كثيرًا ما يدخل الطفل في نوبات الغضب عندما يرفض أحد أبويه شيئًا يريده، فنجده يصرخ ويبكي ويركل الأرض، ولا يهدأ إلا عندما تُستجاب رغبته، لكن هل هذا يحدث مع الكبار أيضًا؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.
يحدث أحيانًا حينما تتناقشين مع أحد الكبار، أن تجديه قد غضب وثار وبدأ في الصراخ والبكاء، وأنتِ لا تدرين ماذا حدث له، أو ما الذي أدى به إلى هذه الحالة، وأحيانًا تكونين أنتِ هذا الشخص الغاضب.
في البداية، يجب أن نتعرف أولًا على سبب نوبات غضب وصراخ الأطفال..
مشاعر الطفل عادة لا يتمكن من تفسيرها في هذه السن الصغيرة، فالأطفال لا يعرفون غير مشاعر بسيطة، مثل: الحب والفرحة والحزن والغضب، فعندما يحدث موقف معين لا يفهم الطفل مشاعره فيه، يكون رد فعله تجاه هذا الأمر هو الغضب والصراخ، وفي نفس الوقت تحكمه في مشاعره لا يكون بالقوة التي تسمح له بإطلاق المشاعر الصحيحة في الوقت الصحيح، لذلك تجدين طفلك دائمًا يتعامل مع مشاعره بقوة، ففرحه يظهر عليه، وحزنه ينتهي بالبكاء.
كيف تتغير مشاعر طفلك حسب عمره؟
وما علاقة هذا بنوبات الغضب عند الكبار؟
في حالات نوبات الغضب عند الكبار، يكون الشخص غير متعرف على مشاعره وغير متحكم فيها، كما لو أنه طفل صغير، فتجدين منه الصراخ وركل الأرض والغضب غير المبرر، ولا تستطيعين تهدئته بسهولة.
لماذا تحدث نوبات الغضب هذه مع بعض الكبار؟
في لحظة ما، تكون المشاعر المسيطرة على الشخص غير مستقرة، أي لا يستطيع تعريفها بعقله الواعي المتحكم في تصرفاته، فقد يكون في هذه اللحظة، يشعر بالألم أو بالإهانة، أو بعدم التقدير أو يشعر بالذنب، مشاعر كثيرة ومختلفة تختلط عليه، ولا ينتظر عقله ليحللها ويأخذ الرد الفعل المناسب، ولكن يهيج ويغضب بدلًا منه.
وما الحل في هذه الحالة؟
- في البداية، يجب الاعتراف أن الغضب شعور طبيعي يحق لأي شخص الغضب في المواقف المختلفة، ولكن ما نتحدث عنه هنا هو نوبات الغضب غير المبررة، التي لا تكون بقدر الفعل الذي أثارها.
- ابحثي عن مشاعرك بطريقة أدق، تحتاجين إلى تعريف ما هي مشاعرك والاعتراف بالشعور الصحيح في الوقت الصحيح، وألا تخجلي من قول إنكِ متألمة أو تشعرين بالإهانة، أو تعبرين عن مشاعرك الصادقة أيًا ما كانت.
- تعرفي على العلامات التي توحي لكِ ببداية الغضب، مثل الشعور بغصة في حلقك أو صداع مفاجئ، بعض الناس يشعرون بسخونة أجسامهم وبعضهم الآخر يشعر بتسارع الأنفاس، بمجرد تحديد الحالة التي تعلمكِ بأنك ستغضبين، سيعطيكِ هذا قدرة كبيرة على التحكم في غضبك.
- ابتعدي عن الأشخاص والأماكن والمواقف التي تثير داخلك الغضب بقدر الإمكان، أعلم أن هذا ليس بالأمر الهين، فقد يكون البيت أو العمل من يسببان هذا الغضب، ولا يمكن الابتعاد عنهم، ولكن يمكنك معرفة المواقف التفصيلية التي تثير أعصابك، فحاولي تجنب ما استطعتِ منها.
- ابحثي عن طريقة مناسبة لتطلقي فيها غضبك، مثل الحكي أو ممارسة بعض التمارين الرياضية أو البكاء أو المشي، وأخرجي غضبك بالطريقة المناسبة قبل أن تعودي لمجال الحوار أو للمكان الذي يثير غضبك.
باقة من النصائح تساعدك على تهدئة أعصابك
في بعض الحالات، قد يساندك الطرف الآخر إذا كان الغضب مُنصبًا على شخص قريب منك، مثل أن يكون زوجك أو صديقتك، حيث إنه عليه أن يتفهم جيدًا كيف يتعامل معكِ في حالة الغضب، فالأمر بسيط، كل ما عليه فعله، هو أن يمهلكِ حتى تُنهي غضبكِ، وبعدما تهدئين، يساعدك في تحليل مشاعركِ وتوضيح قصده إذا كان قد سبب لكِ الأذى.