يكون طفلك ملاكًا وديعًا ثم ينفجر في البكاء، الذي قد يصل إلى حد التشنجات والحركات العصبية، وهذا هو حال الأطفال، لكن الأم الذكية تستطيع التمييز بين الطبيعي وما يستدعي القلق، فما أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة؟ وهل يُمكن أن تُشير إلى مرض عصبي أو ما شابه؟ الأمر يستحق بعض الملاحظة والانتباه إذًا.
أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة
يؤكد الأطباء أن حركات الرضيع العصبية في أثناء البكاء لا تعني أنه مُصاب بمرض عصبي، ويستطيع الطبيب تشخيص معظم الأمراض العصبية منذ الولادة أو في مراحل مبكرة من عمر الطفل، ويلجأ الرضيع إلى نوبات البكاء الطبيعية عندما يشعر بالإحباط من عدم تلبية احتياجاته المادية أو العاطفية؛ فالبكاء وسيلته الوحيدة للتواصل، وعندما يعجز عن ذلك، يزداد توتره وعصبيته، وعادةً ما تتخذ هذه النوبات شكل بكاء هستيري لأكثر من ساعة من حين لآخر، إلى جانب عدم الرغبة في الرضاعة أو اللعب.
إليكِ بعض الأسباب الطبيعية لعصبية الطفل الرضيع في أثناء الرضاعة:
- الجوع: استمرار رضيعكِ في البكاء في أثناء الرضاعة يُشير إلى أنه لا يتناول ما يكفيه.
- مشكلات الجهاز الهضمي والحموضة: يُشير إليها بكاء الطفل بعد الرضاعة أو في أثنائها.
- آلام التسنين أو احتمالية الإصابة بالبرد: يُشير إليها الهرش في الأذن.
- عدم القدرة على النوم: شعور الطفل بالإرهاق والتعب الشديد قد يمنعه من النوم.
- بلل الحفاض: يسبب القلق وعدم الاستقرار في النوم.
- المغص: يشير إليه ثني الساق تجاه البطن أو وجود انتفاخ أو غازات.
متى تكون عصبية الرضيع نذير خطر؟
هناك بعض الأعراض التي يجب عدم تجاهلها، والتي قد تكون نذير خطر إذا تزامنتْ مع عصبية الطفل خلال الرضاعة، مثل:
- الامتناع عن الرضاعة أو عدم القدرة عليها، أو الرضاعة فترات طويلة للغاية.
- مشكلات في المصّ والبلع.
- الخمول وعدم الانتباه.
- القيء المستمر مع الإسهال أو دونه.
- عدم الزيادة في الوزن.
- السعال خلال الرضاعة، أو عدم القدرة على تنظيم النَفس مع الرضاعة، وغيرها من مشكلات الجهاز التنفسي.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- عدم أداء المنعكسات التلقائية، وهي ردود الفعل التي يفعلها رضيعكِ بشكل تلقائي، ومنها ما يُدعى بالمنعكسات الذاتية، وهي أفعال لا إرادية يقوم بها الرضيع فور ولادته مثل منعكس المص وهو توجيه فمه ورأسه في الاتجاه الذي شعر به بإصبعك على خده أو بثديك أو الببرونة، ومنعكس القبضة، إذا وضعتِ يدكِ بين راحتي يده سيقبض عليها، وإذا حاولتِ تركها سوف يقبض عليها أكثر. لكن إن عجز الرضيع عن القيام بها أو عاد بعض منها إليه بعد زوالها، فقد يكون ذلك إشارة إلى إصابته بمرض عصبي، وعليكِ باستشارة الطبيب فورًا.
- مشكلات في نمو الطفل وتأخره حسب جدول تطور الطفل الطبيعي، كذلك بعض الأمراض أو العدوى أو الحوادث قد تؤثر في تطور مخ الطفل. لذا عند ملاحظة هذه الأعراض أو تلك التي ذكرناها للتوّ، سارعي باستشارة الطبيب.
كيف أتعامل مع عصبية الرضيع؟
إذا تأكدتِ من تلبية جميع رغباته، كتغيير الحفاض والرضاعة وما إلى ذلك، جرّبي معه التالي:
- احملي طفلكِ وهزيه بلطف وبطء، فهذه الحركة تُهدئ الطفل وتساعده على الاسترخاء وتُقلل من حركاته العصبية، ولا تخشي من تعويده على الحمل، فالرضع يُحبون الالتصاق بأمهاتهم وسيعتاد فيما بعد الاستقلال والبعد عنكِ، ولكن عندما يكون مُهيئًا لذلك. كذلك ملامسة جلدكِ لجلده مباشرةً تُشعره بالأمان.
- استخدمي اللهاية أو إحدى الدُمى لإلهائه.
- غنّي له، كما تساعده الضوضاء البيضاء على النوم.
- جرّبي تنويم الطفل على بطنه مع تربيت ظهره بوتيرة واحدة؛ إذ يُخفف هذا من آلام المغص.
- جرّبي تدليك جسم طفلكِ بزيت زيتون بحركات دائرية تجاه القلب ثم الأذرع، يُساعد ذلك على شعوره بالاسترخاء ونمو حواسه.
- خُذي طفلكِ في نزهة بالخارج.