هل يمكن علاج الإسهال عند الرضع بالنشا؟

علاج الإسهال عند الرضع بالنشا

يحدث الإسهال بشكل شائع عند الأطفال الرضع، وهو من الحالات التي يجب الانتباه لها، خاصةً أن مضاعفاتها قد تكون مهددة للحياة. قديمًا كانت الأمهات يستخدمن الوصفات المنزلية لتقليل حدة الإسهال، كماء الأرز والنشا وغيرهما، وهنا قد تتساءلين هل يمكن بالفعل علاج الإسهال عند الرضع بالنشا؟ تعرفي إلى الإجابة في هذا المقال.

هل يمكن علاج الإسهال عند الرضع بالنشا؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتقديم حمية الـ"BRAT" للأطفال المصابين بالإسهال، وهي نظام غذائي يشمل أطعمة مثل الموز والأرز وغيرهما، وأهم ما يميز هذه الأطعمة أنها تحتوي على نسبة عالية من النشا، ونسبة منخفضة من الألياف، إذ تساعد النشا على جعل البراز أكثر صلابة. لذا فإن الأطعمة النشوية من الخيارات المثالية للأطفال المصابين بالإسهال، وقديمًا كانت الأمهات تستخدم النشا المذابة في الماء وتقدمها للأطفال الرضع في زجاجة الرضاعة، كوصفة سريعة لعلاج الإسهال، ومع ذلك لا يفضل استخدام النشا بهذه الطريقة، والأفضل تقديمها من مصدرها الطبيعي كماء الأرز، تعرفي إلى الطريقة فيما يلي:

  1. ضعي كوبًا من الأرز مع ثلاثة أكواب من الماء في وعاء عميق.
  2. ارفعي الوعاء على نار متوسطة، واتركيه يغلي 15 دقيقة.
  3. صفي الأرز، واتركي الماء حتى يبرد قليلًا.
  4. قدمي للطفل نصف كوب من ماء الأرز الدافئ كل أربع ساعات، كعلاج مساعد للإسهال، مع الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب.

أما إذا تجاوز الطفل الستة أشهر، فاهرسي الأرز المسلوق وقدميه له، فهو من الأطعمة التي توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتقديمها لهم في حالات الإسهال، ولا يقتصر الأمر على ذلك، ولكنه يعوض جسم الطفل بالعناصر الغذائية التي يفقدها بسبب الإسهال.

أسباب الإسهال عند الرضع

هناك أسباب عديدة للإسهال عند الأطفال، معظمها لا يدعو للقلق، وقد يختفي من تلقاء نفسه، وعادةً لا يستمر إسهال الأطفال لفترة طويلة. في حالات نادرة، قد يكون الإسهال علامة على أن شيئًا ما ليس على ما يرام، وأن طفلك يحتاج لعلاج، وبصفة عامة تشمل أسباب الإسهال عند الرضع ما يلي:

  • تغيير نظامك الغذائي: إذا كنتِ ترضعين طفلك طبيعيًّا، فقد يؤدي تغيير نظامك الغذائي إلى الإسهال عند الطفل، فإذا كنت تأكلين كثيرًا من الأطعمة الحارة أو الحلويات السكرية مثلًا، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تغير في حليب الثدي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة حركة الأمعاء لدى الطفل، ما يؤدي إلى الإسهال.
  • الآثار الجانبية للأدوية: قد يحدث الإسهال لدى الطفل كعرض جانبي لبعض الأدوية، سواء التي يتناولها الطفل أو التي تأخذينها في أثناء الرضاعة الطبيعية، كالمضادات الحيوية.
  • العدوى الفيروسية: إذا أُصيب طفلك بالإسهال فجأة، فقد يكون مصابًا بعدوى فيروسية، تُعرف أيضًا ببرد المعدة، ويسببها فيروس "الروتا" أو "النورو"، وعادةً ما يصاحبه قيء وحمى خفيفة.
  • تقديم الأطعمة الصلبة للطفل: مع بداية تقديم الأطعمة الصلبة للطفل، قد يُصاب بالإسهال كرد فعل من الجهاز الهضمي لتغيير النظام الغذائي، وقد يحتاج الجهاز الهضمي للطفل بعض الوقت حتى يعتاد على الأطعمة الصلبة، وعادةً ما يزول الإسهال في هذه الحالة من تلقاء نفسه.
  • التسمم الغذائي: يحدث عند تناول الطفل لأطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات، وأشهرها السالمونيلا والإشريكية القولونية، وقد يحدث أيضًا عند وضع الطفل لأغراض ملوثة في فمه تخص شخصًا مريضًا.
  • حساسية الأطعمة: إذا كان الإسهال متكررًا عند الطفل، فقد يشير إلى إصابته بحساسية الغذاء، كالحساسية تجاه الحليب (عدم تحمل اللاكتوز) وحساسية الجلوتين، والحساسية تجاه بعض الأطعمة الأخرى، كالبيض والفول السوداني وغيرهما.
  • التسنين: التسنين نفسه لا يسبب الإسهال، ولكن في هذه المرحلة يضع الأطفال كل ما يرونه في فمهم، نتيجة للشعور بالألم في اللثة، ورغبتهم في عض الأشياء، ويمكن للجراثيم الموجودة في الألعاب أو حتى على أيديهم، أن تنقل لهم العدوى مسببة الإسهال.

مضاعفات إسهال الرضع

الجفاف أكثر المضاعفات شيوعًا عند الرضع، وتزداد نسبة حدوثه عند الأطفال الخدج، ومن لديهم مناعة ضعيفة. يحدث الجفاف عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من السوائل ليعمل بشكل صحيح، ويمكن أن يتطور بسرعة، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة إذا لم يُعالج سريعًا. تشمل مضاعفات الجفاف الصدمة وتلف الأعضاء وفقدان الوعي، وقد يكون الجفاف بسيطًا وفي هذه الحالة يكون مصحوبًا بأعراض مثل:

  • قلة مرات التبول، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الحفاضات.
  • جفاف الفم.
  • جفاف العين.
  • العيون الغائرة.
  • الخدود الغائرة.
  • عدم نزول دموع عند البكاء.
  • تهيج الطفل.
  • جفاف الجلد.
  • الإعياء.
  • عدم قدرة الطفل على المص والرضاعة.
  • يمكن أن تشير الأعراض التالية إلى الجفاف الشديد:
  • مرور أكثر من ثماني ساعات دون تبول.
  • اليافوخ (المنطقة الرخوة في رأس الطفل الرضيع) الغائر.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • فقدان الوعي.
  • جفاف الجلد وفقدان مرونته.

كذلك يجب أن تعلمي عزيزتي أن هذه الأعراض قد تتطور في غضون يوم إلى يومين من حدوث الإسهال، لذا من المهم ألا تنتظري حتى يصل الجفاف لمرحلة متأخرة، وتواصلي مع طبيب فورًا إذا ظهرت على طفلكِ أي علامة من العلامات السابقة.

اقرئي أيضًا: كل شيء عن الجفاف

ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص علاج الإسهال عند الرضع بالنشا، تأكدي أن طفلكِ يرضع بشكل منتظم، وقد يساعد محلول الجفاف على تعويض الأملاح المفقودة من جسمه، ولا يجب الاعتماد على العلاجات المنزلية فقط دون استشارة الطبيب، ولكن يمكن استخدامها كعلاج مساعد مع الدواء.

يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك من خلال زيارة قسم تغذية وصحة الرضع.

عودة إلى رضع

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon