تمتلئ الرئة بالهواء كلما تنفسنا، لكن في بعض الحالات قد تتجمع المياه في الرئة بسبب الوذمة الرئوية، ما يسبب احتقانها، ويختلف ذلك عن الانصباب الجَنبي الذي يسببه تراكم الماء في المسافة بين الرئة والتجويف الصدري، وكلتا الحالتين رغم اختلافهما تتسببان في صعوبة التنفس، في هذا المقال نعدد بعض أسباب تجمع الماء في الرئة ونذكر الخيارات العلاجية له، فتابعينا.
أسباب تجمع الماء في الرئة
تحدث الوذمة الرئوية بسبب تراكم السوائل داخل الحويصلات الهوائية في الرئة المملوءة بالهواء، التي يدخل من خلالها الأكسجين للدم ويُطرد من خلالها ثاني أكسيد الكربون بما يسمى بتبادل الغازات، وعند امتلائها بالسوائل يُصعِّب ذلك التنفس، إذ لا يحدث تبادل للغازات ولا يدخل الأكسجين للدم بالشكل الكافي، ما قد يسبب الفشل التنفسي، ومن أسباب هذه الحالة:
- فشل القلب الاحتقاني: وهو السبب الأكثر شيوعًا عند عدم قدرة القلب على ضخ الدم للجسم، ما يؤدي إلى رجوع الدم للأوعية الصغيرة في الرئة وتسرب السوائل منها.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل النوبة القلبية أو مشكلات صمامات القلب أو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
- الالتهاب الرئوي: الذي يؤثر سلبًا في الرئة.
- إصابة الرئة: نتيجة لحادث سيارة مثلًا.
- تعفن الدم.
- الفشل الكلوي: الذي يؤدي إلى احتباس السوائل في أجزاء الجسم ومنها الرئة.
- تليف الكبد: الذي قد يؤدي إلى الاستسقاء.
- استنشاق الغازات والسموم.
- الغرق: ودخول المياه للرئة ثم النجاة منه.
أما الانصباب الجَنبي، فيحدث بسبب أن الأغشية الرقيقة التي تسمى بالجنبة التي تغطي الرئة من الخارج وتبطن التجويف الصدري من الداخل، والمحتوية عادة على كميات صغيرة من السوائل لتزليق تمدد الرئتين والصدر عند التنفس وتسهيل عملية التنفس، تمتلئ بالسوائل الزائدة بسبب التهيج أو الالتهاب أو العدوى، ما يجعل السوائل تتراكم داخل تجويف الصدر وخارج الرئة فيعيق ذلك قدرة الرئة على التمدد عند التنفس، ومن أسباب ذلك:
- السرطان، سواء سرطان الرئة الذي ينتشر في الرجال، أو سرطان الثدي في النساء.
- فشل القلب الاحتقاني.
- تليف الكبد أو ضعف وظائفه.
- الانصمام الرئوي، الذي يسببه انسداد شرايين الرئة بالجلطات.
- مضاعفات عملية القلب المفتوح.
- الالتهاب الرئوي.
- أمراض الكلى الشديدة.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
في الفقرة التالية نتعرف إلى الخيارات العلاجية.
اقرئي أيضًا: 3 أسباب لضيق التنفس عند النوم
علاج تجمع الماء في الرئة
الوذمة الرئوية حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي العاجل، وأول خيار علاجي لها إمداد المريض بالأكسجين النقي ثم تشخيص السبب ووصف العلاج بحسبه، ومن هذه العلاجات:
- مخفضات التحميل المسبق: التي تقلل من ضغط السوائل الداخلة للرئتين والقلب، كمدرات البول التي تقلل هذا الضغط بطرد السوائل الزائدة مع البول.
- مخفضات الحمولة التِلْوِيَّة: التي توسع من الأوعية الدوية وتريح القلب وتخفف عنه الضغط.
- أدوية القلب: التي تتحكم في النبض وتقلل ضغط الدم المرتفع فتخفف الضغط في الأوردة والشرايين.
- المورفين: لتقليل القلق وتخفيف عدم القدرة على التنفس، لكنه قليلًا ما يستخدم في الوقت الحالي.
في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى الحجز في العناية الفائقة وتوصيل الأكسجين لرئته تحت ضغط بجهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر CPAP.
أما علاجات الانصباب الجانبي فتتضمن:
- تصريف السوائل من التجويف الصدري بسرنجة أو أنبوبة رفيعة، تُدخل للتجويف الصدري بعد تلقي التخدير الموضعي، وقد تُكرر هذه العملية أكثر من مرة عند تراكم السوائل ثانية، كما في حالات السرطان، بجانب علاجات السرطان أيضًا.
- إغلاق أو طمس الحيز الجنبي بعد تصريف السوائل بحقن دواء للمنطقة، مثل خليط التلك الذي يسبب التصاق طبقتي الجنبة في بعضهما، ويمنع تكوّن السوائل بينهما.
- الجراحة في الحالات الشديدة، بإدخال تحويلة أو أنبوبة صغيرة للتجويف الصدري، التي تعيد توجيه السوائل من الصدر للبطن فيستطيع الجسم التخلص منها بسهولة.
في بعض الحالات المعينة، قد تُستئصل الجنبة بإزالة جزء منها جراحيًا، وذلك لمن لا يستجيب للعلاجات الأخرى.
اقرئي أيضًا: أعراض تشكل خطرًا على صحتك: لا تتجاهليها
ختامًا عزيزتي السوبر، بعد مقالنا عن تجمع الماء في الرئة وأسبابه وعلاجاته، فإنه بشكل عام يجب التماس الرعاية الطبية العاجلة عند ظهور صعوبات التنفس والإحساس بالاختناق أو عدم القدرة على التنفس، أو عند السعال المصاحب له خليط من اللعاب والمخاط الوردي أو الرغوي، أو ألم الصدر أو ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة، أو عند ازرقاق الجلد أو تحوله للرمادي، أو عند التعرق الغزير مع مشكلات التنفس.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن كل ما يخص صحتك والعناية بها، بزيارة قسم الصحة في "سوبرماما".