يعاني معظمنا من الشعور بالصداع المزعج في نهار رمضان، خاصةً في الأيام الأولى من الصيام وتشتد حدته في الساعات الأخيرة قبل الإفطار. وعلى عكس الشائع فالصيام في حد ذاته لا يُعد سببًا لحدوث الصداع، بدليل أن هذا الشعور يختفي تدريجيًّا بمضي الأيام الأولى من شهر رمضان، ولكنها العادات الغذائية الخاطئة وبعض الأمراض التي يصاحبها الصداع كعرض جانبي، ونصاب بها بسبب العطش أو الجفاف. لذلك فعادةً ما ينصح الأطباء بتعديل العادات الغذائية الخاصة بالإفطار والعشاء قبل حلول رمضان بفترة كافية لتجنب حدوث الصداع في رمضان وآلام الرأس في أثناء الصيام.
الصداع في رمضان
ألم الرأس في الصيام هو شعور بصداع خفيف إلى متوسط الشدة، ويحدث في الجزء الأمامي من الرأس "الجبين"، ويشبه صداع الصيام صداع التوتر أكثر من الصداع النصفي، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بشكل مستمر يكونون أكثر عُرضة لصداع الصيام بشكل أكبر لأن الصيام مُحفز لألم الرأس والصداع النصفي.
أسباب ألم الرأس في الصيام
الصداع في رمضان قبل وبعد الإفطار
في الساعات الأخيرة قبل الإفطار، يقل معدّل السكر في الدم كثيرًا، ما يسبب صداع شديد في مقدمة الرأس، لكنه سرعان ما يزول مع تناول الإفطار وخاصة عند تناول المشروبات المحلاة أو التمر.
تختلف ردة فعل الجسم من شخص لآخر تجاه نقص السكر في الدم، الذي يؤدي لحدوث صداع، فهناك من يعاني من صداع شديد، ومن يشعر بصداع خفيف لا أكثر، حسب النظام الغذائي الذي يتبعه كل شخص قبل رمضان.
الحل المثالي للتخلُّص من هذا الأمر هو التركيز على زيادة نسبة السكريات الصحية في وجبتي الإفطار والسحور، مثل: تناول التمور والعصائر المنزلية الطبيعية والمكسرات غير المملحة والفواكه الغنية بالألياف، لتحقيق التوازن والحفاظ على نسبة السكر لأطول فترة ممكنة خلال ساعات الصيام.
الحاجة إلى الكافيين
السبب الرئيسي لمعاناة معظم الصائمين من الصداع، التوقف فجأة عن تناول فنجان القهوة أو الشاي المعتاد صباحًا، ما يسبب أعراضًا تشبه أعراض الانسحاب المصاحبة للإدمان، ولا تقتصر على الصداع فقط، لكن الأمر قد يصل إلى العصبية وضيق الخلق والتوتر والأرق أيضًا.
الحل المثالي هو تناول كوب من القهوة أو الشاي بمقدار محدد بعد الإفطار في رمضان، والتوقف تمامًا عن تناول أي كافيين في السحور، لأنه مدر البول ويخلص الجسم من الماء، وبذلك تشعرين بالجفاف بعد فترة قصيرة من الصيام.
نصيحة أخرى جربتها بنفسي وهي التوقف عن تناول القهوة أو الشاي في الصباح قبل بدء شهر رمضان بأسبوع على الأقل، عندها يعتاد الجسم على انخفاض معدل الكافيين ولن تحدث حالة العصبية والصداع بنفس المقدار مع بدء الصيام.
ارتفاع ضغط الدم في رمضان
إذا كنتِ ممن يعانون من مرض الضغط وتأخذين أدوية يومية محددة، فإن ترحيل مواعيد هذه الأدوية وعكس النظام الغذائي يسبب الصداع لمرضى ارتفاع ضغط الدم، والحل هو تجنب الأطعمة المليئة بالأملاح والدهون، بالإضافة إلى تناول الأدوية بانتظام بعد الإفطار وعدم إهمالها.
وفي كل الأحوال، عليكِ استشارة الطبيب قبل بداية الصوم ومعرفة تأثيره على صحتك، وفي حالة نصيحته بعدم استكمال الصيام عليكِ أن تفطري فورًا.
الجيوب الأنفية والصداع
يحتاج مريض الجيوب الأنفية إلى تناول الماء والسوائل بكثرة، لتجنب أعراض الجيوب الأنفية المزعجة وأولها الصداع، لذلك يعاني مريض الجيوب الأنفية في الصيام، لأنه لا يستطيع شرب الماء، ما يسبب أحيانًا جفافًا شديدًا يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية، مسببًا الصداع المزمن والدوار.
والحل هنا تناول كميات كبيرة من السوائل والمياه، بما لا يقل عن ثلاثة لترات بين فترة الإفطار والسحور، وتجنُّب الوجود في الأماكن الحارة والجافة والمليئة بالأتربة قدر الإمكان خلال ساعات الصيام.
قلة النوم في رمضان
يسبب كل من السهر والأرق والتوتر والقلق النفسي حدوث صداع شديد في الصباح، وفي رمضان لا يحصل الجسم على كفايته من النوم، بسبب تغيير عادات النوم فجأة، لأن غالبية الناس يعتادون في رمضان على قضاء الليل بالكامل مستيقظين والنوم في ساعات الصباح بعد السحور، وبذلك فإن عدم حصول الجسم على الراحة الكافية خلال الليل، إلى جانب الصيام يؤديان إلى زيادة الشعور بالصداع.
كيفية التخلص من الصداع في أثناء الصيام
- الاهتمام بالتغذية السليمة وتناول العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم في فترة الإفطار والسحور وما بينهما، ومن أهم هذه العناصر: الفواكه والخضروات والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة والتمور لاحتوائها على نسبة جيدة من السكر غير المصنع.
- شرب ما لا يقل عن لترين من الماء في الفترة بين الإفطار والسحور، فالجسم يحيا بالماء، ونقص الماء من الجسم خلال ساعات الصيام، يكون سببًا في بعض الأعراض الجانبية السيئة للصيام، فاهتمي بشرب الماء وتناول الخضروات التي تحتوي على نسب مرتفعة من الماء مثل: الخيار.
- لا تتناولي الكافيين في رمضان، وإن كان لا بد فكوب واحد من القهوة بعد الإفطار يكفي تمامًا، وتوقفي عن تناول المشروبات الغازية والحلويات الغنية بالسكر.
- لا تعطي جسمك أكثر من حاجته من الطعام، فالإسراف في تناول الطعام لا يفيد الجسم، بل يضره ويجعله في قمة الإرهاق في اليوم التالي وليس العكس.
- احصلي على قدر كافٍ من النوم في الليل، على الأقل حاولي النوم لمدة ثلاث إلى أربع ساعات ليلًا، واستكملي البقية في ساعات النهار، لكن المهم أن تحصلي على عدد ساعات من النوم ليلًا.