يكبر أطفالنا سريعًا، ويصبح لديهم شخصيات مستقلة ورغبات وأحلام مختلفة، ويسعون لتحقيقها والوصول إليها بطريقتهم الخاصة، فبعد أن كان طفلكِ يعتمد عليكِ في كل شيء أصبح الآن يقرر ما يريد أن يفعله، وما لا يرغب في فعله، ويأتي دوركِ في البحث عن طرق لإقناعه بأداء بعض الأنشطة والمهام الضرورية وتشجيعه على إنجازها دون تذمر أو ملل.
يحتاج الطفل إلى التشجيع والتحفيز لأداء بعض الأنشطة اليومية مثل تنظيف أسنانه، وتناول وجبته، وأداء فروضه المنزلية، وغيرها من المهام التي قد يراها صعبة ومملة، ويأتي دوركِ في ابتكار طرق لتشجيعه على أدائها بمتعة ومرح، لذا تقدم لكِ "سوبرماما" في هذا المقال بعض الوسائل الفعالة لتشجيع الطفل وتحفيزه لتختاري منها ما يناسبكما.
كيف أشجع طفلي على إنجاز مهامه اليومية؟
1. تجنبي المكافآت
قد تكون فكرة تقديم مكافآت ولو بسيطة للطفل عقب إنجازه إحدى المهام المطلوبة منه جيدة وفعالة على المدى القصير، ولكن مع مرور الوقت يعتاد على انتظار مقابل لإنهاء أي عمل يُطلب منه، ويصبح سلوكه معتمدًا على الجوائز والمكافآت المادية، بل إنه في كثير من الأوقات يتوقف عن إنجاز الأنشطة التي عليه تأديتها فور توقف حصوله على المكافآت، حتى وإن كان النشاط ممتعًا له مثل الرسم أو التلوين، بالإضافة إلى أن المكافآت لا تسمح له بإدراك أهمية التصرفات الجيدة مثل ترتيب غرفته والنوم مبكرًا.
كيف نكافىء أبنائنا بدون أن تتحول المكافأة لرشوة؟
2. تحدثي معه عن أهمية دوره
من أفضل الوسائل لتشجيع طفلكِ على إنجاز مهمة بعينها أن تتحدثي معه عن أهميتها، وأن لكل فرد في الأسرة دور مهم وعليه أدائه، ناقشي واستمعي إلى وجهة نظره بهدوء في حالة رفضه لأداء إحدى المهام الموجهة إليه، مع تجنب استخدام وسائل الإجبار أو التهديد أو العقاب في حالة عدم أدائه لها، فمثلًا إذا كان لا يرغب في ترتيب غرفته الآن لأنه متعب، يمكنكِ أن تقترحي عليه أن يأخذ قسطًا من الراحة وتناول عصير منعش، ثم بعد ذلك يبدأ في ترتيبها، وهكذا.
3. امدحي مجهوده أيًّا كانت النتائج
كشأننا نحن الكبار، يحتاج الطفل للشعور بالتقدير والمدح عندما يحاول إنجاز عمل ما، امدحي محاولاته حتى وإن لم تكن ناجحة، وتجنبي كلمات المدح العامة مثل: "أنت شاطر" أو "برافو"، بل صفي فعله وامدحيه مثل: "لقد حاولت ربط حذاءك بشكل جيد اليوم، أنا متأكدة أنك ستتمكن من ربطه بإحكام أكثر في المرة القادمة".
? كلمات تشجيع احذري قولها لطفلك!
4. اختاري مهمات مناسبة لقدراته
ثقي بطفلكِ وأخبريه بذلك دائمًا، ووكلي إليه مهامًا بسيطة ملائمة لسنه وقدراته، مثل فرز الغسيل الملون والأبيض، أو تحضير مائدة الطعام معكِ، أو إعادة ألعابه إلى مكانها، ولا تكلفيه بإنجاز مهام صعبة فيشعر بالإحباط والفشل عندما لا يستطيع إكمالها.
? حسب سن طفلك، خطوات لتعليمه الاعتماد على النفس
5. ابتكري ألعابًا جديدة
قد يرى طفلكِ مهمة جمع ألعابه وترتيبها مهمة شاقة ومملة، ولكن يمكنكِ تحويلها إلى لعبة ممتعة، فبدلًا من أن تطلبي منه بشكل مباشر أن يجمع ألعابه المبعثرة ويعيدها إلى أماكنها، اختاري دمية مفضلة لديه وحدثيه من خلالها، مثل أن يطلب منه الدب الصغير البحث عن أصدقائه التائهين في المنزل، وهكذا يمكنكِ ابتكار آلاف الألعاب الممتعة لطفلكِ لإضافة جو من المرح عند أداء مهامه اليومية.
6. لا تبالغي في صرامة القواعد
تذكري أن طفلكِ سيرفض ما تطلبينه منه بمجرد شعوره بأنه مجبر على تنفيذه، لذا لا تبالغي في صرامة القواعد، ودعيه يشعر بأنه لديه خيارات، فمثلًا اعرضي عليه عدة مهام واجعليه يختار منها ما يريد أداءه اليوم، أو سؤاله إذا ما كان يرغب في غسيل أسنانه قبل الاستحمام أم بعده، فبهذه الطرق يشعر بأنه متخذ القرار ويؤدي مهامه بحماس وشغف.
7. كوني قدوة جيدة
تذكري أنكِ مرآة طفلكِ ومثاله الأعلى، ولذلك يجب أن تكوني قدوة جيدة له، فمثلًا أفضل طريقة لتشجيع طفلكِ على القراءة هي أن يشاهدكِ تقرئين باستمرار، وفي المقابل لا تطلبي منه شيئًا وتفعلي عكسه، فمثلًا ليس من المنطقي أن تطلبي منه التحدث بصوت منخفض بينما يشاهدكِ تصرخين في المنزل أغلب الوقت، لذا راقبي تصرفاتكِ وتحكمي بانفعالاتكِ أمام طفلكِ، وسينعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته بشكل عام.