ما ضرورة تطعيم الالتهاب السحائي للأطفال؟

تطعيم الالتهاب السحائي

يعد الالتهاب السحائي واحدًا من أشد الأمراض البكتيرية المعدية خطرًا على صحة وحياة الإنسان، فهو يؤثر على السحايا أو الأغشية المغلفة للمخ والحبل الشوكي، ما يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في المخ، بل وإلى الوفاة في 50% من الحالات، وهنا تأتي أهمية تطعيم الالتهاب السحائي.

ويعد ظهور حالات مصابة بالالتهاب السحائي مؤشرًا على إمكانية تحول الإصابة إلى وباء في البلد أو المنطقة، وتقع إفريقيا على رأس قائمة مناطق وباء الالتهاب السحائي في العالم.

ويرتبط انتشار مرض الالتهاب السحائي بشكل عام بالمناطق المزدحمة مثل المدراس أو ثكنات الجيش أو المواسم المزدحمة مثل الحج والعمرة، ففي مثل هذه الحالات تنتقل الإصابة بشكل مباشر وسريع مسببةً حدوث الوباء. في هذا المقال، سنتحدث عن الحالات التي يجب فيها إعطاء تطعيم الالتهاب السحائي للأطفال ومتي يمكن الاستغناء عنه.

هل يعد تطعيم الالتهاب السحائي تطعيما أساسيا؟

لا يدرج التطعيم ضد الالتهاب السحائي ضمن قائمة التطعيمات اللازمة للطفل في معظم بلدان العالم إلا لفئات معينة من المجتمع، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يوصي مركز السيطرة على الأمراض بتطعيم جميع طلبة المدارس في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة، ثم إعطاء جرعات منشطة حتى سن 18 سنة. بينما يتفق معظم التوصيات في كثيرٍ من البلدان العربية بإعطاء التطعيم بدءًا من سن سنتين للأطفال، وهو سن دخول الحضانة، ثم إعطاء جرعات منشطة كل سنتين وحتى سن الانتهاء من التعليم المدرسي.

ويتم كذلك إعطاء جرعات التطعيم لكل أهل البلد فوق سن العامين، في حالات حدوث وباء عام لا قدر الله.

متى يجب إعطاء تطعيم الالتهاب السحائي؟

بصورة عامة يجب إعطاء التطعيم ضد مرض الالتهاب السحائي في الحالات التالية:

  • الأطفال من سن 11 إلى 18 سنة.
  • أي شخص تعرض للتعامل مع مصاب خلال فترات الأوبئة.
  • المسافر إلى مناطق وباء الالتهاب السحائي في الصحراء الإفريقية.
  • المجندون.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة.
  • الأشخاص الذين يتم استئصال طحالهم.

متى يتم الاستغناء عن تطعيم الالتهاب السحائي؟

بالرغم من الأهمية الكبيرة لتطعيم الالتهاب السحائي، فإن هناك حالات يمنع فيها استعمال التطعيم لفئات معينة، حتى في حالات حدوث وباء:

  • الإصابة بالحساسية عند التعرض لجرعة سابقة من تطعيم الالتهاب السحائي.
  • المرأة الحامل أو المرضع، ويمكن في بعض الحالات عند التعرض للمخالطة المباشرة مع المريض، أن يقوم الطبيب بتقييم الفوائد مقابل المخاطر لإعطاء التطعيم.
  • الإصابة بدور برد حاد.
  • المرضى المصابون بمتلازمة "غيلان باريه".

ما الآثار الجانبية لتطعيم الالتهاب السحائي؟

تنقسم الآثار الجانبية للتطعيم ضد الالتهاب السحائي إلى:

  • آثار جانبية خفيفة، وتحدث في 50% من الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، وتشمل احمرار أو حدوث ألم في مكان إعطاء التطعيم.
  • آثار جانبية حادة، وهي نادرة الحدوث، مثل: الإصابة بالحمى أو الضعف العام.
  • الحساسية لمكونات التطعيم، والتي قد تؤدي لسرعة في ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، وحتى الإحساس بالاختناق.

عزيزتي الأم، إن تطعيم الالتهاب السحائي للأطفال في سن المدرسة كل عامين، يعد الضمان الأكيد لوقاية طفلك من الإصابة في حالة حدوث الوباء. ويفضل أن يكون التطعيم دوريًّا ولا يرتبط بحدوث وباء من عدمه، فانتظار حدوث وباء لإعطاء التطعيم للطفل يمكن أن يحمل خطر التعرض للإصابة قبل الحصول على الجرعة، ويحمل كذلك خطر عدم توفر الجرعات عند حدوث الوباء نفسه.

عودة إلى أطفال

د. نوران صادق

بقلم/

د. نوران صادق

طبيبة أربعينية وأم لأربعة أطفال، أمتلك خبرة جيدة في مجاليّ الطب والتعليم، أهتم كثيرًا بأمور المنزل والتغذية وتربية الأولاد.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon