هل سيذهب طفلك الصغير للتطعيم قريبًا، ولكنه يخشى الحقنة والألم الذي تسببه له؟ قد تجدين صغيرك يعبر عن خوفه بالصراخ أو رفض الخروج من المنزل أو حتى تمثيل المرض والالتصاق بكِ، وهنا يأتي دورك في طمأنته وتهدئته بخطوات بسيطة حتى تمر مدة التطعيمات بسلام. وتطعيم الأطفال إجباري في مصر والبلدان العربية. ونحاول في هذا المقال، تقديم بعض النصائح بخصوص تطعيم الأطفال وأهميته والمخاوف المتعلقة بأعراضه الجانبية.
هل يمكن الاستغناء عن تطعيم الأطفال؟
في الآونة الأخيرة، ظهرت دعوات عديدة للعودة إلى الطبيعة والاستغناء عن تطعيم الأطفال دون وجود دراسات حقيقية تؤكد صحة هذه الدعوات. والشيء الثابت والحقيقي، أنه منذ بدء نظام التطعيمات في العالم ضد أمراض وأوبئة بعينها، اختفت بعض الأمراض نهائيًا أو قلت معدلات الإصابة بها. ليس هذا فحسب، فالأهم من ذلك أنه حتى إذا أصيب الطفل ببعض الأمراض التي تم إعطاؤه تطعيمات ضدها، فإنها تصبح أقل ضررًا ودون مضاعفات خطيرة.
فإذا لم يأخذ طفلك تطعيم الجدري وأصيب بالمرض بشكل طبيعي، فهو معرض للإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد، وإن أصيب بفيروس شلل الأطفال دون تحصين، فهو عرضة للإصابة بالشلل طوال حياته، وإذا أصيب بفيروس النكاف دون تطعيم، فهو عرضة للإصابة بالصمم طوال حياته.
أهمية تطعيم الأطفال
- المناعة الطبيعية مهمة، والتطعيمات تزيد هذه المناعة الطبيعية، لأنها تعرض الطفل للفيروسات والبكتيريا بنسب ضئيلة جدًا، تساعد في زيادة وتحفيز مناعة الطفل الطبيعية.
- تطعيم الأطفال يقلل من مضاعفات الأمراض والأوبئة إذا أصيب بها طفلك حتى بعد التطعيم، فإصابة الطفل بعد التطعيم بفيروس الجدري ستكون خفيفة ولن تسبب له التهابًا رئويًا، وإذا أصيب بمرض النكاف مثلًا، فلن يسبب له الصمم.
- التطعيمات ساعدت كثيرًا في القضاء على الكثير من الأوبئة التي اجتاحت العالم في أزمنة سابقة، فقد تم القضاء على الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا وغيرها، لذلك ينصح جميع الأطباء بالحصول على التطعيمات الإجبارية للأطفال، فاحرصي عليها.
نصائح تشجع طفلك على تناول التطعيمات
- احكي له حكاية صغيرة عن التطعيمات بشكل مبسط، وكيف أنها تساعد على إبعاد الأمراض عنّا، وتجعلنا أكثر صحة وقوة في مواجهة المرض، كرري هذه الحكاية أكثر من مرة بصوت هادئ ومرح وتمثيل بالدمى والألعاب المفضلة لديه، حتى يفهم الفكرة والهدف من وراء التطعيمات، ويستوعب أنها شيء جيد وليس عقابًا.
- لا تخيفيه أبدًا من الطبيب أو الحقنة أو الدواء، عندما لا يطيعك، أو عندما ترغبين في تهديده وعقابه، فذلك سيجعل الأمر صعبًا عليه أكثر، بل اشرحي له عملية التطعيم ببطء وبالصور، وأخبريه بأن الحقنة في المرة المقبلة لن يشعر بها كثيرًا إذا أغمض عينيه وحاول التفكير في أمر آخر.
- عديه بمكافأة أو لعبة يحبها إذا ذهب لتناول التطعيمات معكِ دون بكاء أو خوف، حفزيه وأخبريه بأنه بطل وقوي وأوفي بوعدك معه.
- مهدي له الأمر ولا تفاجئيه، أخبريه بموعد التطعيم قبلها بعدة أيام وهيئيه نفسيًا، لأن المفاجأة يمكن أن تصيبه بالخوف.
- اطلبي من الطبيب أن يغطي الحقنة بإحدى الألعاب المفضلة لطفلك، لإلهائه خلال أخذ التطعيم، حتى لا ينزعج من مظهرها أو يتذكر الألم.
الأعراض الجانبية للتطعيم
الأعراض التي تظهر على طفلك بعد التطعيم، يسيرة وسهلة العلاج. تعرفي عليها ولا داعٍ للقلق.
- شعور طفلك بألم مكان الحقنة.
- تورم خفيف واحمرار في موضع الحقنة.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارته، قد يستمر يومًا كاملًا.
- تعب عام وإرهاق، قد تلاحظينهما على طفلك فلا تقلقي.
كل هذه الأعراض يسيرة ولا تحتاج منك غير طمأنة طفلك وتهدئته، ويمكنك إعطاؤه خافضًا للحرارة مناسبًا لسنه، وعمل كمادات ماء بارد له في موضع الحقنة لتخفيف الألم.
شاهدي أيضًا في هذا الفيديو، دكتور أحمد سعد الدين البليدي -أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة- يحدثك عن مضاعفات تطعيمات الأطفال:
- إذا كان طفلك ما زال رضيعًا، فلا ترضعيه بعد التطعيم مباشرة، وانتظري نصف ساعة حتى يهدأ ثم أرضعيه.
- إذا كان طفلك بسن يأكل ويشرب فيها، فأعطيه كمية كافية من الماء والسوائل طوال اليوم، لتخفيض درجة حرارة جسمه.
- إذا ارتفعت درجة حرارة الطفل إلى 40 درجة مئوية أو أصيب بتشنجات (هذا عرض نادر الحدوث)، فاذهبي إلى الطبيب فورًا.
