اضطراب الأكل العاطفي والرغبة المفرطة في الأكل والشره المرضي وفقدان الشهية، كلها أنواع ومسميات لاضطرابات الطعام التي تصيب نسبة كبيرة من النساء. وكما نذكر فقد أُصيبت به الأميرة ديانا بعد فترة زواج غير سعيدة مع الأمير تشارلي، وأصابها الهزال الشديد وبفضل العلاج المكثف بدأت بالتعافي، وأعلنت على الملأ إصابتها باضطرابات الأكل النفسية ومساعدتها لكل امرأة تعاني من هذا المرض. تعرفي معنا في هذا المقال على أسباب اضطرابات الأكل النفسية، بالإضافة إلى طرق علاجها.
اضطراب الأكل العاطفي
اضطرابات الأكل Eating Disorders بأنواعها المختلفة هي اضطرابات سلوكية في التعامل مع الطعام بسبب الخوف المفرط على شكل الجسم، والهوس بالصورة التي يُصدرها الإعلام عن مثالية جسم المرأة، ولذلك اضطرابات الطعام أكثر شيوعًا عند النساء بسبب ما يتعرضن له من ضغط لا نهائي عن شكل الجسم والوزن المثالي.
والهوس بشكل الجسم المثالي والحرص على عدم زيادة كيلو جرام واحد قد يصل إلى درجة التوقف تمامًا عن تناول الطعام عند بعض النساء، أو على العكس تناول الطعام طيلة اليوم رغم الشعور بالشبع مع الإحساس بالذنب طيلة الوقت، وفي الوقت نفسه عدم استطاعة المريضة التوقف عن تناول الطعام.
وكل هذه ردود فعل مختلفة للشعور الدائم بهوس الجسم المثالي، ما يدفعك للإقدام على تصرفات قد تضرين بها صحتك بشكل ملحوظ.
أسباب اضطرابات الأكل النفسية
الأسباب غير معروفة كما يقول العلماء، لكن المحفزات التي تُثير الأمراض النفسية يمكن تخمينها عن طريق دراسة الحالات المُصابة ومعرفة العوامل المشتركة بينها، ومن أهم العوامل التي تساعد في زيادة اضطرابات الأكل النفسية عند النساء:
- العوامل البيولوجية: الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في حدوث الاضطرابات النفسية، واضطراب الهرمونات يصاحبه اضطرابات مختلفة أهمها اضطرابات الأكل.
- العوامل النفسية: الحزن والفرح والغضب وغيرها من المشاعر، تؤثر في طريقة التعامل مع الأكل.
- العوامل السلوكية: سلوكيات الطعام وطريقة التعامل معه التي تتضمن مواعيد الطعام وكيفية الطهي وأنواع الأكل وغيرها، عاملان مهمانن في اضطرابات الأكل المختلفة.
- العوامل الاجتماعية: المجتمع سبب رئيسي في كل نقاط القوة والضعف في نفسية الفرد، فكلنا نتأثر بالنظرة المجتمعية الضاغطة على الشكل والمظهر تحديدًا.
- العوامل الثقافية: أشارت دراسة أجراها فريق من العلماء إلى أن الراقصات وعارضات الأزياء والممثلات ومضيفات الطيران والرياضيات أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات الأكل النفسية، بسبب ما تفرضه عليهن الثقافة في الوسط المحيط بهن.
اضطراب الأكل القهري (الشراهة في الأكل)
يُعرف أيضًا باسم "متلازمة الشره القهري" وهو اضطراب نفسي في تناول الطعام، يدفع المريض إلى تناول مزيد من الطعام الضار مع عادات غير طبيعية عند تناول الطعام، مثل الشره في تناول الوجبات، وعدم القدرة على التوقف عن تناول الطعام وغيرها من العادات السيئة.
اضطراب الأكل القهري ينتُج عنه زيادة سريعة في وزن الجسم، بسبب استهلاك كميات كبيرة من الطعام، وتجاوز حد الشبع مع كل وجبة، وعدم السيطرة على تناول الطعام. فالمريضة تستخدم الطعام كوسيلة لمواجهة كل المشاعر السيئة التي تواجهها، ولذلك يزيد الشره في أوقات الحزن والفرح الشديدة، أو أوقات الغضب والضغط والاكتئاب. وعلى الرغم من شعور المريضة بالذنب طيلة الوقت وعلمها بما تفعل، فإنها لا تستطيع التوقف عن تناول الطعام.
علاج الرغبة المفرطة في الأكل
- العلاج النفسي تحت إشراف طبيب مختص للوصول إلى الأسباب النفسية التي تجعلها تلجأ للطعام كوسيلة لتفريغ المشاعر، وحل تلك الأسباب من جذورها.
- المتابعة مع اختصاصي تغذية علاجية يعلم بدوافع اضطرابات الأكل النفسية، وكيفية التعامل معها.
- الدعم النفسي من كل المقربين.
- العلاج الدوائي، ولا يُستحب إلا بعد استنفاد كل الطرق الأخرى.
تعرفي كيف تفرقين بين الجوع الوهمي والجوع الطبيعي وطرق التغلب عليه في هذا الفيديو
النهام العصبي (الرغبة المفرطة في الأكل)
يشبه إلى حدٍّ كبير اضطراب الأكل القهري، ويصيب النساء بنسبة 90% مقارنةً بالرجال. الأمر المختلف في هذا النوع أن المريضة تتعمد التقيؤ وأخذ أدوية إسهال وغيرها، للتخلص من الطعام الذي تناولته نتيجة لشعورها بالذنب. هذا النوع خطير ويؤدي في حالات عديدة إلى الإصابة بالجفاف نتيجة لنقص السوائل في الجسم، ويجب معه أيضًا المتابعة النفسية مع طبيب مختص.
القهم العصبي (فقدان الشهية المستمر)
نوع آخر لاضطراب الأكل تعاني منه النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال، وهو خوف دائم من السمنة على الرغم من الوزن القليل. ويتبع ذلك الامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة وأحيانًا عدة أيام، والتركيز على تناول أطعمة بعينها لا تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، وبذلك لا يدخل الجسم كل العناصر التي يحتاجها ويصيبه الهزال الشديد.
السبب النفسي هو العامل الأقوي في هذا الاضطراب، ويجب حله من جذوره عن طريق حل مشكلة المرأة ونظرتها لجسمها ومعنى الجمال بالنسبة إليها.
اضطراب الأكل الانتقائي
وهو نوع من الاضطراب يصيب الأطفال أكثر من غيرهم في مراحل الطفولة المبكرة، وفيه يتناول الطفل مجموعة محدودة جدًّا من الطعام لا تتجاوز 15-20 نوعًا من الطعام، ويرفض كل أنواع الطعام الأخرى. وهناك فرق كبير بين الطفل الانتقائي والطفل الذي يعاني من الاضطراب الانتقائي، فجميع الأطفال يميلون إلى انتقاء أنواع معينة من الطعام طعمها بالنسبة لهم أفضل، ويرفضون أنواعًا أخرى، لكن عند تناولهم أي نوع من الطعام لا تحدث أعراض أو مقاومة بالشكل المرضي.
أما الأطفال الذين يعانون من اضطراب الأكل الانتقائي، فيكون ردود فعلهم القيء أو الاختناق أو الرفض التام للأطعمة التي لا يفضلونها، وعدم تناولهم إلا عددًا قليلًا جدًّا من أنواع الطعام، وأي نوع آخر يتقيؤونه على الفور، وتكون أوزانهم مقارنة بالأطفال في مثل عمرهم قليلة جدًّا.
ويعد أكثر الفئات عرضة للإصابة باضطراب الأكل الانتقائي الأطفال من عمر سنة إلى عشر سنوات.
علاج اضطراب الأكل الانتقائي
التعامل مع هذا النوع من الاضطراب يتطلب طبيب أطفال مختص وخبير في التعامل مع مثل هذه الحالات، فالطفل لا يدرك المشكلة بمجرد عرضها عليه، ويجب أن تكون هناك وسائل أخرى مناسبة لعمره وطبيعة شخصيته.
التحدث عن اضطرابات الأكل النفسية عند النساء، والتأثير النفسي على الرغبة في تناول الطعام لن ينتهي في مقال واحد. فالاضطرابات متعددة والتعامل معها يجب أن يكون بحذر كي لا تتفاقم المشكلة، لكن المشترك بينها جميعًا أن العامل النفسي هو المسبب لها، والمتابعة مع طبيب نفسي شرط أساسي في علاجها.
لمتابعة المزيد عن كل ما يتعلق بموضوعات الصحة تابعينا في قسم الصحة على "سوبرماما".