هل لاحظتِ على طفلكِ من قبل أنه يحرك أطرافه بشكل متكرر في أثناء نومه؟ حركة الأطراف أثناء النوم عند الأطفال قد تكون أمرًا طبيعيًّا إذا حدثت بشكل عرضي أو لفترة قصيرة، نتيجة مواجهة الطفل لصعوبة في النوم أو رفضه له رغبة في اللعب، على سبيل المثال. أما إذا استمرت هذه الحركة مع طفلكِ بالشكل الذي قد يعيقه عن النوم، أو يجعله يستيقظ عدة مرات، أو يسبب إزعاجًا لمن بجانبه، فغالبًا ما يكون هذا واحدًا من الاضطرابات الشائعة عند الأطفال، ويُعرف بـ"اضطراب حركة الأطراف الدورية". في هذا المقال سنخبركِ بكل ما يخص هذا الاضطراب، وأهم الأسباب الأخرى التي قد تجعل الطفل يتحرك كثيرًا في أثناء نومه.
حركة الأطراف أثناء النوم عند الأطفال
حركة الأطراف قبل النوم لدى الأطفال عادةً ما تكون تعبيرًا عن رفضهم للنوم أو شعورهم بالأرق، وهي أمور طبيعية، ولكن قد تتحرك الأطراف بشكل مستمر ومتكرر في أثناء النوم، وهي حالة شائعة لدى الأطفال والبالغين أيضًا، تُعرف باضطراب حركة الأطراف الدورية، وهو اضطراب الحركة الوحيد الذي يحدث في أثناء النوم، وفي السطور التالية تجدين شرحًا مفصلًا لهذه الحالة المرضية:
اضطراب حركة الأطراف الدورية (PLMD)
هو حالة تتميز بالحركات المتكررة للأطراف في أثناء النوم، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، ولكنه يشيع بين الأطفال، أعراضه تتضمن ارتعاش الأطراف أو ارتجافها أو ثنيها خلال فترات النوم الخفيف، وتحدث هذه الحركات عادةً في الأطراف السفلية، مثل الفخذين والركبتين والكاحلين، وقد تحدث في الذراعين أيضًا.
تميل الحركات في هذه الحالة إلى أن تكون ذات نمط إيقاعي، أي تحدث كل 20 إلى 40 ثانية تقريبًا، مع ذلك يمكن أن تختلف حركات الأطراف وتواترها بشكل كبير من ليلة إلى أخرى، ومن طفل إلى آخر، وعادةً ما يكون الأطفال المصابون بـاضطراب حركة الأطراف الدورية غير مدركين لحالتهم.
يمكن أيضًا أن يحدث اضطراب حركة الأطراف الدورية مع اضطرابات النوم الأخرى، بما في ذلك متلازمة تململ الساق، التي سنحدثكِ عنها فيما يلي.
متلازمة تململ الساقين (RLS)
هي حالة تشبه اضطراب حركة الأطراف الدورية، فيما يتعلق بالأعراض والعلاج، ويعتبرها البعض جزءًا من الحالة نفسها، وتشمل أعراض متلازمة تململ الساقين إحساسًا غير مريح في الساقين، ورغبة في تحريكهما باستمرار، وتزداد هذه الأعراض سوءًا في المساء خلال الراحة.
الفرق الرئيسي بين الاضطرابين، هو أن اضطراب حركة الأطراف الدورية يحدث فقط في أثناء النوم، بينما تحدث حركة الأطراف في متلازمة تململ الساقين، عندما يكون الطفل مستيقظًا أو نائمًا، يُذكر أن 80-90% من الأطفال الذي يعانون من متلازمة تململ الساقين، يعانون من اضطراب حركة الأطراف الدورية، ولكن العكس ليس صحيحًا.
أسباب كثرة حركة الطفل أثناء النوم
تتعدد أسباب كثرة حركة الطفل في أثناء النوم، فبعضها يكون نتيجة الأرق أو نوم الطفل بالنهار لفترة طويلة، أو قد تكون نتيجة أسباب أخرى أهمها:
- اضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين: ويحدثان عادةً لأسباب غير معروفة، ولكن بعض الأبحاث تشير إلى أنهما يحدثان نتيجة مشكلة في الأعصاب، وقد يحدث اضطراب حركة الأطراف الدورية بسبب أمراض مثل فقر دم، والسكرى، ونقص الحديد وغيرها.
- داء الخدار أو التغفيق: وهو نوع من اضطرابات النوم الذي يسبب النعاس المفرط في أثناء النهار، والهلوسة، أو شلل مؤقت، أو حركة الأطراف في أثناء النوم.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي: وهو حالة شائعة لدى الأطفال الذين يعانون من تضخم اللحمية، ويصاحبه صعوبة في التنفس أو توقف التنفس في أثناء النوم، إضافة إلى اضطراب في النوم، وحركة متكررة في الأطراف.
- الضمور الجهازي المتعدد: وهو اضطراب عصبي نادر يؤثر في العديد من وظائف الجسم غير الإرادية، بما فيها التحكم في العضلات، وبالرغم من أنه قد يظهر بشكل واضح في مرحلة البلوغ، فإنه قد يصيب الأطفال أيضًا مسببًا أعراض شبيهة بالشلل الرعاش، مثل: عدم الاتزان، وتيبس العضلات، ورعشة الأطراف.
- إصابة الحبل الشوكي: عندما يُصاب الحبل الشوكي نتيجة حادث أو اصطدام، فإن عظام العمود الفقري تضغط على الحبل الشوكي والأعصاب الموجودة فيه، ما يؤثر في الإشارات العصبية، وقد يسبب حركة في اليدين والقدمين.
- ورم الحبل الشوكي: يمكن أن تتسبب أورام النخاع الشوكي في رعشة الأطراف، إذ تؤثر الأورام في النهايات العصبية أو الأوعية الدموية، مسببة ضعفًا في العضلات، وحركة متكررة في الأطراف.
- تراكم الفضلات في الدم: خاصة الأمونيا، نتيجة أمراض الكبد أو الفشل الكلوي، من أهم مسببات رعشة اليدين، وقد تحدث في الأطفال المصابين بمتلازمة "راي" (تورم في الكبد والدماغ) التي يصاحبها أعراض أخرى، مثل: القيء والتشنج.
وقد يكون سبب هذه الحركة صعوبات في النوم، فيحرك الطفل جسمه في مراحل النعاس الخفيفة، وعادةً ما يحدث هذا في الحالات الآتية:
- التعرض لضغط عصبى: الأطفال أيضًا يعانون من التوتر والضغط العصبي، خاصةً إذا تعرضوا لمشاكل في المدرسة، أو مشاجرة مع أصدقائهم، أو بسبب وجود خلافات أسرية وغيرها.
- تناول مشروبات غنية بالكافيين: تحتوي العديد من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة على مادة الكافيين، لذا تجنبي تقديم هذه المشروبات لطفلكِ تمامًا.
- الآثار الجانبية للأدوية: بعض الأدوية، كالمستخدمة في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ومضادات الاكتئاب، تسبب أيضًا صعوبة في النوم، وما يصاحبها من الحركة المستمرة في أثناء النعاس.
- حكة في الجلد: نتيجة حساسية أو إكزيما تجعل الطفل متململًا في أثناء نومه ودائم الحركة.