الأبوة تجربة مميزة يمر بها أغلب الرجال ويصاحبها كثير من المشاعر المتناقضة، فيشعر البعض بالفرح والبعض الآخر بالقلق الشديد والتوتر، لكن في النهاية، يكون الشعور بالمسؤولية هو الشعور المسيطر من جميع الآباء تجاه أبنائهم، خاصةً للمرة الأولى. تمامًا كالأمهات الجدد، يحتاج الآباء كذلك للاستعداد نفسيًا وماديًا لاستقبال طفل جديد وتأمين حياة مناسبة مع توفير كافة احتياجاته المادية والعاطفية أيضًا. تعرفي من خلال المقال إلى دور الأب بعد الولادة وكيفية الاستعداد لمرحلة الأبوة وأخبري زوجك.
كيفية الاستعداد لمرحلة الأبوة
بمجرد أن تتخذي القرار أنتِ وشريكك بإنجاب طفل، فلا بد من ترتيب كثير من الأمور ووضعها في الاعتبار لاستقبال فرد جديد في أسرتك. إليكِ أهم الأساسيات للاستعداد لمرحلة الأبوة:
- الاستعداد النفسي: يجب التفكير في الوضع الجديد والمسؤولية المتزايدة تجاه الأسرة والأطفال، يحتاج الأب المنتظر للتفكير في كافة الأوضاع الطارئة التي قد تواجه الأسرة فيما بعد وكيفية مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة.
- مشاركة المسؤولية: مسؤولية رعاية الأسرة والأبناء لا تقع على الأم بمفردها، فلا يقتصر دور الأب على الدعم المادي للأسرة وتلبية الاحتياجات المادية، بل يتطلب الأمر مشاركة المسؤولية كاملة بين الزوجين، يينبغي مناقشة تلك التفاصيل بشكل كامل مع الزوجة خلال فترة الحمل، يجب اختيار الأسلوب المناسب لرعاية الأبناء وتربيتهم وطرق العقاب وتقويم السلوك، كما ينبغي تحديد وسائل التعليم المناسبة والتغيرات التي ستواجهها الأسرة باستقبال المولود الجديد.
- الاستعداد المادي: مع الظروف الاقتصادية الراهنة، أصبحت رعاية الأطفال أمر مكلف يحتاج للاستعداد المادي مسبقًا لتلبية كافة الاحتياجات الأساسية للأسرة وللطفل. قد يتطلب الأمر الاستعانة بمربية خاصة، كما قد يحتاج الطفل لدخول حضانة بمستوى أكاديمي مع مصروفات مرتفعة، خاصةً في حالة عمل الأم. يجب الاستعداد لكل ذلك من خلال الادخار واقتصاد بعض النفقات غير الضرورية.
- تحسين العلاقة مع الزوجة: يحتاج الأطفال للنشأة في بيئة إيجابية وجو من الحب والتفاهم بين الأبوين لتجنب أي اضطرابات نفسية. لذا، ينصح الخبراء بأهمية توطيد العلاقة بين الزوجين والتغلب على أي خلافات متكررة قبل إتخاذ القرار بالإنجاب.
دور الأب بعد الولادة
في الساعة الأولى بعد الولادة، يحتاج الطفل للشعور بالراحة من خلال ملامسة الجلد، يجب على الأب خلال تلك الفترة ممارسة التلامس الجسدي لما له من تأثير نفسي فعال. إليكِ أهم الخطوات التي يحتاج زوجك لممارستها كذلك بعد الولادة.
- التعافي من الولادة: يحتاج الجميع للتغلب على الآثار الجسدية والعاطفية الناتجة عن الولادة، لكن يحتاج الأب للحصول على قدر كافي من الراحة لبدء التعامل مع الطفل والاعتناء به بشكل جيد، ينبغي تنظيم الوقت والجهد لتحقيق التوازن بين الحماس الشديد والقدرة على رعاية الزوجة والمولود.
- دعم الرضاعة الطبيعية: حليب الأم أفضل غذاء لطفلك، لكن قد يكون الأمر أصعب في البداية، لذا، تحتاج الأم إلى دعم من الأب خلال تلك اللحظات. يمكن للزوج تقديم الدعم لزوجته من خلال طمأنتها وذكر بعض العبارات اللطيفة لتتمكن من الاستمرار وتخطي تلك اللحظات القاسية. يمكن كذلك تقديم بعض الأطعمة والوجبات الخفيفة التي تساعد على إدرار حليب الثدي.
- الدعم بعد الولادة القيصرية: يمكن أن تصل فترة التعافي بعد الولادة القيصرية إلى ستة أسابيع، تحتاج الزوجة للحصول على الدعم من زوجها بشكل كامل في هذا الوقت، فيمكن المبادرة برعاية الطفل مثل الاستحمام وتغيير الحفاضات وحمله لتهدئة نوبات البكاء.
- احتضان الطفل: يحتاج الطفل للاحتضان من قبل الأب لبناء علاقة عاطفية قوية، يجب على كل أب أن يقوم باحتضان طفله والتحدث إليه حتى خلال السن المبكرة ليشعر بالاطمئنان والراحة.
يشعر كثير من الآباء بالقلق الشديد والتوتر عند استقبال مولودهم الأول، قدمنا لكِ من خلال المقال أهم الخطوات الأساسية لتعلم كيفية الاستعداد لمرحلة الأبوة وتعليم الزوج دوره كأب. الأبوة مرحلة ضرورية في حياة كل إنسان، لكن ينبغي الاستعداد لها جيدًا لضمان توفير حياة مريحة لأطفالنا وتنشئتهم بشكل سليم.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن أسرار الحياة الزوجية، زوري قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".