كيف تديرين دفة حياتك بدون أن تفقدي ذاتك وأنوثتك

أحياناً ما تشغلنا الحياة بكل ما فيها، فنفقد أهم ما يميزنا، أو ننسي ما نحن عليه، أو نتغير بدون حتي أن نشعر، ففي خضم المسئوليات التي لا تنتهي من بيت وزوج وأولاد وعمل وعلاقات أسرية، يصعب علينا في كثير من الأحيان أن نعطي لأنفسنا الوقت الكافي، وأن نقف ونفكر فيما كنا عليه وما أصبحنا، فيما فقدناه وفيما نفعله، وفيما إن كانت قرارتنا صائبة أو خاطئة، وكيف نريد أن نكون أو ما ستكون عليه حياتنا في المستقبل.
 
ننشغل بكل تلك الأعباء وتنسي كل منا أنها أنثي، فتفقد بعضاً أو كثيراً مما كانت عليه، بدون حتي أن تدرك ذلك، لذا وجب أن تكون لكِ وقفة كل فترة، لتقيمي نفسك وكيف أصبحتي ومدي رضاكي عن ذاتك.
  • وقفة مع النفس

اجعلي لنفسك وقفة كل بضع شهور لتحاسبي نفسك وتقيمي نفسك، قيمي ذاتك ومدي صدقك مع نفسك، وكيف تغيرتي كأنثي وكزوجة وكأم خلال سنوات زواجك؟ وهل كان التغيير للأسوأ أم للأفضل؟ كوني موضوعية ومنطقية ولا تجاملي نفسك بأي حال من الأحوال، اسألي نفسك متي أخر مرة شعرتي فيها أنكِ أنثي؟ ومتي أخر مرة جلستي مع نفسك للتأمل والتفكر فيما قد قصرتي فيه، وفي حياتك وأسلوب تربيتك لأبنائك، وأسلوب تعاملك مع زوجك، ومدي الاهتمام الذي تولينه لصديقاتك ومدي منطقية وجدوي تنظيمك لحياتك؟ وكيف تريدين أن تكوني أو أن يكون أبنائك وحياتك بشكل عام خلال الخمس سنوات القادمة مثلاً؟ ثقي أن تلك الوقفات ضرورية لكي تصححي مسارك في حال حدوث خطأ، أو إنحراف مقصود أو غير مقصود عن ما قد خططتي أن تكون عليه حياتك، مع الوقت ستدركين واقعك أكثر ومشاكلك بصورة أفضل وبالتالي يكون لديكِ مفتاح حقيقي للتصحيح والتغيير. ( اقرأي أيضا : كيف تقومين بدورك كأم بدون أن تصابي بالجنون )
  • لا تتخلي عن ما تحبين

الجميع يريد منكِ شيئاً، فزوجك يريدك أن تدلليه وأبنائك يريدون من يستمع لهم، ومن يطهو لهم ومن يأخذهم للنادي ومن يلاعبهم ويحكي لهم القصص.. الجميع يريد شيئاً ما، ومع الوقت تتوارين أنتِ في الظل وتتناسين ما تريدينه أنتِ! صحيح أنه لا يمكنك بحال من الأحوال أن تتخلي عن مسئولياتك كزوجة وأم، ولكنهم بالتأكيد لا يحبون أن يرونكي منكسرة وحزينة حينما تجلسين بمفردك، لذا لا تتخلي عن حياتك لمجرد أنكِ قد أصبحتي زوجة وأم، فلكي كل الحق في الاهتمام بأهلك وصديقاتك وعملك وهواياتك وجمالك وأنوثتك ونشاطاتك الخيرية، وإن فعلتي.. ستكونين بالتأكيد أقوي وستكونين قدوة لأبنائك وبناتك في أن تحمل المسئولية والنجاح فيها لا يعني بالضرورة أن نفقد أنفسنا، ولا أن ننسي ما نحن عليه، ولا تنسي أن أبنائك في يوم من الأيام سيغادرون المنزل ويبدأون حياتهم الخاصة، فليس منطقياً أن تجعلي نجاح حياتك مرتبطاً بشكل كامل علي أسرتك فقط بدون وضع نفسك في الاعتبار، ولا أن يكونوا العامود الأوحد الذي بدونه تنهارين تماماً!
  • لا تتخلي عن أنوثتك

أنتِ في المقام الأول وقبل كل شيء أنثي، هذا هو ما يميزك وهذا هو ما أنتِ عليه، فانشغالك في حياتك الزوجية لا يعني أن تهملي نفسك، لذا لا تسمحي لنفسك بأن تهملي نظافتك الشخصية، ولا أن تهملي صحة بشرتك، وسارعي بالذهاب لطبيب الجلدية في حال حدوث أيه مشكلة، اشتري لنفسك الملابس الجميلة والأنيقة وخصوصاً داخل المنزل، اهتمي دائما بتجديد لون وتسريحة شعرك، فهذا سيكون له أطيب الأثر علي حالتك النفسية، لا تستسلمي للصراخ طوال اليوم لأبنائك، فستشعرين وسيشعر زوجك أنكِ قد فقدتي كثيراً من أنوثتك، بل أصري علي أن تحافظي علي أسلوبك في التحدث والكلام والتعامل برقة وبأنوثة قدر الإمكان، قد تنجحي أحياناً وقد تفشلي أحياناً.. فهذا طبيعي! ولكن إصرارك علي أن تحافظي علي ما كنتِ عليه أو حتي أن تحسني من نفسك سيقلل من حجم الخسائر.
  • لا تتخلي عن حقك في مالك الخاص ووقتك الخاص

اتفقي مع زوجك من البداية أن هناك مال خاص بالأسرة وبإنفاقها، ومال خاص بكل منكما، فمن حقك أن يكون لكِ مبلغاً خاص بكِ كل شهر، حتي وإن كان صغيراً، تشعرين أنكِ إنسانة تستحق أن يكون لها مالها الخاص لتنفقه كما تشاء وفيما تريد، كذلك صممي علي أن يكون لكِ وقتاً خاص بكِ ولو مرة أسبوعياً، تتركين فيه الأولاد مع والدتك أو حماتك أو زوجك، وتجلسي بمفردك في غرفتك لتقرأي كتاباً أو تشربي ولو مرة الشاي في هدوء وسكينة، أو تذهبي لصالون التجميل، أو تذهبي للمشي بمفردك وقت المغرب، أو تتحدثي مع صديقتك المقربة بدون أن توجه لكِ عشرات الأسئلة في كل دقيقة وأنتِ علي الهاتف، أنتِ إنسانة ولستي فقط زوجة وأم، وينبغي أن يفهم الجميع ذلك، ولا تكترثي كثيراً إن سمعتي تعليقات من أحد في تلك الحالة تسخر من كونك أنانية أو «مفيش أم بتعمل كدا» أو غيرها من التعليقات، فطالما أنكِ تدركين بالفعل حجم المسئولية ولا تقصرين في واجباتك وترتبين أولوياتك كما ينبغي مع قليل من التنازلات، فلا تهتمي بكلام أحد.
اقرأي أيضا : أفكار مميزة لقضاء وقت ممتع مع طفلك بالمنزل
  • قرارات جادة وجريئة

والآن وقد أدركتي الخطوات والأسئلة حتي وصلتي للأجوبة.. فكيف تديرين دفة سفينة حياتك إذا ما انحرفت قليلاً أو كثيراً عن المسار؟  لا تتحججي أن الأوان قد فات، أو أنكِ عاجزة عن التغيير، فطالما لديكِ روح فليس أمامك من سبيل إلا أن تحاولي وتسعي بمنتهي القوة وبمنتهي الصدق، خدي قرارات جادة وجريئة في كل ما قد توصلتي له من مشاكل أو قرارات خاطئة أو سلوكيات سلبية، افهمي المشكلة وحددي الحلول، وضعي جدولاً زمنياً للتعامل معها، والتزمي تماماً بذلك، وإذا فترتي لسبباً ما، فعاودي النظر للمشكلة وكيف يمكن أن تؤثر سلباً علي حياتك، رددي بينك وبين نفسك أنكِ تستحقين الأفضل وكذلك أسرتك، اشركي زوجك وأبنائك في المشكلة، وكيفية حلها، ووزعي المهام علي الجميع، ولا تلقي بعبء التصحيح عليكِ وحدك، ولكن إذا قصر أحدهم في القيام بدوره وإن فشلت محاولاتك معه، فلا تجعلي هذا سبباً للتوقف، واستلمي أنتِ زمام الأمر لتصلحي المشكلة بدون أن تنتظري شيئاً من فلان ولا علان، ثقي أنكِ قادرة علي إدارة الأمور بنفسك والواقع يثبت ذلك بالفعل، فأسرتك هي مسئوليتك، وهي الشيء الذي تعيشين من أجله، وأنتِ المنتصرة أو الخاسرة إذا ما أصابها مكروه أو سوء لا قدر الله. ( اقرأي أيضا : كيف نتعلم «احترام الآخر»؟ )

عودة إلى منوعات

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon