هشاشة العظام للمرضع مرض يحدث نتيجة لنقص كتلة العظام، ويلعب نقص الكالسيوم وفيتامين "د" دورًا أساسيًّا في حدوثها، وتؤدي الهشاشة إلى الشعور بآلام في العظام وصعوبة في الحركة وزيادة فرص التعرض للكسور.
وإصابة النساء بعد سن انقطاع الطمث بهشاشة العظام تكاد تكون من أكثر الأعراض شيوعًا، ويرجع السبب في ذلك إلى نقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا أساسيًّا في نقل الكالسيوم وترسيبه في العظام.
هشاشة العظام للمرضع
من المعروف أن الحمل والرضاعة يستهلكان كميات كبيرة من الكالسيوم من جسم الأم، فنمو عظام الجنين في أثناء الحمل وتكوين الحليب للرضاعة يعتمدان تمامًا على الكالسيوم المستمد من جسم الأم، إذ تنتج الأم يوميًّا نحو 800 مل من الحليب، وقد ثبت قطعيًّا وجود علاقة مباشرة بين الرضاعة الطبيعية، وازدياد نسبة حدوث هشاشة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
وتزداد حدة هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث مع زيادة فترة الرضاعة في حياة المرأة، وكذلك كثافة الرضاعة للطفل الواحد، لذلك يجب على كل امرأة البحث عن كيفية وقاية نفسها من آثار الرضاعة الطبيعية على نقص الكالسيوم وحدوث هشاشة العظام مع التقدم في العمر.
الرضاعة الطبيعية وآلام المفاصل
قد تعاني الأم المرضع من آلام بالمفاصل بسبب ارتخاء الأربطة بعد الحمل ما يزيد من آلام الظهر والركبة، ويرجع ارتخاء الأربطة إلى تأثير هرمونات الحمل التي تعود لطبيعتها تدريجيًّا بعد الولادة بفترة وجيزة.
وتكون الأم المرضع عرضة لآلام الرقبة والكتف وأسفل الظهر، نتيجة لحمل الطفل لفترات طويلة خلال الرضاعة.
علاج آلام العظام للمرضع
الحل الأمثل يكمن في ضرورة حصول المرأة على احتياجاتها اليومية من الكالسيوم وفيتامين "د" خلال فترتي الحمل والرضاعة، وتبلغ الجرعة اليومية المرجحة للكالسيوم عند الحامل والمرضع "1000 ملليجرام" في اليوم، بينما الجرعة اليومية لفيتامين "د" تتراوح بين 400 و600 وحدة دولية يوميًّا.
ولا يوجد زيادة تذكر في الجرعات اليومية المرجحة لفيتامين "د" عند البالغين في حالات الحمل والرضاعة، إذ يقتصر دوره على دعم ترسيب الكالسيوم في العظام، وهي وظيفة أساسية ومستمرة ولا تتأثر بالحمل أو الرضاعة، وإنما يجب التأكد من تناول الجرعة المذكورة منه يوميًّا، لتحقيق الاستفادة الكاملة من الكالسيوم الذي تتناوله المرأة.
الغذاء الصحي للمرضع
التحسين من نوعية الغذاء يكون الشغل الشاغل للمرأة في أثناء الحمل، ولكنها قد تتهاون في ذلك خلال الرضاعة، لذلك فإن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين "د" بالجرعات المرجحة السابقة، يعد الحل الأمثل للحصول على الاحتياجات اليومية من كلا العنصرين.
ويجب الاهتمام بتناول الغذاء الصحي وشرب قدر كافٍ من السوائل خلال اليوم، كما ينصح بالابتعاد عند أنواع الأكل التي تسبب انتفاخًا وغازات حتى لا تصل لرضيعك وتزيد من انتفاخ بطنه.
أكثري من تناول الفواكه والخضروات، واشربي مقدارًا كافيًا من الألبان ومشتقاتها، واهتمي بتناول الوجبات في أوقاتها، واعلمي أن الحفاظ على صحتك هو السبيل للحفاظ على صحة رضيعك.
الوضع الصحيح للرضاعة الطبيعية
يجب عليك اتخاذ الوضع الصحيح خلال الرضاعة، لتحمي نفسك وطفلك من آلام المفاصل والعظام، وتضمني رضاعة طفلك بشكل صحيح.
تعرفي على الأوضاع الصحيحة للرضاعة الطبيعية من خلال هذا الفيديو: