تعلمين أنكِ بحاجة إلى تدريب جسدك، ولكن هل تعلمين أنه قد يكون من المهم أيضًا تدريب عقلك؟ يعتقد عديد من الباحثين أن صحة دماغك تعتمد على تدريبه، عقلك هو حقًا الجزء الأكثر تعقيدًا في جسمك، إنه يأتي بطرق إبداعية للتعبير عن أفكارك وعواطفك، وينسّق الحركات، ويخزن أغلى ذكريات طفولتك، لكن من السهل أخذ هذه الصلاحيات كأمر مسلّم به. تتغير قدرات عقلنا مع تقدم العمر، التدهور العقلي أمر شائع، وهو أحد أكثر العواقب المرعبة للشيخوخة، خلال هذا المقال نتعرف معًا إلى كيفية الحفاظ على وظائف العقل.
كيفية الحفاظ على وظائف العقل
في ما يلي بعض الطرق التي يمكنكِ من خلالها الحفاظ على وظائف المخ:
- التحفيز الذهني: الأنشطة الذهنية تحفز الروابط الجديدة بين الخلايا العصبية وقد تساعد الدماغ على توليد خلايا جديدة، وتطوير "اللدونة" العصبية وبناء احتياطي وظيفي ضد فقدان الخلايا في المستقبل، يمكنكِ تجربة الألغاز المتقاطعة أو المسائل الرياضية، جربي أيضًا الأشياء التي تتطلب مهارة يدوية بالإضافة إلى الجهد العقلي، مثل الرسم والتلوين والحرف الأخرى.
- ممارسة الرياضة البدنية: تظهر الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام تزيد من عدد الأوعية الدموية الدقيقة التي تنقل الدم الغني بالأكسجين إلى منطقة الدماغ المسؤولة عن التفكير، تحفّز التمارين أيضًا تطوير خلايا عصبية جديدة وتزيد من الروابط بين خلايا الدماغ (المشابك)، ينتج عن هذا أدمغة أكثر كفاءة وقابلية للتكيف، كما أن التمرين يخفض ضغط الدم، ويحسن مستويات الكوليسترول، ويساعد على توازن السكر في الدم ويقلل من الإجهاد الذهني.
- تحسين نظامك الغذائي: يمكن أن تساعد التغذية الجيدة عقلك وكذلك جسمك، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا على طراز البحر الأبيض المتوسط يركز على الفواكه والخضراوات والأسماك والمكسرات والزيوت غير المشبعة (مثل زيت الزيتون) والمصادر النباتية للبروتينات أقل عرضة للإصابة بضعف الإدراك والخرف، كما يجب تجنب التبغ بجميع أشكاله.
- تنظيم ضغط الدم: تعديل نمط الحياة لإبقاء ضغطك منخفضًا قدر الإمكان، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام بشكل صحيح، والحدّ من التوتر.
- تحسين نسبة السكر في الدم: مرض السكري عامل خطر مهم للخرف، يمكنكِ الوقاية من مرض السكري بتناول الطعام بشكل صحيح وممارسة الرياضة بانتظام، ولكن إذا ظل معدل السكر في الدم مرتفعًا، فستحتاجين إلى دواء للتحكم في مستواه.
- التحكم في الكوليسترول: ترتبط المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الضار) بزيادة خطر الإصابة بالخرف، النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتحكم في الوزن وتجنب التبغ سيقطع شوطًا طويلًا نحو تحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
- جرعة منخفضة من الأسبرين: يشير بعض الدراسات القائمة على الملاحظة إلى أن جرعة منخفضة من الأسبرين قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف، خاصة الخرف الوعائي. اسألي طبيبك قبل بدء تعاطي أي دواء.
- تحسسين الحالة المزاجية: يميل الأشخاص القلقون أو المكتئبون أو المحرومون من النوم أو المرهقون إلى تحقيق نتائج سيئة في اختبارات الوظائف المعرفية.
- حماية رأسك: تزيد إصابات الرأس المتوسطة إلى الشديدة، حتى دون تشخيص ارتجاج المخ، من خطر ضعف الإدراك.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: هناك بعض النظريات التي تفيد بأن النوم يساعد على التخلص من البروتينات غير الطبيعية في دماغك ويقوي الذكريات، ما يعزز ذاكرتك العامة وصحة دماغك.
كيفية تطوير وظائف العقل
يمكنكِ اتباع هذه النصائح لتطوير وظائف عقلك:
- اعتني بجسمك لتعتني بعقلك: إذا كنتِ ترغبين في بناء عقل أفضل، فابدئي العمل على صحتك الجسدية أولًا، اذهبي للتمشية، وابدئي دمج مزيد من الفواكه والخضراوات الطازجة في نظامك الغذائي، وحاولي التخلي عن أي عادات سيئة.
- رسم خريطة من الذاكرة: حاولي تحدي عقلك من خلال رسم خريطة لمدينتك أو حيك من الذاكرة، حاولي تضمين الشوارع الرئيسية والشوارع الجانبية الرئيسية والمعالم المحلية، إجبار نفسك على تذكر مخطط منطقتك وكذلك رسمه وتسميته يساعد على تنشيط مجموعة متنوعة من مناطق عقلك.
- تعلم شيء جديد: إحدى الطرق لإبقاء عقلك في حالة تأهب وإدخال تحديات جديدة باستمرار، ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تعلموا مهارة جديدة فقط هم مَن شهدوا تحسنًا في اختبارات الذاكرة.
- استخدام يدك غير المسيطرة: حاولي تبديل يديك في أثناء الطهي أو عندما تحاولين كتابة شيء ما.
- الاختلاط الاجتماعي: تميل التنشئة الاجتماعية إلى إشراك مناطق متعددة من الدماغ وعديد من الأنشطة الاجتماعية تشمل أيضًا عناصر جسدية والتي تكون مفيدة أيضًا لعقلك مثل ممارسة الرياضة.
- التأمل: تشير الدراسات إلى أن التأمل الذهني يمكن أن يساعد على إشراك مسارات عصبية جديدة، ما يؤدي إلى تحسين مهارات الملاحظة الذاتية وزيادة المرونة العقلية.
بينما لا يزال هناك كثير من الجدل بخصوص ما إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة أم لا، اختبر الباحثون كيفية أداء المشاركين بشكل عام المهام اليومية، مثل العثور على رقم فى دليل التليفون أو إعداد وجبة، وجدوا دلائل على أن المشاركين أصبح أداؤهم أفضل بعد اتّباعهم للتدريبات الذهنية لوظائف العقل.
تعرفي إلى مزيد من أسباب الحالات المرضية والمشكلات الصحية المختلفة، وأعراضها وطرق علاجها والوقاية منها في قسم الصحة.