قد تعتقدين أن شعورك بالتعب في نهاية اليوم يحدث فقط نتيجة للمجهود البدني الذي تبذلينه في المنزل والعمل، ولكن في أحيان كثيرة يكون فيها هذا التعب الذي قد يصاحبه انفعال وتقلب في المزاج، عرض من أعراض الإرهاق النفسي، فالشعور بالإعياء والتوتر والعصبية والأرق، طريقة جسمك للاستجابة للضغوط التي تتعرضين لها نفسيًّا. لذا فإن الإرهاق النفسي لا يؤثر فقط في مزاجك وسلوككِ، ولكنه يضر أيضًا بصحتك لدرجة قد تعيقك عن أداء أنشطتكِ اليومية. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أعراض الإرهاق النفسي، وبعض طرق الاسترخاء والتخلص من الضغوط.
أعراض الإرهاق النفسي
بالرغم من أن أجسامنا تكون مهيأة لتحمل الضغوط النفسية والتعامل معها، بل في كثير من الأحيان تكون المحفز لنا للاستمرار، وتبقينا متحمسين، فإن مواجهتها بشكل دائم دون راحة أو استرخاء، تجعل الجسم يستجيب لها بطريقة مجهدة، فيطلق الجهاز العصبي هرموني "الأدرينالين" و"الكورتيزول" أو ما يُعرفان بـ"هرموني الإجهاد"، اللذين يقومان حينها بشد العضلات، وتسريع التنفس، وقد يزيدان من ضغط الدم، وكلها مشكلات لها مضاعفات صحية على المدى الطويل، ويمكنكِ عزيزتي تمييز أعراض الإرهاق النفسي، من خلال العلامات التالية:
الأعراض الجسدية:
- الدوخة والشعور العام بالإجهاد والتعب، حتى مع عدم بذل مجهود.
- الشعور بآلام متفرقة في الجسم.
- الجز على الأسنان بشكل لا إرادي، خاصةً في أثناء النوم.
- الصداع.
- عسر الهضم أو ارتجاع الحامض المعدي.
- زيادة أو فقدان الشهية.
- شد عضلي في الرقبة أو الوجه أو الكتفين.
- الأرق ومشكلات النوم.
- تسارع ضربات القلب.
- ألم في الصدر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة التعرق.
- اضطراب في المعدة وإسهال.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- الإصابة بالإكزيما والأمراض الجلدية.
- عدوى البرد المتكررة.
الأعراض الذهنية والإدراكية:
- مشكلات الذاكرة.
- عدم القدرة على التركيز.
- عدم القدرة على اتخاذ قرارات سليمة.
- التفكير السلبي.
الأعراض العاطفية:
- الاكتئاب والشعور بالتعاسة.
- القلق والشعور بالضيق.
- المزاجية أو التهيج أو الغضب.
- الرغبة في الانعزال دائمًا.
الأعراض السلوكية:
- فرط الشهية أو فقدانها.
- النوم كثيرًا أو الشعور بالأرق.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
- المماطلة أو إهمال المسؤوليات.
- اللجوء للتدخين بشكل مفرط.
- عض الأظافر أو تحريك القدمين بشكل عصبي.
كيفية الاسترخاء والتخلص من الضغوط
يمكنكِ عزيزتي التحكم في شعورك بالتوتر، والتخلص من الضغوط النفسية، والعيش بطريقة صحية. فقط كل ما تحتاجينه هو تفريغ مشاعركِ السلبية من وقتٍ لآخر، وفيما يلي مجموعة من النصائح التي ستفيدكِ في ذلك:
- حافظي على نظرتكِ الإيجابية للأشياء: ليس مطلوبًا منكِ أن تقابلي كل الضغوط بابتسامة، ولكن حاولي النظر للجانب المشرق من الأمور التي تواجهكِ، فلكل أمر مهما كان جانبان إيجابي وسلبي، لذا إذا استطعتِ التحكم في ذعرك عند مواجهة المشكلات المختلفة، وعلمتِ أنها ستمر مثلما مرت غيرها، ونظرتِ للجوانب الأخرى الإيجابية في حياتك، فلن تستهلك الضغوط اليومية طاقتك.
- جربي تقنيات الاسترخاء: احصلي على دروس في ممارسة اليوجا والتأمل، أو تعلميها من خلال الفيديوهات الموجودة على الإنترنت، أو استمعي لمقطوعة موسيقية تفضلينها، وتناولي وجبة فطور في الهواء، وتعرضي لأشعة الشمس من وقتِ لآخر، المهم هو البحث عن وسيلة تناسبك لشحن طاقتكِ الإيجابية، والتخلص من التوتر.
- مارسي الرياضة:يساعد التمرين المنتظم على منع التوتر، وتعزيز حالتك المزاجية من خلال رفع مستوى هرمون "السيروتونين"، بالإضافة إلى صرف انتباهك عن المخاوف والمشكلات والضغوط، مما يسمح لكِ بالخروج من دائرة الأفكار السلبية التي ترهقكِ طوال اليوم، ومن التمارين الفعالة بشك خاص، المشي والركض والسباحة والرقص.
- تواصلي مع صديقاتكِ: قد تساعدكِ مكالمة هاتفية أو مقابلة مع صديقتك المقربة على تخفيف هرمونات التوتر لديكِ، وتحسين حالتكِ المزاجية، وكذلك الأمر عند قضاء بعض الوقت مع أشخاص محببين لكِ، لذا لا تجعلي مسؤولياتك تمنعك من تكوين حياة اجتماعية خاصة بكِ.
- استعيني بحواسك لتخفيف الضغط: هناك طريقة أخرى سريعة لتخفيف الضغط عن طريق استخدام حواسك المختلفة في تحديد الأشياء التي تشعركِ بالسعادة، وتخفف توترك، كالاستماع إلى الموسيقى المفضلة لكِ، أو شم رائحة شيء معين لتخفيف توتركِ، كالعطور أو الطعام أو القهوة وغيرها، أو مداعبة حيوان أليف، أو تناول أكلات معينة. جربي العثور على الأشياء الحسية التي تشعركِ بالراحة، واستخدميها في التخلص من طاقتكِ السلبية.
- خصصي وقتًا لهواياتك: مع كل الضغوط التي تواجهينها، وجدولكِ اليومي المزدحم، خصصي ولو ساعة واحدة لنفسكِ لممارسة هواياتكِ، والأشياء التي تشعركِ بالسعادة، فإذا كنتِ تفضلين الرسم، فاشتري علبة ألوان وارسمي، أو اصنعي سترة لكِ من الكروشيه، إذا كنتِ تجدينه، أو شاهدي فيلمًا جديدًا، المهم أن تخصصي وقتًا لكِ أنتِ فقط.
- اطلبي الدعم النفسي: قد تحتاجين إلى استشارة أخصائي نفسي حتى مع اتباع الخطوات السابقة، ليوضح لكِ الخطوات الصحيحة للتعامل مع الإجهاد في حياتك، خاصةً إذا شعرتِ بأن الإرهاق النفسي يعيقكِ عن ممارسة حياتك بشكل طبيعي.
- تناولي نظامًا غذائيًّا صحيًا: يمكن للطعام الذي تتناولينه أن يحسن حالتكِ المزاجية والعكس، فتناول الوجبات السريعة والسكريات والأطعمة الغنية بالدهون تزيد أعراض الإجهاد، وتؤثر في الحالة النفسية بالسلب، في حين أن النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات الطازجة والبروتين وأحماض أوميجا 3 الدهنية، يحسن صحتكِ النفسية والجسدية.
شاهدي في هذا الفيديو: أشياء بسيطة تحسن مزاجك فورًا
لا تتهاوني عزيزتي مع أعراض الإرهاق النفسي التي قد تشعرين بها، فطاقتكِ على التحمل لها حدود، فرغي طاقتكِ السلبية أولًا بأول، ولا تتحملي مسؤوليات إضافية تزيد توترك وإجهادك.
عزيزتي إن ثقتك بنفسكِ واعتزازك بذاتكِ أمران مهمان لكِ ولزوجكِ وأطفالك، تعرفي إلى المزيد من النصائح المفيدة لكِ في قسم التطوير الذاتي.