تابعنا أمس الخبر الذي صرحت به النجمة العالمية أنجلينا جولي -37 عاماً- حول إجرائها جراحة وقائية لاستئصال الثدي خوفاً من الإصابة بالمرض بعد ظهور تحور فى جين يعرضها للإصابة بسرطان الثدي و سرطان المبيض.
- أمس، كتبت أنجلينا مقالاً بعنوان "اختياري الطبي" بصحيفة النيويورك تايمز لتشرح به وجهة نظرها قائلة:
لقد حاربت أمى السرطان لحوالى عقد من الزمن قبل أن تموت، و قد صمدت لتحمل أول أحفادها بين ذراعيها، لكن أبنائى الآخرين أصبحوا محرومين من التعرف عليها و الاستمتاع بحنانها و عطفها.
أتحدث دائماً مع أطفالى عنها، و أحاول جاهدة أن أشرح لهم المرض الذى انتزعها منهم، و قد سألونى عما اذا كان من الوارد أن يحدث لى نفس الشىء ... أطمئنهم دائماً، لكن الحقيقة المُرة أننى أحمل نفس الجين الخطر (BRCA1) الذى يرفع بشدة احتمالات اصابتى بسرطان الثدى و سرطان المبيض.
عندما تفهمت واقع حياتى و احتمالات مرضى، قررت أن أكون سباقة ... أن أسعى لتقليل احتمالات اصابتى قدر استطاعتى. لقد اتخذت قرارى بإجراء جراحة وقائية لاستئصال الثديين، و قد بدأت بجراحة استئصال الثديين لأن احتمالات اصابتى بسرطان الثدى أعلى من احتمالات اصابتى بسرطان المبيضين، و لأنها جراحة أكثر تعقيداً.
احتمالات اصابتى الآن بسرطان الثدى انخفضت من (87 %) الى أقل من (5 %) و يمكننى الآن أن أخبر أطفالى أنه لا داعى للخوف من ضياعى منهم بسبب سرطان الثدى.
من المهم و المطمئن لى، أن لا يوجد فى حياتهم بعد الأن ما يشعرهم بالقلق وعدم الراحة. يرون الآن ندبات و أثار الجراحة على جسمى و هذا هو التغيير الوحيد. فيما عدا ذلك فلازلت (ماما) نفسها. و يعرفون إلى أى مدى أحبهم و لدى استعداد لأفعل المستحيل لأبقى معهم قدر استطاعتى.(اقرأي أيضا : أعراض سرطان الثدى وكيفية الفحص الذاتى )
من الناحية الشخصية، لا أشعر الأن أننى امرأة أقل شأناً عما كنت. أشعر بالقوة لأننى اتخذت قراراً قوياً لا ينتقص شيئاً من أنوثتى.
لكل امرأة تقرأ كلامى الأن، أتمنى أن تساعدك تجربتى لتعرفى أن أمامك اختيارات ... أريد أن أشجع كل امرأة، خاصة إذا كان فى تاريخها العائلى حالات مصابة بسرطان الثدى أو المبيضين، أن تسعى للحصول على المعلومات و الإرشاد الطبى من الخبراء، لاتخاذ قرارات مدروسة بعناية.
- هكذا شرحت أنجلينا وجهة نظرها، واضعة يدها على أهم نقطة وهي أهمية الكشف المبكر لهذا المرض و المتابعة و الحصول على المعلومات الطبية للوقاية أو أخذ القرارات الحاسمة مبكراً.
- أما عن أرائكن حول ما إذا كان قرار أنجلينا شجاعة أم خوف، صائباً أم لا..فكانت كالآتي:
- مي جودة – صحفية -: قالت أنها ليست مقتنعة تماماً بما فعلته أنجلينا، ولا تري به شجاعة أو تضامناً مع مصابي هذا المرض، فهي أقبلت على هذه الخطوة خوفاً من الإصابة..فى حين أنه يمكن أن يصيبها فى أي مكان أخر! كما حدث مع النجمة العالمية lynn Redgrave التي قامت بنفس العملية فى عام 2003 للوقاية و توفت فى عام 2010 بنفس المرض.
- بينما قالت هدي سالم – ربة منزل -: لا شك أنها خطوة جريئة حتي وإن كانت ليست صائبة 100% لأن الأعمار بيد الله، فنحن فى مجتمعنا المصري نتحدث عن هذا المرض بسرية وكأنه شئ مشبوه و من تحمله كأنها تحمل عاراً يجب عليها أن تداريه لتموت به فى صمت دون أن تخضع للجراحة حتي لا تفقد أنوثتها، فكر عقيم لاشك فى ذلك! ولكن ربما يتخلين عنه بعدما أقبلت عليه مرأة رمزاً للأنوثة. (اقرأي أيضا :
- أما هبة محمد – مدرسة وأم -: فقالت أن الحذر لا يمنع قدر و لكنها عاطفة الأمومة التي دفعتها لتفكر فى أي شئ يمكن أن يبقيها لفترة أطول مع أطفالها الصغار، حقاً أعذرها و أقدر موقفها تماماً.
- و أخيراً أضافت عزة ماهر – ربة منزل -: لا أري عيباً فيما فعلته أنجلينا ولا يمكن لأحد أن يلومها..من منا لا يسعى للشفاء من أي مرض بأخذ الدواء - مهما كان المرض بسيطاً -؟ إذا قسنا الأمر هكذا فلا علينا أن نأخذ أي دواء للشفاء لأن الحذر لا يمنع قدر! (اقرأي أيضا: حقائق علمية عن سرطان الثدي )
- فى رأيي الشخصي، هناك ما يسمي بشجاعة القرار، ربما لم تمتلك أنجلينا الشجاعة أو التضامن الشخصي مع حاملات المرض لأي سبباً كان ولن أسبق الأحداث فربما تحمل الأيام القادمة تضامناً منها بشكل أخر أوسع نظاقاً مع حاملات مرض سرطان الثدي.. ولكنها فى النهاية امتلكت شجاعة القرار، شجاعة الاختيار و شجاعة الحفاظ على عائلتها ولو لبضع الوقت، ضاربة عرض الحائط بمفاهيم الأنوثة و الجاذبية التي فرضها المجتمع العالمي بأكمله.