أهلاً بقراء سوبرماما، الحوامل والأمهات واللي على طريق الأمومة زيّ حالاتي، بداية، الحواديت الوارد ذكرها في السطور الجاية، هي تجربة شخصية 100%، حبيت أشارككم بيها خطوة بخطوة، كلنا بنقرأ مقالات عن الحمل والولادة والأمومة لمّا بنعرف الخبر السعيد، لكن بالنسبة للمشاعر والمواقف الشخصية خلال رحلة الحمل الأول؟ علشان كدة قررت أحكيلكم عن كل ما يتعلق بتجربتي الجديدة في كل حاجة، وأسمع حكايتكم إنتم كمان.
إليكم أول حدوتة من حواديت "نونو في السكة".
مشهد نهاري داخلي في إحدي معامل التحاليل الطبية..الدكتورة بتأخذ عينة دم وبتقولي انتظري حوالي15 دقيقة والنتيجة تبان، ما بين الإحساس بالترقب والضحكة المستخبية بإن " هو اللي أنا بعمله ده بجد"، مرّت الـ 15 دقيقة وخرجت الدكتور بوجه مبتسم بتقولي مبروك يا مدام: نتيجة التحليل positiveهاه! ثم انتباتني التتنيحة العظيمة، وفوجئت بنفسي بقول لدكتورة معمل تحليل قد الدنيا بمنتهي التلقائية: قولي والمصحف..!!
طبعًا يا ماميز كانت لحظة لو قعدت أحكي سنين عنها مش هقدر أوصفها، البنوتة إللي بتكتب عن الأمومة أوقات وتخيلت إنها عاشتها 5 مرات مع ولاد أخواتها، بتختبر أحاسيس من أغرب ما يكون لأول مرة..مهما كنت قريت، كتبت، مارست أو تخيلت إني عرفت بعض من هذه الأحاسيس.
البنوتة اللي عمرها ما اهتمت بسؤال "ها..مفيش حاجة جاية في السكة"، وكانت بتدعي دايمًا وتقول يارب الحاجة تيجي في السكة وقت ماكون مستعدة لها تمامًا وقادرة اتحمل مسؤليتها.
أنا طبعَا مبسوطة وبحمد ربنا على رزقه الغالي، لكن انبساطي ممنعش إحساس "الخضة" والمفاجأة، الترقب والقلق وإني مقتنعتش بنتيجة التحاليل فعلاً غير لما زورت دكتور النساء وعدت التحليل تاني.
وبدأت مرحلة مختلفة تمامًا، كنت متخيلة بدايتها الحقيقة هتبقي زي الأفلام العربي بتاعة : مبروك المدام حامل ثمّ أجري ع الحمام وأنا إيدي على فمي، ثم لولولولي ثم أولد
بس الحقيقة إن الواقع مختلف.. أنا عرفت الخبر السعيد أولاً لوحدي ثم علشان اقتنع كلمت أختي وأقرب صديقة ليا، زوجي كان في معاد شغل طويل، وبالتالي معرفش الخبر غير بليل بطريقة كوميدية جدًا!
وهكذا أعراض الحمل المزعجة بدأت تلعب معايا من بداية الشهر التاني، بالإضافة إن أنا شخصيًا أخدت أسبوع على ما اقتنعت بقائمة الممنوعات الجديدة.
- ممنوع الكافيين بأنواعه –لواحدة مدمنة قهوة وشوكولاتة-
- ممنوعة الحركة والمجهود –لواحدة مش بتبطل تنطيط-
- ممنوع الأدوية وممنوع بعض الأكلات وممنوع ممنوع ممنوع..
وكل يوم في حملي بتزيد الممنوعات –مع الاعتذار للأغنية-.
فترة النهار بالنسبة لي أصبحت مأساة، تحولت لكائن ليلي، وبدأت بالتدريج اتعايش واقرا تاني بتركيز أكتر عن كل اللي بمرّ بيه وجاي في الطريق.
كل يوم كنت بقرا عن تكوين وحجم البيبي كنت بقشعر وأنا بتخيل إن في كائن حي بيتكون جوايا بنفس التفاصيل اللي بقراها دي، سحر..حقيقي سبحان الله!
اتغيرت؟ يمكن تكون شخصيتي فيها حاجات كتير بتتغير الفترة دي، أصبحت حساسة بزيادة، قلوقة وخوافة وموسوسة جدًا، حالتي المزاجية ساعة تروح وساعة تيجي..ودموعي بتنهمر لأتفه سبب، ويمكن عقلي بيكبر بطريقة مرعبة وأولوياتي بتعيد ترتيب نفسها بسرعة تخض، لكن الأكيد إني مبسوطة بالتجربة.
الدعم، الدعم النفسي والمعنوي هو أهم أهم أهم شئ في أول الحمل، لو بتقري كلامي ده وإنتي حامل في أسابيعك الأولي، مش هانصحك بكمية أكل أو راحة أو معلومات طبية.. تقدري تقري وتعرفي ده من كل ما يتعلق بالثلث الأول من الحمل على سوبرماما.
لكن هنصحك بالبحث والتمسك بالدعم، اتسندي على جوزك وأهلك وأصحابك القريبين، متكسفيش تطلبي مساعدة وإنتي تعبانة واتكلمي عن كل أحاسيسك وخوفك وقلقك أول بأول، دي أكتر حاجة هتريحك وهتخليكي تعدي الفترة الأولي بسلام نفسي.
طبيعي تحسي بإحباط وخوف وضيق أحيانًا مهما كنتي بتتمني وبتحلمي تكوني حامل، دي هرموناتك بتهزر معاكي شوية، أرجوكي تماسكي علشان متدخليش في اكتئاب الحمل –لاقدر الله-
حياتك بدأت تتغير فعلاً، بس ده مش معناه اكتئاب وزعل، فكرّي قد إيه ممكن تتغير للأحسن واستمتعي بكل هواياتك وتفهمي إن نشاطك أول 3 شهور غصب عنك مش هيكون في أحسن حالاته، لكن الخبر الحلو إنه هيرجع تاني في الشهور الوسطي للحمل وهيبقي قدامك فترة كويسة تمارسي حياتك بشكل طبيعي مرة تانية قبل الولادة.
متحسيش بالذنب إنك مبتاكليش كويس، جنينك كدة كدة هيوصله كل اللي محتاجة من تغذية، أول 3 شهور تحديدًا كل ما يتعلق بشهيتك مش في إيدك، لكن حاولي تاكلي الغذا اللي يساعدك تبقي أحسن، فواكه، خضروات، لبن رايب، بسكويت..
متركزيش مع شكل بطنك، بطنك مش هتتنفخ أول ماتعرفي خبر الحمل، إطلاقًا، قدامك لحد الشهر الخامس مثلاً على ما تبدأ تظهر خاصة لو أول حمل.
اسمعي خبرات اللي حواليكي وكلام مامتك وحماتك، ونفذي اللي ترتاحي له نفسيًا وطبيًا بعد استشارة الدكتورة.
