فيروس زيكا.. أعراضه وطرق الوقاية منه

تغذية وصحة الحامل

طرأ على العالم هذه الأيام خوفٌ شديدٌ من سرعة انتشار فيروس زيكا، وترددت تحذيرات منظمة الصحة العالمية من احتمالية انتقاله إلى بعض الدول العربية، وأهمية اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية اللازمة. والحقيقة أن المشكلة الكبرى هو الخوف من إصابة الحوامل به لما يتردد من مشكلة إمكانية تشوه أدمغة الأجنة، فما هو فيروس زيكا وكيف يمكن تجنبه؟

بداية، لا يزال فيروس زيكا بعيدًا عن الدول العربية حتى وقت كتابة المقال، لكنه تفشى في أكثر من 23 دولة، غالبيتهم في الأمريكيتين، مخلفًا أكثر من مليون إصابة حتى الآن.

ما فيروس زيكا؟ وما أعراضه؟ وما مدى خطورته؟ وهل هناك طرق للوقاية منه؟

"زيكا" هو فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة ينتقل عن طريق البعوض، وتم اكتشافه لأول مرة في دولة أوغندا، حيث كان يصيب القردة في الغابات، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى غابة "زيكا" في البلد الذي أُكتشف فيها، غير أنه لم يبدأ بالانتشار على نطاق واسع في النصف الغربي من الكرة الأرضية حتى شهر مايو الماضي، عندما تفشت العدوى في البرازيل، وينتقل "زيكا" إلى الإنسان بدايةً عن طريق لدغة بعوضة الزاعجة المصرية "Aedes aegypti" في المناطق الإستوائية، وهي نفس البعوضة التي تنقل أمراض الحمى الصفراء وحمى الضنك والمعروف عنها أنها تلدغ خلال ساعات النهار.

الأعراض

تتشابه أعراض الإصابة بفيروس زيكا مع أعراض الحمى الصفراء وحالات البرد، إذ تبدأ بارتفاع درجة الحرارة والصداع وظهور طفح جلدي بالجسم كله والتهاب واحمرار في العينين وخمول، ثم آلام في العضلات والمفاصل، وتكون هذه الأعراض غالبًا متوسطة الشدة وتستمر من يومين إلى سبعة أيام.

اقرئي ايضًا: أعراض فيروسات الروتا وأنفلوانزا الطيور وكورونا

انتقال العدوى

ينتقل المرض إلى الشخص عن طريق لدغة البعوضة المسببة له التي تتكاثر في المياه الراكدة، ولا ينتقل عدوى الوباء من شخص لآخر عبر نقل الدم والاتصال الجنسي.

خطورته ومضاعفاته

تكمن خطورة هذا الفيروس في عدم وجود مصل وقائي له، لكنه لا يُشكل أي خطورة على صحة الأشخاص العاديين، فهو لا يحتاج إلى أدوية خاصة، ويحتاج المصابون إلى الراحة في السرير وتناول كميات كبيرة من السوائل واستخدام العلاج العادي للأعراض المصاحبة، مثل: المسكنات ومخفضات الحرارة للألم والحمى، وفي حال تفاقم الأعراض يتم الحجز بالمستشفى حتى تزول أعراضه خلال 7-10 أيام على الأكثر.

وعلى الرغم أن العدوى لا تسبب أي أعراض أو أضرار دائمة ولم تسجل أي حالة وفاة بسبب هذا الفيروس، إلا أنه يشكل خطرًا على النساء اللواتي يصبن بالعدوى أثناء الحمل وخصوصًا خلال الأشهر الأربعة الأولى للحمل، حيث أعلنت وزارة الصحة البرازيلية عن وجود صلة بين إصابة الحوامل بفيروس "زيكا"، ومرض "الصعل" وهو اضطراب عصبي يؤثر على حجم الجماجم ويحد من نمو الدماغ ويسبب تشوهات للأجنة بنسبة 50 إلى 60%، وإما أن يموت الجنين أو يولد ويعيش معاقًا ذهنيًا أو سمعيًا أو بصريًا.

بالإضافة إلى ذلك، ارتبط "زيكا" بمتلازمة غيلان باريه، وهي اضطراب نادر يجعل نظام المناعة يهاجم الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى ضعف في نمو الجسم وقد يسبب شللًا جزئيًا أو كاملًا في بعض الأحيان.

طرق الوقاية من فيروس "زيكا" خاصة للحامل

  • ضرورة التخلص من المياه المخزنة والراكدة، لأنها بيئة خصبة لتكاثر هذا البعوض وانتشاره.
  • الوقاية من لدغات البعوض باستخدام الوسائل الطاردة للبعوض والحشرات.
  • ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة التي تغطي الجسم بالكامل.
  • عدم الخروج صباحًا تجنبًا للدغات الزاعجة المصرية التي تلدغ صباحًا
  • الحرص على تنظيف المنزل ورش غرف النوم قبل النوم بساعتين على سبيل الاحتياط.
  • إغلاق النوافذ أو وضع الأسلاك ذات الفتحات الدقيقة، لمنع دخول البعوض والحشرات وإغلاق الأبواب والشبابيك جيدًا واستخدام الناموسية خلال النوم.
  • تنظيف الأواني والأوعية التي تحتوي على الماء لتجنب انجذاب البعوض إليها.
  • استخدام دهانات طرد البعوض، والتأكد من ملائمتها للحوامل بعد التأكد من الطبيب بالطبع.
  • استشارة الطبيب فورًا في حالة الشعور بالأعراض لتلقي العلاج اللازم.
  • منع الحوامل من الذهاب إلى المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى أو أوائل الثلث الثاني من الحمل.

اقرئي أيضًا: وصفات طبيعية للتخلص من الناموس

وأخيرًا، لم تُسجل أي حالة إصابة بالفيروس في الدول العربية، خصوصًا تزامن انتشاره مع فصل الشتاء، إذ غالبًا ما يتكاثر البعوض خلال فصلي الصيف والربيع، لكن توصي وزارات الصحة في الأقطار العربية بتوخي الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية للحماية منه، وعلى صعيد آخر، يعمل علماء بريطانيون على استخدام البعوض المعدل وراثيًا لمحاربة البعوض الناقل لفيروس "زيكا"، في محاولة منهم لنشره في أماكن التكاثر للحد من انتشاره والتصدي له.

اقرئي أيضًا: حقائق عن فيروس الكورونا وطرق انتشاره وعلاجه

عودة إلى الحمل

هبة الله سعد

بقلم/

هبة الله سعد

أؤمن بأن اللبنة الأولى في تشكيل شخصية الانسان تبدأ منذ الطفولة، مما يجعل اهتمامي ينصب على الأطفال بأحجامهم الصغيرة وألعابهم وطريقة نطقهم للكلام. أعشق جميع تفاصيل حياتهم وتصرفاتهم العفوية ولا مانع لدي من قضاء يومي بأكمله بصحبتهم.

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon