الصيام في أثناء الحمل من الأمور التي يدور حولها الجدل، وتتساءل النساء ما إذا كان صيام الحامل في شهر رمضان آمن أم أنه قد يؤثر في صحة الأم والجنين ويعرضهما للخطر، وهل يختلف الوضع في توقيت الصيام إذا كان في الثلث الأول أو الثاني أو الأخير من الحمل؟ والحقيقة أن الأمر يتوقف على عدة عوامل مثل الحالة الصحية للحامل ووضع الجنين ،وغيرها، في هذا المقال نوضح لكِ تأثير صيام الحامل في الشهر الخامس.
هل صيام الحامل في شهر رمضان آمن؟
للصيام عديد من الفوائد لصحة الجسم العامة مثل تنظيم مستوى السكر في الدم، تعزيز المناعة، تحسين أداء الجهاز الهضمي، وغيرها، ولكن حين يأتي الأمر إلى الحامل فقد يسبب الصيام بعض القلق بخصوص ما إذا كان سيؤثر سلبًا في صحة الجنين أو يتسبب في نقصان وزنه عند الولادة، وعديد من الدراسات أجريت بشأن صيام الحامل في شهر رمضان، نستعرض نتائجها في ما يلي:
- أكدت واحدة من الدراسات التي أُجريت على عدد من الحوامل الأصحاء، اللاتي يتّبعن نظامًا غذائيًا مناسبًا لمعرفة تأثير الصيام فيهن خلال فترات مختلفة من الحمل (الثلث الأول والثاني والثالث) مع الأخذ في الاعتبار عمر الحامل ووزنها وحالتها الصحية، فوُجد أنه ليس للصيام أي تأثير سلبي في نمو الجنين داخل الرحم، أو وقت الولادة، لكن في الوقت نفسه، أكدت نتائج الدراسة أن هناك احتمالية لانخفاض وزن الطفل عند الولادة لدى الأمهات الصائمات في الثلث الأول من الحمل مقارنةً بغير الصائمات، ما يشير إلى أن تأثير الصيام في صحة الجنين قد يختلف باختلاف توقيته.
- في دراسة أخرى أُجريت على عدد كبير من الحوامل، وُجد أن وزن الطفل عند الولادة لم يتأثر بالصيام، إلا أن وزن المشيمة في الحوامل الصائمات كان أقل من وزنها لدى غير الصائمات، كذلك أكدت نتائج الدراسة أن الصيام لم يؤثر في توقيت الولادة أو يسبب أي مخاطر للولادة المبكرة.
ورغم نتائج هذه الدراسات، فإنه لا توجد نتيجة مؤكدة، ولا يزال الأمر في حاجة إلى عديد من الدراسات الأخرى، لذا فإن الأطباء ينصحون بعدم صيام الحامل إذا كانت تعاني من أي مشكلة صحية أو في الحمل، كما لا يُفضل صيام الحامل في الثلث الأول من الحمل، وبصفة عامة في حال ما إذا قررتِ، عزيزتي، الصيام في أثناء الحمل فيجب التأكد من أن وضعك الصحي ووضع الجنين مناسب للصيام. ولا يجب الصيام في أثناء الحمل في الحالات التالية:
- الأنيميا.
- ضغط الدم المنخفض أو المرتفع.
- السكر (سواء سكر الحمل أو داء السكري).
- العدوى النشطة مثل التهاب المعدة والأمعاء أو عدوى المسالك البولية.
- الإعياء الشديد.
- زيادة وزن غير كافية.
- القيء المستمر.
- الحمل في توأم.
- تاريخ سابق للولادة المبكرة، أو وجود طلق مبكر.
- تاريخ لاضطرابات الأكل.
صيام الحامل في الشهر الخامس
بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل تشعر الحامل ببعض الطمأنينة، لأن الثلث الأول يعد بعضهم الفترة الحرجة في الحمل، فمعظم أعضاء الجنين الأساسية تبدأ التكون في الأشهر الثلاثة الأولى، ولكن هذا لا يعني عدم اتباع التعليمات والمحاذير في فترة الحمل المتبقية سواء الثلث الثاني أو الثالث، والصيام في الثلث الثاني من الحمل خصوصًا الشهر الخامس، قد لا يمثل خطرًا على الحامل أو صحة الجنين، ما دمتِ عزيزتي لا تعانين من أي مشكلات صحية وتتابعين مع طبيبك بانتظام، وتحصلين على تغذية مناسبة، بل إن بعض الدراسات أكدت أن الصيام في الثلث الثاني من الحمل له بعض الفوائد، فقد أشارت دراسة أُجريت على عدد كبير من الحوامل إلى أن زيادة الوزن في الحوامل الصائمات أقل من اللاتي لم يصمن، كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء اللاتي لم يصمن خلال الثلث الثاني من الحمل كن أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل، وأن الحوامل اللاتي صمن من 21 إلى 29 يومًا في أثناء الحمل قلّت لديهن مخاطر الإصابة بسكر الحمل مقارنةً بمن صمن فترات أقل.
لكن رغم هذه النتائج، فإن قرار الصيام يجب أن يكون بناء على حالة الأم والجنين التي يحددها الطبيب، مع وضع بعض المحاذير في الاعتبار حتى لا يؤثر الصيام في الحمل، وفيما يلي أهم النصائح التي يجب الالتفات إليها إذا قررتِ الصيام في أثناء الحمل.
اقرئي أيضًا: تساؤلات حول صيام الحامل في رمضان
نصائح الصيام للحامل في الشهر الخامس
إذا ما استشرتِ طبيبك عزيزتي، وأخبركِ أنه لا ضرر من الصيام، فهناك عدة أمور يجب عليكِ وضعها في اعتبارك حتى تمر فترة الصيام بأمان دون أن تؤثر فيكِ أو في الجنين:
- تناولي وجبات صغيرة:
تحتاجين في فترة الحمل إلى اتباع نظام غذائي متوازن يغطي جميع احتياجاتك أنتِ والجنين، وقد تشعرين بعدم الرغبة في تناول الطعام على وجبة الإفطار والاكتفاء بالماء والسوائل فقط، ونظرًا إلى أن الفترة الزمنية ما بين الإفطار والسحور قصيرة نسبيًا فقد لا تحصلين على كفايتك من الطعام، لذا من الأفضل تناول عدة وجبات في هذه الفترة صغيرة وغنية بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية، ويمكنكِ تقسيمها، مثل تناول الحساء وطبق السلطة على الإفطار ثم بعدها بساعة تناولي الطبق الرئيسي، وهكذا تتناولين وجبة صغيرة كل ساعتين. - تجنبي الأطعمة الدهنية:
حرقة المعدة من الأعراض الشائعة في الشهر الخامس من الحمل، لذا يُنصح بتجنب الأطعمة التي قد تسبب الشعور بالحرقة مثل الأطعمة الدهنية، الأطعمة الحارة، القهوة، وغيرها، ويُفضل تناول كوب من مغلي الزنجبيل الذي يساعد على التخلص من حرقة المعدة، كذلك الفواكه كالكانتلوب والبطيخ والموز. - تجنبي المخللات:
تورم القدمين من الأعراض الشائعة أيضًا في الشهر الخامس من الحمل، وتناول الأطعمة المالحة كالمخللات قد يزيد الأمر سوءًا، لذا تناوليها باعتدال وتناولي معها كمية كافية من الماء. - تناولي قدرًا كافيًا من الماء:
الجفاف أمر يجب الانتباه له، خاصةً إذا حل شهر رمضان خلال أيام الصيف، ويمكن أن يكون الشعور بالعطش الشديد أو لون البول الداكن من العلامات المبكرة للجفاف، وقد تشمل الأعراض الأخرى الدوخة والصداع والتعب وجفاف الفم وقلة عدد مرات التبول (أقل من ثلاث أو أربع مرات في اليوم)، ولأن الصيام في الصيف يجعلكِ أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، يُنصح بتناول قدر كافٍ من الماء (10 أكواب على الأقل يوميًا)، وتناول مشروبات سكرية على الإفطار وشرب العصائر الطازجة، والشوربة، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات المعروفة بمحتواها المائي الكبير كالخس، الخيار، البطيخ، كذلك تجنب الإفراط في تناول الأطعمة المالحة كما ذكرنا سابقًا، وإذا شعرتِ بالدوار أو الضعف أو الارتباك أو التعب الشديد في أثناء الصيام، فلا يُنصح بمتابعة الصيام ويجب استشارة الطبيب لتقييم حالتك الصحية. - تجنبي المجهود البدني:
لا يُنصح بالمجهود البدني الزائد في فترة الحمل عمومًا، ومع الصيام يجب الحذر بشدة من المجهود البدني الذي قد يتسبب لكِ في الإعياء، أو الدوار، و يمكنكِ طلب المساعدة من الزوج أو أحد الأقارب للقيام بالمهام اليومية، وقسمي المهام على مدار اليوم ولتكن تحضيرات الطعام أو التنظيف وغيرها بعد الإفطار، والأشياء البسيطة في فترة الصيام. - تجنبي الإفراط في تناول التمر:
التمر من الأطعمة المرتبطة بشهر رمضان على وجبة الإفطار، وهو من الأطعمة الغنية بالحديد والألياف، والمعروفة بفوائدها الصحية في العموم، ولا ضرر من تناول التمر في أثناء الحمل، ولكن الأمر يعتمد على الكمية التي تتناولينها، خاصةً أن عديدًا من الدراسات أكد أن تناول التمر قد يساعد على تحفيز الطلق، ففي دراسة أُجريت على 69 حاملًا تناولن ست تمرات يوميًا لمدة أربعة أسابيع، وُجد أن الولادة بدأت في موعد أقرب من الموعد المتوقع لها، كما أشارت الدراسة إلى أن فترة المخاض لديهن كانت قصيرة، وتوسع عنق الرحم كان أكبر، ما يعني أن التمر قد يحفز على الولادة، لذا يمكنكِ تناول حبة تمر أو اثنتين على الأكثر للحصول على قيمته الغذائية دون أي ضرر.
اقرئي أيضًا: دليل تغذية الحامل لصيام رمضان في الثلث الثاني من الحمل
في النهاية، فإن صيام الحامل في شهر رمضان أمر يتوقف على عديد من العوامل كحالتك الصحية وحالة الجنين والعمر، وغيرها، وهو أمر يحدده الطبيب، لذا قبل اتخاذ قرار الصيام عليكِ عزيزتي بالعودة إلى طبيبك ووضع في الاعتبار النصائح التي ذكرناها في المقال، لتمر فترة الصيام بأمان ولا تؤثر في صحتك أو صحة الجنين.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة أبل - IOS، حمليه الآن من App Store