إن الفحص المهبلي أو ما يعرف بالكشفية أمر غير محبب بكل تأكيد، فأغلب النساء لا يشعرن بالراحة تجاهه، فالخجل الشديد والخوف أمرٌ طبيعي على اختلاف توجهاتنا وأفكارنا، فهل هو أمر ضروري قبل الولادة؟ في حملي كنتُ مثلكِ تمامًا أخاف من الكشف المهبلي ولهذا ناقشتِ طبيبتي التي أتابع معها وتوصلنا إلى قرارٍ يريحنا، لذا سأساعدكِ في هذا المقال وأخبرك كيف تتغلبين على الخجل من الكشف المهبلي حال ثبتت أهميته وطرق تغلب على خوفك وإحراجك من هذا الإجراء الذي يصر عليه عدد لا بأس به من الأطباء.
أخاف من الكشف المهبلي ماذا أفعل؟
الخجل من طبيعة المرأة بشكلٍ عام -والمرأة العربية على وجه الخصوص، وحينما يتعلّق الأمر بإجراء داخل المهبل وهي في حالة يقظة، تزيد درجة الخجل عندها، ويمكنكِ تقليل هذا الشعور بطرق مختلفة منها:
- اطلبي مرافقة زوجكِ أو أمكِ أو من تشعرين معه بالراحة خلال إجراء الفحص.
- ابحثي عن طبيبة، فإذا كان متاحًا إجراء الفحص على يد طبيبة، فسيكون الأمر أخف عليكِ.
- ثقي في قرارة نفسكِ أن صحتكِ والاطمئنان على الرحم خلال فترة المخاض أمر مهم، ولست وحدكِ من يمر بهذه الحالة.
- خذي نفسًا عميقًا وحاولي التفكير في أي شيء آخر يشتت انتباهكِ.
- تحدثي مع استشاري متخصص في كيفية التعامل مع الألم النفسي والبدني في أثناء الولادة، فهو أمر مهم لصحتكِ ويحميكِ من الاكتئاب المصاحب للولادة أو المرور بأحاسيس سيئة تجاه أي إجراء خلالها.
كما ننصحك بالتأكيد على النقاط التالية:
- ضرورة الاستئذان قبل الفحص.
- سؤال الطبيب عن سبب فحص الرحم عن طريق الفحص.
- شرح الأمر بطريقة مبسطة: كيف سيتم الإجراء؟ وبماذا ستشعرين؟
- الاتفاق مع الطبيب على حقكِ في طلب التوقف عن الكشف في أي لحظة تشعرين فيها بعدم الراحة.
- الحرص على وجود مرافق لكِ داخل غرفة الكشف، للحفاظ على خصوصيتكِ وأمنكِ النفسي.
هل الفحص المهبلي للحامل ضروري؟
لا يوجد دليل علمي قوي على أهمية الكشفية من أجل تسهيل الولادة الطبيعية ومساعدة الرحم على الفتح، ولا يوجد أيضًا دليل قوي على عدم أهميتها، لذلك يعد هذا الإجراء من الإجراءات العائدة إلى الطبيب وروتين المستشفى، فهناك بعض المستشفيات تعتبره إجراءً روتينيًا ولا مفر منه لكل النساء في أثناء المخاض، ويجري كل 4 ساعات خلال فترة الطلق ويعتبرونه من الإجراءات غير المؤلمة، التي تساعد على تسهيل الطلق وتسريع عملية الولادة الطبيعية.
حال عدم وضع المستشفى هذه القاعدة أو احتياج الطبيب إلى الكشف، فأمامكِ حرية الاختيار الكاملة والقرار في النهاية عائد إليكِ.
لماذا تخجل المرأة من الفحص المهبلي؟
الفحص المهبلي إجراء معتاد في كثير من المستشفيات، ومن الطبيعي أن تشعري تجاهه بالخجل أو الخوف، فعندما يدخل شخص غريب إصبعه في المهبل ويتحسسه من الداخل، يساوركِ عدد كبير من المشاعر منها: الألم والخجل وعدم الراحة والضعف وفقدان السيطرة، وقد يصل إلى الأمر إلى الشعور بالانتهاك.
إن كنتِ من النساء اللاتي مررن بتجربة سيئة في الماضي، ستكونين أكثر عرضة لهذه المشاعر السلبية، والنسبة الأكثر من النساء اللاتي يرفضن القيام بهذا الإجراء كان لهن ماضٍ سيئ، وقليل منهن لم يستطعن تجاوزه دون حدوث ضرر نفسي في ما بعد. بالتأكيد ما نتحدث عنه هنا ليس أمرًا هينًا على أي امرأة في فترة المخاض -أكثر الفترات المؤلمة التي تمرين بها- لذلك لا تخجلي من شعوركِ وواجهي نفسكِ به إن كان لا بد من حدوث هذا الإجراء، وحاولي التعامل مع هذه المشاعر قبل الولادة بشهرين على الأقل، لتتجاوزي هذه المرحلة وتصبحي في حالة نفسية جيدة في أثناء الولادة.