الحليب ومنتجات الألبان الأخرى مصدر رئيسي للدهون المشبعة، لذلك التركيز على منتجات الألبان في النظام الغذائي للأطفال والبالغين أصبح مسار جدل هذه الأيام. فالجميع يتحدث عن أضرار منتجات الألبان على الجهاز الهضمي، وخطورة تخمر الألبان في المعدة، ناهيكِ عن حساسية اللبن التي أصبحت منتشرة جدًّا، إلى جانب آثار سلبية ومضرة على الصحة العامة على المدى الطويل.
وبالرغم من كل هذا، فإن منتجات الألبان مصدر رائع للبروتين والكالسيوم وفيتامين "د"، إذًا هل نتناول منتجات الألبان أم لا؟ تعرفي على الإجابة في هذا المقال.
أضرار منتجات الألبان
كل المؤسسات الصحية المعترف بها عالميًّا تنصح بتناول الحليب ومنتجات الألبان بتوازن مع عدم الإفراط في تناولها، لكنها أيضًا تحذر من أضرارها التي تتسبب في كثير من المشكلات الصحية إذا زاد تناول منتجات الألبان عن حده.
وكل ما سبق ذكره من تأثير منتجات الألبان على الجهاز الهضمي، وتخمر الألبان في المعدة، وحساسية الحليب، يجب أخذه في الاعتبار. مع العلم أن منتجات الألبان غير متشابهة وتختلف اختلافًا كبيرًا من حيث النوعية والآثار الصحية، اعتمادًا على كيفية تربية الحيوانات التي تمنحنا الحليب، وكيفية تصنيع منتجات الألبان المختلفة.
وفي حالة التعرض لهذه الأضرار، يمكن بالفعل الاستغناء تمامًا عن تناول منتجات الألبان، وكل العناصر الغذائية التي تحتاجين إليها من منتجات الألبان يمكنك أخذها من عناصر غذائية أخرى كثيرة بالنسب نفسها وأحيانًا أكثر، فليس هناك داعٍ لإجبار طفلك على شرب الحليب أو تناول الجبن بعد الآن.
ومن أهم فوائد التقليل من منتجات الألبان:
- الوقاية من الشيخوخة المبكرة.
- الحفاظ على صحة الجلد من التجاعيد.
- الوقاية من مشكلات هضمية كثيرة، مثل الانتفاخ وآلام القولون.
- الوقاية من الالتهابات.
- الوقاية من بعض أنواع السرطانات، التي تزيد بسبب زيادة تناول منتجات الألبان غير الصحية.
أفضل أنواع منتجات الألبان
منتجات الألبان الصحية تأتي من الأبقار التي تتغذى على الأعشاب، ويتم تربيتها في المراعي بطريقة طبيعية تمامًا دون أن تتناول أدوية أو هرمونات، وهو الأمر الذي لا يضمنه أي منا خاصة مع منتجات الألبان المعلبة التي نجهل طريقة تربية الأبقار المصدر الرئيسي لها.
والحليب المغذي هو الحليب الذي تحصلين عليه مباشرةً من هذه الأبقار دون دخول مراحل تصنيع، فهو يحتوي على الأحماض الدهنية الأكثر فائدة والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وخصوصًا فيتامين "ك2".
ويعتقد الكثيرون أن منتجات الألبان المخمرة كالزبادي هي الأفضل، لاحتوائها على بكتيريا البروبيوتيك التي لها عدد كبير جدًّا من الفوائد الصحية.
حليب الماعز أيضًا من أفضل أنواع الحليب، خصوصًا إذا كانت معدتك لا تحتمل حليب الأبقار، فحليب الماعز أقل دسامة بشرط أن يكون الماعز يتغذى على الأعشاب أيضًا.
تأثير منتجات الألبان على الجهاز الهضمي
استهلاك منتجات الألبان بنسب مرتفعة يسبب بعض الأضرار في الأمعاء التي تؤدي إلى التهاب بطانة الأمعاء في بعض الحالات، ومنتجات الألبان واحدة من أسوأ أسباب تهيج الأمعاء التي يمكن أن تؤدي فيما بعد إلى أمراض المناعة الذاتية وغيرها من الأمراض.
وكذلك فإن استهلاكها بنسب مرتفعة يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل:
- الانتفاخ.
- الإسهال.
- الإمساك.
- القولون العصبي.
حساسية الحليب
اللاكتوز مكون رئيسي للحليب، وهو سكر الحليب الذي يتكون من السكريات البسيطة مع الجلوكوز، وهو مصدر الكربوهيدرات الرئيسي في الحليب. والطفل في مرحلة الرضاعة يتناول حليب الأم الذي يحتوي على اللاكتوز أيضًا لكن بنسبة مختلفة، لكن جسم الرضيع يُنتج بشكل طبيعي إنزيمًا هضميًّا يُسمى "لاكتاز" وهو ما يسيطر على معدل اللاكتوز الذي يأخذه من الرضاعة. وإذا لم يكن الجهاز الهضمي للطفل في هذه المرحلة قادرًا على إفراز هذا الإنزيم بشكل جيد، يصاب الطفل بحساسية الألبان في عمر مبكر، وهو الأمر الذي أصبح أكثر انتشارًا بكثير عما قبل.
أما في مرحلة البلوغ، فيقل كثيرًا إنتاج هذا الإنزيم، لدرجة أن 75% من سكان العالم البالغين غير قادرين على تحليل اللاكتوز في جهازهم الهضمي، وهي ظاهرة تُعرف بـ"عدم تحمل اللاكتوز"، وهي حالة شائعة جدًّا في الدول التي تستهلك منتجات الألبان بكميات كبيرة، والعالم العربي منها بكل تأكيد.
فإذا كنتِ من ضمن هؤلاء الأشخاص ستكون لديكِ كل الأعراض التي تعانين منها أو بعضها، كلما تناولتِ منتجات الألبان أو بعض الأنواع منها، ومن هذه الأعراض الغثيان والقيء والإسهال والانتفاخ وغيرها من أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي.