الأم والأب هما قدوة الطفل الأولى في كل شيء، فهما أول من تقع عليهما عيناه بعد ولادته، وخلال مراحل عمره الأولى، وكما يكتسب منهما السلوكيات الجيدة، فهو يتأثر بالسيئ منها أيضًا، لذا يجب أن ينتبه الوالدان جيدًا لهذا الأمر، لأن الطفل يقلد ما يفعلانه، حتى لا يفاجآ بتصرفات غير جيدة من الطفل يلام عليها فيما بعد، رغم أنه اكتسبها منهما. في هذا المقال نخصص حديثنا عن كيفية حماية الابن من صفات الأب السيئة، لينشأ طفلًا سويًّا، ودور الآباء في تربية الأبناء، فتابعي القراءة.
كيفية حماية الابن من صفات الأب السيئة
يقلد الأطفال الآباء في كل شيء، سواء كان أمرًا صحيحًا أو خاطئًا، فهم لا يميزون بين الخير والشر، فالأب والأم هم النموذجان الأوليان بالنسبة للطفل، ويتعلم من خلالهما كل شيء في الحياة، وبالنسبة للأب قد يكون تأثيره سلبًا في الطفل عندما يقلده في حركات وأفعال سيئة، كتريد الألفاظ الخارجة أو العصبية أو كسر الأشياء، ويمتد هذا التأثير أحيانًا ليصل إلى أذى الطفل بشكل مباشر، حتى وإن كان الأب لا يقصد إهانة الطفل، سواء عن طريق الضرب أو السب أو التنمر والمقارنة بينه والآخرين. يمكنكِ حماية طفلكِ من هذه التأثيرات المختلفة باتباع النصائح الآتية:
- تحدثي مع زوجك: حاولي التحدث مع الأب بشأن تصرفاته مع طفلكما بطريقة لبقة وأسلوب هادئ يتسم بالحكمة، خاصة إذا كان عنيدًا وغير مرن، ويحتاج إلى التعود على التحكم في تصرفاته أمام طفله تدريجيًّا.
- علمي طفلكِ قيمة احترام الذات: يجب أن يتعلم طفلكِ أن للآخرين حدودًا لا يجب أن يتعدوها معه، كعدم التعرض له أو إهانته جسديًّا أو لفظيًّا، ويجب أن تنبهي زوجكِ لهذه النقطة عند التعامل معه، حتى لا يربي طفلًا ضعيف الشخصية ومهزوزًا وغير واثق في نفسه.
- أشعري طفلكِ بالأمان: يمكن أن يشعر طفلكِ بالافتقاد إلى الأمان بسبب تصرفات أبيه معه، وهنا دورك أن تبقيه آمنًا، وتشعريه بأن هناك من يقف بجانبه ويحميه دائمًا.
- الجئي للقانون: إذا كنتِ منفصلة عن زوجك، ويؤثر ذلك بطريقة سلبية في طفلكِ، استخدمي القانون لحماية طفلكِ من التعرض لأي سوء من أبيه، وعند رؤيته الطفل، يجب أن تكون تحت إشراف أحد المسؤولين.
- عالجي طفلكِ: إذا لاحظتِ أي تأثر سلبي في طفلكِ جسديًّا أو نفسيًّا، فلا تترددي في الذهاب إلى طبيب مختص لمساعدته على تخطي حالته، حتى لا يتفاقم الأمر.
- تحدثي مع طفلكِ: استغلي هذه المواقف في تعليم طفلكِ قيمًا مختلفة، كأن الحياة تحمل الخير والشر، وبها الأمور الجيدة والسيئة، ودورنا الالتزام بالصفات الحميدة، وتعلم كيف يمكننا أن نكون أقوى مع كل مشكلة أو موقف سلبي نتعرض له.
كيف تشعرين طفلكِ بالأمان؟
قد يعاني طفلكِ بسبب صفات الأب السيئة عدم الشعور بالأمان، لذا نقدم لكِ بعض الطرق التي يمكنها مساعدتكِ على علاج هذه المشكلة:
- أعطي طفلكِ من وقتك اليومي اهتمامًا ورعاية زائدين عند إحساسه بهذا الشعور، وطمئنيه ليشعر بأنكِ جانبه.
- احتضنيه باستمرار لكي يشعر بحبكِ وحنانكِ، وقبليه من حين لآخر، فيجب أن يعلم أنه محبوب.
- امدحيه وثمّني أفعاله الجيدة باستمرار، واجعليه مصدر فخرك دائمًا أمام أقاربك وأصدقائك.
- استمعي إليه في كل الأوقات، وانصتي إلى مشكلاته وآلامه، وحاولي حلها بهدوء وحكمة دون قلق أو توتر.
- قوِّي مهاراته ومواهبه، ونمّيها باستمرار، وامنحيه المكافآت عند تقدمه في الدراسة أو الأنشطة المختلفة.
دور الآباء في تربية الأبناء
ينحصر دور الأب في معظم الأسر على الإنفاق وتلبية احتياجات الأسرة، وتوفير المتطلبات الخاصة بالمعيشة والتعليم وغير ذلك، ولكن الحقيقة هذا الدور لا بد أن يصاحبه بعض الجوانب الأخرى أيضًا مثل:
- التربية: يرى الأبناء آباءهم قدوة ومثالًا يحتذى به مستقبلًا، فالابن يرغب في أن يصبح مثل والده، والابنة ترغب في أن تتزوج بشخص مثل أبيها، حتى ولو لم يكن الشخص الأفضل على الإطلاق، لذا عليه أن يكون الأب المثالي لكليهما.
- التشجيع والمشاركة: لا يقتصر دور الأب على مشاركة اللعب والأنشطة والأمور الترفيهية مع أبنائه مرة أسبوعيًّا أو وقت العطلات فقط، وإنما هو أمر ضروري لتوطيد الصلة بينه وأبنائه، وإكسابهم خبراته الحياتية المختلفة، بالإضافة إلى أهمية تحفيزه لهم وتشجيعهم الدائم على التقدم في نواحي الحياة المختلفة.
في النهاية، يؤثر الآباء بصورة كبيرة في الأبناء، لذلك إذا كان الأب يؤثر في طفله سلبًا، فقد قدمنا لكِ طرق حماية الابن من صفات الأب السيئة، وكيف يمكنكِ جعل طفلك يشعر بالأمان في وجودكِ.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".