الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل، وكم تستغرق؟

مع الشهور الأخيرة من الحمل تبدأ الكثير من الأمهات بالتفكير في اللحظة الحاسمة، وهي يوم الولادة، وعلى الرغم من شعورهن بالفرحة لانتهاء متاعب الحمل واقتراب رؤية أطفالهن فإن الأمر لا يخلو من بعض القلق والخوف وطرح الأسئلة، مثل: كم تستغرق الولادة الطبيعية من الوقت؟ وهل الولادة الطبيعية صعبة؟ في هذا المقال سيخلصك "سوبرماما" من كل هذه الحيرة، ويخبرك بعلامات يوم الولادة، وكل ما يخص الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل، فواصلي القراءة:

الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل

من خلال السطور الآتية يمكنكِ التعرف على كل ما يخص عملية الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل بدءًا من أولى علامات بدء الولادة:

علامات يوم الولادة

قد تبدأ الحامل في الشعور ببعض الانقباضات مع بداية الشهر التاسع، وهي تقلصات وآلام تشبه كثيرًا طلق الولادة، ولكنها تكون محدودة ولا تستمر لفترات زمنية طويلة، أما علامات بدء الدخول في الولادة بالإضافة إلى الانقباضات والألم بأسفل البطن فهي:

• بداية توسع عنق الرحم.
• آلام شديدة أسفل الظهر.
• وهن كبير في العظام والمفاصل، وعدم القدرة على المشي باستقامة، بسبب اتساع الرحم.
• إصابة الحامل بإسهال.
• نزول إفرازات مهبلية كثيرة.
• نزول ماء الجنين.

كم إصبع يفتح الرحم عند الولادة؟

يستطيع عنق الرحم بمرونته العالية أن يتسع ليصل في النهاية إلى عشرة سنتيمترات -أي ما يعادل خمس أصابع لليد- في الولادة الطبيعية، وهو ما يسمح بنزول رأس الجنين ثم جسمه. أما بخصوص الوقت فمن المستحيل وضع فترة زمنية ثابتة للولادة، إذ يختلف هذا الأمر من امرأة لأخرى بل تختلف كل ولادة عن الأخرى حتى للمرأة نفسها.

ويفضل ألا تذهبي إلى المستشفى إلا بعد أن يتسع عنق رحمك إلى ثلاثة أو أربعة سنتيمترات مع بداية المخاض، الذي يفتح بمعدل من 0.5 إلى 0.7 سنتيمتر كل ساعة في معظم الأحيان.

ويمكنك الانتظار قليلًا بعدها لأن الفترة الزمنية قد تصل إلى 18 ساعة حتى يتسع عنق الرحم ويصل إلى عشرة سنتيمترات إن كانت هذه ولادتك الأولى، أي أنه يمكنك أن تستعدي خلال أربع إلى خمس ساعات منذ بداية الطلق قبل الذهاب للمستشفى في الولادة البكرية على وجه التحديد. أما في الولادات التالية فقد تقل المدة وتصل إلى ست ساعات، وتُسمى هذه المرحلة "المرحلة النشطة من المخاض"، أما إذا بدأت الانقباضات دون اتساع للرحم فتسمى "المرحلة الكامنة".

مراحل الولادة الطبيعية

للتعرف على الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل لا بد من التعرف على مراحلها بالتفصيل:

المرحلة الأولى من الولادة الطبيعية

وتسمى أيضًا المرحلة المبكرة، وتبدأ بالانقباضات ويكون بين كل انقباضة وأخرى 20 دقيقة تقريبًا، وتستمر كل انقباضة ما بين 30 و60 ثانية، وبالطبع هذا الأمر يختلف من امرأة لأخرى. ويتسع عنق الرحم في بداية هذه المرحلة ليصل إلى ثلاثة سنتيمترات تقريبًا، وتشعر المرأة في هذه المرحلة بألم يشبه تقلصات الدورة الشهرية ولكنه أقوى بالطبع، ومع الانقباضات تزداد حدته.

حاولي في هذه المرحلة أخذ فترات راحة بين الانقباضات للحفاظ على طاقتك قدر المستطاع من أجل الولادة، واذهبي إلى الحمام باستمرار لتحافظي على المثانة فارغة، وهو ما سيساعدك كثيرًا في وقت خروج الطفل.

ينزل ماء من الرحم بعد ذلك، إذ تتمزق الأغشية الجنينية ويتسرب السائل الأمنيوسي إلى الخارج، ونزول الماء يجعل الانقباضات أسرع وأقوى، وفي حالة تسرب السائل الأمنيوسي قبل بدء الانقباضات يجب الذهاب فورًا للطبيب ليعطيك طلقًا صناعيًّا؛ لأن نزول الماء قبل الأوان خطر على الجنين، ويجب معه الولادة فورًا.

وتزداد حدة الانقباضات وسرعتها عادةً بعد اتساع عنق الرحم إلى ثلاثة سنتيمترات، وبدرجة قد لا تكونين قادرة معها على التحدث بعكس المراحل السابقة، ويبدأ رأس الطفل في النزول أكثر إلى الحوض. حاولي في هذه المرحلة الاسترخاء، واستعيني بمن حولك ليوفروا لكِ الهدوء الذي تحتاجينه، واحصلي على الدعم الذي تستحقينه، ومارسي تمرينات التنفس، حتى يتسع عنق الرحم إلى عشرة سنتيمترات تقريبًا، كي يستطيع الجنين الخروج من الرحم.

ويتسع عنق الرحم خلال المرحلة الأولى من الولادة -كما ذكرنا- بمعدل من 0.5 إلى 0.7 سنتيمتر كل ساعة في معظم الأحيان، لتستغرق هذه المرحلة من 12 إلى 16 ساعة تقريبًا في معظم الحالات في الولادة البكرية.

المرحلة الثانية من الولادة الطبيعية

تبدأ هذه المرحلة بوصول اتساع عنق الرحم إلى عشرة سنتيمترات، ولكن اتساعه بصورة كاملة لا يعني بالضرورة بدء خروج الطفل مباشرةً، فقد يحتاج إلى وقت لتعديل وضعه، وفي هذه المرحلة تبدأ الأم بالدفع حتى خروج رأس الطفل كاملًا ثم كتفيه وجسمه، وتستغرق المرحلة الثانية للولادة من دقائق إلى ساعة كاملة.

المرحلة الثالثة من الولادة الطبيعية

يعد خروج المشيمة المرحلة الثالثة والأخيرة من الولادة، وتخرج نتيجة لتقلصات غير مؤلمة في الغالب، إذ إن معظم الألم ينتهي عادة مع خروج الجنين من الرحم، والمرحلة الثالثة من الولادة قصيرة لا تتجاوز من عشر إلى 30 دقيقة على أقصى تقدير. 

كم تستغرق الولادة الطبيعية؟

بعدما بينا الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل لا بد من التطرق للوقت الذي تستغرقه الولادة الطبيعية، إذ لا يمكن الجزم بالوقت الذي تستغرقه الولادة الطبيعية، ولكن يمكن القول إنها قد تأخذ من ست إلى 18 ساعة، وهناك بعض العوامل التي تؤثر على الفترة الزمنية التي تستغرقها، ومنها:

• إن كانت الولادة هي الأولى للسيدة أم سبق لها الإنجاب، إذ تستغرق الولادة في المرة الأولى (البكرية) وقتًا أطول عن غيرها.
• حدة الطلق والفترة الزمنية بين كل مرة طلق وأخرى، فإن كان الطلق متتاليًا في نوبات حادة وطويلة والفترات الزمنية بينها قصيرة فهذا دليل على قرب الولادة.

وإن كانت الولادة الأولى للسيدة قيصرية فغالبًا ستكون الولادة الثانية قيصرية أيضًا، ولن تتعرض لمراحل الولادة المختلفة.

هل الولادة الطبيعية صعبة؟

بعدما تعرفتي على الولادة الطبيعية بالتفصيل المم، لا بد وإنكِ تتساءلين الآن إن كانت عملية صعبة.

بالطبع لا يمكن القول إن الولادة الطبيعية غير متعبة أو لا تخلو من الألم، ولكن يجب أن نتذكر دائمًا أنها منحة ربانية، والطريقة التي ولد بها معظم البشر، وهناك الكثير من الإجراءات التي يمكن أن تساعدك على تسهيلها واجتيازها بسلاسة وأمان تام، ومن أهمها:

• المتابعة المنتظمة خلال الحمل، وملاءمة الولادة الطبيعية وللحالة الصحية لكِ ولجنينكِ.
• بدء ممارسة تمرينات التنفس في الأشهر الأخيرة من الحمل.
• التهيئة النفسية لوقت الولادة بالقراءة والمعرفة، والسؤال عن كل ما يؤرقكِ.
• تلقي الدعم النفسي المناسب من المحيطين.
• التهيئة الجسدية للولادة بالتغذية السليمة، وممارسة بعض الرياضات الخفيفة.
• الاتفاق مع الطبيب على استعمال التخدير النصفي للتقليل من ألم الولادة، إذا رأى ذلك مناسبًا.

الحمل رحلة ممتعة ونهايته رائعة رغم كل الألم الذي تحمله، ففي النهاية أنتِ تحملين مولودك بين ذراعيكِ. نرجو أن نكون في مقالنا الولادة الطبيعية بالتفصيل الممل قد أجبنا عن كل ما يدور بخلدك حول كم تستغرق الولادة الطبيعية من وقت، وكل ما يخص الولادة الطبيعية بالتفصيل.