يسيء بعض الناس فهم المرض النفسي، وغالبًا ما يستحضرون صور القتلة والمجرمين عند ذكر الشخصية السيكوباتية، أو يتصورون أن السيكوباتي شخص بارد لا قلب له، لكن هل يُظهر جميع المرضى النفسيين جحودًا تامًا في المعاملات الإنسانية؟ وهل يوجد اختبار يساعد على تقييم الشخصية السيكوباتية وتشخيصها؟ في هذا المقال، اعرفي إجابات هذه الأسئلة إضافة إلى الصفات التي تميز هذا النوع من الاضطراب النفسي وكيفية التعامل معه.
الشخصية السيكوباتية
يتميّز الشخص السيكوباتي بغياب التعاطف والقسوة والعدوانية وشدة الغضب أحيانًا، وهو لا يهتم إذا أساء إلى شخص ما، أو إذا كان مندفعًا ومخطئًا، وهو يفتقر إلى الندم.
والسيكوباتية من بين أكثر الاضطرابات صعوبة في الاكتشاف، والرجال أكثر تشخيصًا به من النساء، وغالبًا ما يكون تاريخ حياته العائلية فوضويًا، دون رعاية أو توجيه من الوالدين. قد يشعر المريض بأنه سجين، ومقارنة بالناس فإن لديه فرصًا أو مزايا أقل في الحياة، وربما يبدو طبيعيًا، بل وربما ساخرًا، وفي الواقع فإنه يفتقر إلى أي مظهر من مظاهر الضمير.
مثل الأصحاء، يحب عديد منهم آباءهم وأزواجهم وأطفالهم وحيواناتهم الأليفة، لكن بطريقتهم الخاصة، ولكنهم يجدون صعوبة في حب بقية العالم والثقة فيه. يمكن للمعاناة الخفية، والشعور بالوحدة، وعدم احترام الذات أن تزيد من خطر للسلوك الإجرامي العنيف لديهم. سنخبرك في ما يلي بالصفات التي يمكنكِ تمييزها في الشخصية السيكوباتية وكيف يمكنكِ التعامل معها.
صفات الشخصية السيكوباتية
إليكِ بعض الصفات التي قد تواجهينها وكيفية التعامل معها:
- إلقاء اللوم على الآخرين: التركيز على عيوبه أفضل طريقة لنزع سلاحه، لذا عندما يلومك، اقلبي الحوار وابدئي الهجوم لا الدفاع.
- القسوة والهيمنة: بغض النظر عن مدى شعورك بالإحباط أو الانزعاج، حافظي على مشاعرك تحت السيطرة. إن فقدان هدوئك يمنح المريض النفسي قوة أكبر عليكِ، لأنه سيري أنه قادر على التلاعب بعواطفك. أظهري سلوكًا هادئًا في جميع الأوقات.
- الميل للكذب في كثير من الأحيان: لا تنجرفي مع قصصه، غالبًا ما يستخدم المرضى النفسيون حكايات طويلة لوصف أنفسهم كضحايا. غالبًا ما يلومون الآخرين ويرفضون تحمل أي مسؤولية عن أخطائهم.
- التلاعب وإيذاء الآخرين: لا تُظهري أنكِ خائفة، غالبًا ما يستخدم المرضى النفسيون التخويف للسيطرة على الآخرين، وإلقاء تهديدات خفية أو الوقوف أمامك في أثناء الحديث، أو يستخدم لغة عدوانية لجعلك تتراجعين.
تتضمن بعض العلامات الأكثر شيوعًا التي يجب الانتباه إليها ما يلي:
- انطباعًا ساحرًا سطحيًا.
- صعوبة في إظهار الندم أو التعاطف.
- مشكلات متكررة مع القانون.
- التجاهل العام تجاه السلامة والمسؤولية.
- سلوكًا غير مسؤول اجتماعيًا.
- تجاهل حقوق الآخرين أو انتهاكها.
- عدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
- تضخم قيمة ذاته.
اختبار الشخصية السيكوباتية
يمكن تشخيص الشخصية السيكوباتية باستخدام قائمة مراجعة العلاج النفسي هير (Hare Psychopathy Checklist) وضع قائمة المراجعة المكونة من 20 عنصرًا في السبعينيات الباحثُ الكندي روبرت هير، وتميزت بسمات مثل عدم التعاطف والكذب المرضي والاندفاع.
يُسجّل كل منها على مقياس من ثلاث نقاط، بناءً على ما إذا كان العنصر (لا ينطبق، ينطبق إلى حد ما، ينطبق بشكل كامل على الفرد). فإذا سجل أعلى من 30 نقطة في هذا الاختبار، فقد تكون له شخصية سيكوباتية. يجب إجراء تقييم حقيقي بواسطة اختصاصي الصحة العقلية. تتضمن النسخة المنقحة من القائمة المرجعية الخصائص التالية:
- الاندفاع والتهور.
- المراوغة والتلاعب بالآخرين.
- إحساس ضخم بقيمة الذات.
- عدم المسؤولية.
- الحاجة إلى النشاطات التي تؤدي إلى المتعة الزائدة والحماس.
- انعدام الندم (عدم القدرة على الشعور بتأنيب الضمير).
- انعدام المشاعر.
- الكذب المرضي.
- جاذبية سطحية.
- عدم القدرة على التمسك باهداف طويلة الأمد.
- التنوع الإجرامي (أي يرتكب أنواعًا مختلفة من الجرائم).
- الإنكار المستمر.
- مشكلات سلوكية مرتبطة بالطفولة.
- الحياة التطفلية.
- قدرة ضعيفة على التحكم في النفس.
- كثير من العلاقات قصيرة الأمد (مع كلا الجنسين).
- حب ممارسة العلاقات الحميمة خارج العلاقات الزوجية.
- فشل الشخض في تقبل الأفعال التي قام بها وتحمل مسؤوليتها.
- جرائم الأحداث.
- سوابق أمنية وخرق إطلاق السراح المشروط بعد الإفراج.
اقرئي أيضًا: متى تلجئين إلى الطبيب النفسي؟
