كيف نتعلم «احترام الآخر»؟

أخذت أفكر طويلاً فيما نمر بيه هذه الأيام من انشقاقات واتهامات متبادلة بين كل الأفراد، سواء على المستوى الفردي أو مستوى المجموعات، ووجدت أن من أكبر مشكلاتنا هي عدم تعلم تقبل الآخر واحترامه.. ولم يكن هذا وليد اليوم، لكنه وليد سنين من التعليم الخاطئ، الذي غرس فينا مفهوم الصح والخطأ فقط، ولم يغرس فينا مفهوم الاختلاف، وبالتالي فان كل من هم مثلي صح وما دون ذلك خطأ.
أذكر في صغري عندما كنت أعيش في مدينة جدة في السعودية، كنت في مدرسة دولية وكان معي جنسيات مختلفة من الهند وباكستان وسوريا ولبنان وأميريكا، وقد كنت صغيرة جداً عندما تعلمت أن يكون لي صديقات من كل هذه الجنسيات، حيث كان لهم عادات وتقاليد، بل وأديان مختلفة، لكننا كنا مشتركين في الخلق الحسن واللعب والرغبة في التفوق والمنافسة على المراكز الأولى، مازلت أشعر أن هذه المرحلة علمتني أن أحترم اختلاف كل من حولي، حتى لو لم أؤمن بأفكارهم.
  • والآن تعالي نناقش بعض الأفكار التي قد تساعدنا على تعلم تقبل الآخر:

  1. لقد خلقنا الله مختلفين، ولو أراد أن يخلق البشر جميعاً سواء لفعل، لكن لنتأمل الكون بأشخاص متماثلة في كل شيء.. أعتقد أنه سيصبح مملاً، ولم نكن لنجد أناس يمتهنون مهن مختلفة أو يبدعون بطريقة مختلفة أو لهم شغف مختلف.
  2. لماذا نركز دائماً على الاختلافات ولا نركز على الأشياء المشتركة؟ نعم هناك أشياء مشتركة كثيرة بين البشر، وبالتالي هي أولى للتركيز عليها بدلاً من خلق سبب للكراهية ليس له داعي على الإطلاق.
  3. السخرية من معتقدات الآخرين لا تنتج سوى مشاعر سلبية، وبالتالي لا أرى هدف منها. ( اقرأي أيضا : أخلاقيات احرصي على غرسها في أبنائك )
  4. لا يمكن أن تكون كل أفكارك بأي حال من الأحوال صحيحة، لأن دائماً رؤيتنا للأمور غير كاملة، فلماذا الاعتقاد بأن الآخر يخطئ وأنتِ دائماً تصيبي؟ فقد تخطئي وهو يصيب والعكس صحيح.
  5. ليس معنى أنكِ تحترمي الآخر بأن تعتنقي أفكاره، لكن انظري للأمر على أنه خلاف في وجهات النظر، وأن مبرراته لم تقنعك بتغير فكرك، ولكن سيظل الاحترام قائم له حتى لو لم يغير أفكاره.
  6. تخيلي معي دخولك مع طرف في مناقشة واحتد فيها الخلاف وتبادلتم الاتهامات دون جدوى، ستنتهي المناقشة بتمسك كل طرف برأيه أكثر، وقد تؤدي إلى خسارة هذا الشخص.. فماذا كسبتِ من هذا؟ 
  7. ليس من الضروري أن تصبحي صديقة من تختلفي معها، فقط يكفي أن تكون علاقتكما طيبة، لأن من الطبيعي حب الانسان لمصادقة من يشبهه.
  8. ما يزهلني هو تغير هذا السلوك 180 درجة إذا سافرنا إلى بلد أوروبي، أو أجنبي، ونجد أنفسنا متعايشين مع أفكار مختلفة عنا، ونتمسك بمبادئنا ونحترم اختلاف الآخر.. فلماذا لا نحيا هكذا في أوطاننا، ويظل الاختلاف بيننا أبسط بكثير من الاختلاف مع الدول الغربية؟
  9. أخيراً كل ما ذكر في الأديان السماوية ينص على عدم السخرية وقول الخير، ولم يذكر التعنيف أو المعاملة الجافة. ( اقرأي أيضا : دور الجدات والعمات والخالات في تربية الأطفال )
  • هل ستحاولين أن تتقبلي جارتك القادمة من المحافظة.. والتي لها عادات مختلفة عنكِ؟ 
هل ستعلمين طفلك ألا يسخر من زميله المختلف عنه؟
هل ستناقشي من يختلف معكِ في أفكارك بالحسنى، وإذا لم تتفقوا ستقولون الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية؟  أتمنى ذلك.

عودة إلى علاقات

مها حمدي

بقلم/

مها حمدي

مهتمة بوضع أساسيات صحية لحياتي، وبعد أن وجدت الطريقة المثالية بدأت بمشاركة مجتمع سوبرماما في خبرتي. وأقدم خبراتي أيضًا في سلسلة فيديوهات أم العيال على سوبرماما.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon