالتأكيد يستحق كل ذلك، فنظرة واحدة من ابنك بالدنيا.

عودة إلى علاقات

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon