يحدث الصداع المرتبط بفرط تناول الأدوية أو ما يطلق عليه الصداع الارتدادي بسبب تناول أدوية معينة بشكل منتظم ولفترة طويلة، وتختلف علامات الصداع الارتدادي وأعراضه، ويتسم بأنه يحدث كل يوم تقريبًا، وفي كثير من الأحيان يوقظك من النوم في الصباح الباكر، كما ستشعرين بتحسن مع تناول أدوية تخفيف الألم، ولكن لا يلبث الصداع أن يعود مرة أخرى بعد زوال أثر الدواء. وقد تشمل علاماته وأعراضه الأخرى: الغثيان وصعوبة التركيز ومشكلات الذاكرة والتهيُّج. في موضوعنا نجيب سؤال: هل تسبب مسكنات الألم الصداع.
هل تسبب مسكنات الألم الصداع؟
الإجابة: نعم، قد تسبب مسكنات الألم الصداع، لكن حال فرط استخدامها، ويطلق على هذه الحالة الصداع الارتدادي، ويحدث ذلك عند تناول المسكنات لعلاج الصداع بشكل منتظم ولفترة طويلة، مثل أدوية الصداع النصفي. تُخفف المسكنات آلام الصداع العرضي. ولكن إذا كنت تتناولينها أكثر من يومين في الأسبوع، فإنها قد تُؤدي إلى حدوث الصداع الارتدادي.
لا يعرف الأطباء حتى الآن بالضبط لماذا يؤدي تناوُل جرعات زائدة من الدواء إلى الصداع الارتدادي، وتختلف مدى خطورة تطوره باختلاف نوع المسكن، لكن على كل حال فإن أي مسكن صداع قوي تصاحبه احتمالية حدوث الصداع الارتدادي بما في ذلك:
- مسكنات الألم البسيطة، مثل الأسبرين والأسِيتامينُوفين، خاصة حال تخطي الجرعات اليومية الموصى بها.
- مجموعة مسكنات الألم، مسكنات الألم التي تباع دون وصفة طبية (OTC) والتي تحتوي مكوناتها على الكافيين والأسبرين والأسِيتامينُوفين، هي الأسباب الشائعة لهذه المشكلة.
- أدوية الصداع النصفي، تتمتع بدرجة متوسطة من خطر الإصابة بالصداع الناجم عن الجرعات الزائدة.
- الأَفْيونِيَّات، مسكنات الألم المشتقة من الأفيون والتي تشمل مجموعات الكودايين والأسِيتامينُوفين تتمتع بدرجة عالية من خطر الإصابة بالصداع الناجم عن الجرعات الزائدة.
كذلك الجرعات اليومية من الكافيين سواء كان في القهوة أو الصودا أو غيرها من المنتجات التي تحتوي على منبه خفيف، قد تصبح أيضًا وقودًا للصداع الارتدادي.
تشتمل عوامل الخطر الخاصة بالإصابة بحالات الصداع الناتجة عن فرط استخدام الأدوية:
- وجود تاريخ مع حالات الصداع المزمنة، خاصة حالات الشقيقة (الصداع النصفي).
- الاستخدام المتكرِّر لأدوية الصداع، يزيد خطر الإصابة لديك عند استخدام مسكن الألم العادي لأكثر من 15 يومًا في الشهر، وفي بعض المسكنات الأقوى يزيد الخطر عند استخدامها لمدة عشرة أيام أو أكثر في الشهر، خاصةً إذا استمرَّ الاستخدام المتكرر ثلاثة أشهر أو أكثر.
مسكنات الألم الطبيعية
على مدار التاريخ، استخدم الناس الزيوت العطرية والأعشاب والعلاجات البديلة كمسكنات طبيعية، لم تُدرس كل هذه الخيارات بشكل كامل، لكن تشير الأبحاث إلى أن بعضها يمكن أن تساعد، إليك عدة خيارات لمسكنات الألم الطبيعية التي أثبتت الدراسات فاعليتها، والتي يمكنك الاستعانة بها بدلًا من الأدوية المسكنة:
- زيت اللافندر الأساسي، قد يساعدك على تخفيف الألم بشكل طبيعي، كما يساعد على النوم والاسترخاء. لا تنظم إدارة الغذاء والدواء (FDA) حاليًا مكونات وجرعات الزيوت العطرية، لذا استخدميها بحذر، وتحدثي دائمًا إلى الطبيب قبل استخدام أي زيوت أساسية جديدة، ولا تتناولي الزيوت العطرية لأنها قد تكون سامة، وإذا كنت تستخدمين زيتًا موضعيًا فخففيه دائمًا في زيت ناقل قبل الاستعمال.
- زيت إكليل الجبل، زيت عطري أساسي آخر قد يخفف الألم.
- زيت النعناع العطري، يشير بعض الأبحاث إلى أن نبات النعناع له تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات ومساعدة على تخفيف الآلام. غالبًا ما يستخدم الناس زيت النعناع الأساسي المخفف كعلاج موضعي بفركه في المنطقة التي يشعرون فيها بالألم.
- زيت الكافور الأساسي، قد يساعد على تقليل الألم والتورم والالتهاب في الجسم.
- القرنفل، استخدم في الطب التقليدي كعلاج منزلي لتسكين ألم الأسنان، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة مدى فاعليته في تخفيف أنواع الألم الأخرى.
- الكابساسين، وهي المادة الموجودة في الفلفل الحار، استخدمت لتخفيف الآلام بشكل طبيعي. يمكن أن تسبب هذه المادة إحساسًا خفيفًا بالحرقة أو الوخز عند استخدامها موضعيًا.
- الزنجبيل، يقترح الباحثون أنه قد يسرع من التعافي ويقلل الالتهابات المرتبطة بالتمارين.
- الاقحوان، وهو نبات طبي، تشمل استخداماته التقليدية علاج الحمى والصداع النصفي والتهاب المفاصل الروماتويدي وآلام الأسنان وآلام المعدة بالإضافة إلى زيادة حليب الثدي.
- الكركم، له خصائص تخفف الآلام.
- العلاج بالإبر، تعمل هذه الممارسة الطبية الصينية القديمة على تخفيف الألم بموازنة مسارات الطاقة الطبيعية في الجسم.
- اليوجا، ممارسة للتأمل الجسدي قد توفر لك طريقة لإدارة الألم بشكل طبيعي.
- تمارين التأمل واليقظة، في الآونة الأخيرة يتجه الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن إليها كعلاج طبيعي بشكل متزايد. لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث بخصوص فاعليتها، لكن الدراسات الأولية واعدة.
ختامًا وبعد إجابتنا سؤال هل تسبب مسكنات الالم الصداع، عادة ما يتوقف الصداع الارتدادي عند التوقف عن تناول مسكنات الألم. قد يَكون ذلك صعبًا على المدى القصير، ولكن يمكن أن يساعدك الطبيب في التغلب على الصداع المرتبط بفرط تناول الأدوية لتخفيف الألم على المدى البعيد.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".