لا يوجد طفل لا يحب اللهو واللعب، وما لا يدركه الأطفال وبعض الأمهات أيضًا، أن ألعاب الطفل تؤثر في شخصيته بشكل أو بآخر، ومع أن هدفها الأساسي إمتاع الطفل وشغل وتسليته وقت فراغه، فإنها قد تقدم له فوائد عديدة، أبرزها تنمية مهاراته الحركية والعقلية والاجتماعية والتعليمية، لذا لا يجب أن تمتع الأم طفلها من اللعي والاكتشاف، لمساعدته على التطور. في هذا المقال نستعرض معكِ تأثير ألعاب الطفل على شخصيته، والألعاب المفيدة في مرحلة الطفولة بشكل عام.
تأثير ألعاب الطفل على شخصيته
تتنوع أشكال ألعاب الأطفال، فمنها ما هو حر ويندرج تحته اللعب الاستكشافي والابتكاري واللعب الرياضي وغيرها من الألعاب التي تعتمد على قدرات الطفل وخياله، وألعاب أخرى شهيرة كالفيديو التي أصبحت تستقطب عددًا كبيرًا من الأطفال، وفيما يلي نخبركِ بتأثير هذه الألعاب في الأطفال:
ألعاب الفيديو للأطفال
رغم ما يعتقده كثير من الآباء والأمهات، ليست كل ألعاب الفيديو تضر الطفال، فهي أحد الأشكال التفاعلية التي تنمي مهارات الطفل المختلفة، وتدخله في عالم افتراضي يحمل بعض المحاكاة للعوالم الخارجية، لذا فإن لها بعض الفوائد مثل:
- تعزيز مهارة حل المشكلات: ألعاب الفيديو تعزز لدى الأطفال المهارات العقلية وسرعة البديهة واتخاذ القرار وحل المشكلات، وهو ما يفيده في حياته العملية بعد ذلك.
- تكوين صداقات: تخلق ألعاب الفيديو أرضية مشتركة للأطفال لتكوين صداقات، فمن خلالها يمكنهم توسيع دائرة أقرانهم في سن مبكرة.
- تنمية مهارة القيادة: عندما يلعب الأطفال في مجموعات، تزيد الثقة بالنفس لدى كل طفل على رأس مجموعة، لذا تساعد ألعاب الفيديو على تعزيز مهارة القيادة لدى الأطفال.
- تعريفهم بثقافات مختلفة: تعرف الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت الأطفال بأقران آخرين من مختلف الأعمار والجنسيات، ما يمنحهم فرصة للتعرف إلى لغات وثقافات مختلفة.
مع ذلك رغم هذه المميزات، فإنتِ بحاجة إلى متابعة جيدة لطفلكِ، خاصة عند تعرفه إلى أصدقاء جدد عبر الإنترنت.
الآثار السلبية:
رغم الفوائد التي تعرفتِ إليها في الفقرة السابقة، فألعاب الفيديو يمكن أن تشكل خطرًا على شخصيات الأطفال، فمن عيوبها:
- تعليم الأطفال العنف: الأطفال الذين يشاهدون كثيرًا من مشاهد محاكاة العنف في ألعاب الفيديو، يمكن أن يكتسبوا مع الوقت بعض السلوكيات العنيفة والسيئة.
- الميل إلى الانطواء والعزلة: قد تزيد ألعاب الفيديو ميل إلى العزلة والانطواء، ويأخذ من وقتهم في ممارسة أنشطة مهمة أخرى، كالقراءة والرياضة والرسم والإبداع، حتى التفاعل مع الأسرة.
- التأثير في الأداء الدراسي: الأطفال يجبون اللعب ويفضلونه على المذاكرة بكل تأكيد، لذا فقد تؤثر ألعاب الفيديو في الأداء الدراسي للطفل، وهنا يأتي دور الأم في موازنة الأمر، وتحديد مواعيد معينة للعب.
اللعب الحر للأطفال
يختلف اللعب الحر للأطفال عن ألعاب الفيديو في أنه مفيد في جميع حالاته، تحتاجين فقط إلى اختيار الألعاب المناسبة لسن الطفل، ومن أبرز أشكال اللعب الحر الرسم والتلوين والركض والتسلق والتأرجح والقراءة وغيرها، وهذه أهم مميزاته:
- تحفيز وظائف الدماغ: يمكن أن يعزز اللعب عمل دماغ الطفل بعدة طرق، فهو خلال اللعب الحر غير الذي لا توجد له قواعد محددة أو خطوات بعينها يجب أن يسير عليها، يعتمد كل الاعتماد على تفكيره، وسرعة بديهته، وثقة بنفسه، وكل ذلك يعزز عمل الجهاز العصبي للطفل، وتحفيز مهاراته العقلية.
- تطوير الذكاء والقدرات الذهنية: اللعب المبكر يرتبط بذكاء أعلى في وقت لاحق من عمر الطفل، فهو يعزز عمل الدماغ -كما ذكرنا- وينمي والمهارات الذهنية والعقلية واللغوية للطفل، وهو شرارة الإبداع الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتوسيع المدارك والقدرة على التخيل.
- تعزيز التواصل والمهارات اللغوية: من الجيد أن اللعب والتواصل مع الآخرين مهم للطفل، ويزيد ثقته بنفسه، وهو ما يشجعه على التعبير عن نفسه بشكل أفضل.
- تطوير المهارات الاجتماعية: اللعب الحر مع الآباء والأمهات والأشقاء والأقران، فرصة مهمة لتكوين علاقات اجتماعية ناجحة للطفل، فاللعب الجماعي يحتاج إلى التواصل والحديث والتعاون وضبط النفس، وكل ذلك يؤهله لحياته في الكبر فيما بعد.
- تعزيز الصحة البدنية والعقلية: الحركة تعزز الدورة الدموية في الجسم، وهو ما يفيد صحة الطفل البدنية، بالإضافة إلى تقوية عضلاته، وتحسين قدرته على التحمل، وهذا كله يصب في الصحة العقلية أيضًا.
- محاكاة الحياة: يساعد اللعب الأطفال على تطوير قدرتهم على حل المشكلات، فعندما يتعامل الأطفال مع آخرين من خلال اللعب، فإنهم يخوضون مواقف متعددة ويتعاملون مع عقليات مختلفة، وهو ما يمثل نوعًا من المحاكاة لحياته المستقبلية.
ألعاب للطفل تنمي شخصيته بشكل إيجابي
أي لعبة مهما كانت بسيطة تنمي شيئًا ما في قدرات طفلكِ وتطور مهاراته في مراحله العمرية المختلفة، وفيما يلي بعض الألعاب التي تنمي عقل الأطفال بشكل إيجابي في مجالهم المفضل، وسيكون لعبك أنتِ ووالده معه فرصة عظيمة للاستفادة من باقي فوائد اللعب الحر:
لعبة كوتي "cootie": إحدى ألعاب الزهر، وهي مناسبة للأطفال محبي الرياضيات، وتساعد على تعليم الأطفال العد والأرقام وقراءة الرسم البياني.
لعبة روبوت السلاحف"Robot Turtles": لعبة المبرمجين الصغار، وتساعد الأطفال على التعرف إلى علوم الكمبيوتر المختلفة وتعلمها، عبر عدة مستويات.
لعبة الأنهار والطرق والسكك الحديدية "Rivers, Roads And Rails": مناسبة للأطفال محبي الدراسات الاجتماعية والجغرافيا، ووتعلمهم الخرائط وأنظمة النقل، عبر الأنهار والطرق والسكك الحديدية.
لعبة الأقمار والكواكب "Moons & Planets: Solar System Memory": هذه اللعبة تأخذ طفلكِ في جولة على الفضاء، وتعرفه بالفلك والنظام الشمسي والأقمار والكواكب.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى تأثير ألعاب الطفل على شخصيته، ننصحكِ بعدم منع طفلكِ من اللعب، لا مانع من تحديد وقت معين له، حتى لو نصف ساعة يوميًّا، فمع تنظيم وقته لن يؤثر اللعب في دراسته أو أنشطته الأخرى، بل سيفيده في تعزيز مهاراته المختلفة.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، من خلال زيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".