تمر علينا جميعًا فترات نشعر فيها بالإجهاد وعدم القدرة على فعل أي شيء، حتى الأمور الروتينية، ويصاحب ذلك غالبًا حالة مزاجية سيئة، وهو ما يرجع بنسبة كبيرة إلى ما يسمى بالإرهاق النفسي أو العقلي. ليس بالضرورة أن يكون هذا التعب النفسي نتيجة لحدوث أمور سيئة، أو المرور بتغييرات وتحولات كبيرة لمن يشعرون به، لكنه غالبًا ما يحدث نتيجة للمجهود الزائد، مع التعرض للضغوط اليومية، وتزاحم المسؤوليات والمهام المختلفة، وهو ما يجعل أي مشكلة صغيرة تبدو وكأن ليس لها حل. النساء -بشكل خاص- يتعرضن كثيرًا لهذا النوع من الإرهاق، فما بين العمل، ورعاية الأطفال، والاهتمام بالزوج، والعناية الشخصية، تتعرض المرأة لكثير من الضغط الذي يجعلها فريسة سهلة لهذا المرض. في هذا المقال حديث مفصل عن أسباب الإرهاق النفسي أو العقلي وأعراضه، وطرق علاجه.
أسباب الإرهاق النفسي
غالبًا ما يكون سبب الإرهاق أو الإجهاد النفسي الذي يستمر فترة طويلة، هو الضغوط المستمرة التي تتعرضين لها بشكل يومي، وفي حين أن مُسبباته لا تتشابه كلها لدى جميع النساء، فهناك عوامل أكثر شيوعًا عن غيرها، وأبرز أسبابه:
- المهن الضاغطة نفسيًّا.
- العمل لساعات طويلة.
- الضغوط المالية.
- الاستياء من العمل.
- رعاية شخص مريض.
- المعاناة من مرض مزمن.
- تهديد مصير العائلة.
- ولادة طفل.
- الفشل في التوازن بين العمل والحياة.
- نقص الدعم الاجتماعي.
أما عن أعراض الإرهاق النفسي، فيمكن جمعها في نقاط بسيطة، تجدينها في السطور التالية.
أعراض الإرهاق النفسي
قد تختلف أعراض الإرهاق النفسي أو العقلي من امرأة لأخرى، وغالبًا ما تبدأ في الظهور تدريجيًّا، ويسبب الإرهاق العقلي أعراضًا جسدية ونفسية وسلوكية، وكلها تؤثر في حياة المريضة، وهذه أهم أعراضه:
الأعراض النفسية
- الاكتئاب.
- القلق.
- التشاؤم.
- اللا مبالاة.
- الغضب والعصبية.
- الشعور باليأس.
- القلق والتوتر.
- صعوبة في التركيز.
الأعراض الجسدية
- الصداع.
- اضطراب المعدة.
- آلام بالجسم.
- التعب المزمن.
- اضطرابات الشهية.
- الأرق.
- زيادة الوزن أو فقدانه.
- زيادة فرص التعرض لبعض الأمراض، كالبرد والإنفلونزا.
الأعراض السلوكية
- أداء ضعيف في العمل، وانخفاض الإنتاجية.
- عدم القدرة على الاستمرار في القيام بالالتزامات الشخصية.
- الميل إلى العزلة.
رغم المشكلات التي يتسبب فيها الإرهاق النفسي للمريضة، فإنه من خلال نصائح بسيطة، يمكنها التغلب عليه مع الوقت، وفيما يلي نخبركِ بطرق التعامل مع الإرهاق النفسي.
طرق التعامل مع الإرهاق العقلي
يمكنكِ بعمل بعض التغييرات البسيطة في أسلوب حياتكِ بشكل عام، التخفيف من التوتر والقلق والضغوط التي تزيد أعراض الإرهاق النفسي، ومنها:
- قللي مسؤولياتكِ: حتى إذا كنت غارقة في مهام المنزل أو العمل، يمكنكِ توكيل بعض الأعمال المنزلية -على سبيل المثال- لمديرة منزل، أو طلب المساعدة من والدتكِ أو أختكِ أو صديقاتكِ، أو الحصول على إجازات بينية من العمل، كلما أمكن ذلك، يمكنكِ دائمًا إيجاد حلول بديلة، تخفف عنكِ بعض المسؤوليات.
- انتبهي لراحتكِ: يعد وقت الراحة وإعادة الشحن جزءًا مهمًا من علاج الإرهاق النفسي، سواء كانت استراحة صغيرة أو لأيام، فإن الإجازة ضرورية للتخلص من الإرهاق والتعب. يمكنكِ أخذ استراحة للمشي 15 دقيقة يوميًّا للترويح عن نفسكِ، أو على الأقل الجلوس في هدوء بمفردكِ، وترك بعض الوقت مفتوحًا دون تخطيط خلال الأسبوع للراحة فقط.
- نامي جيدًا: النوم ضروري للتخفيف من الشعور بالإرهاق، لذا احصلي على ساعات النوم الثمانية الموصى بها كل ليلة كاملة.
- دعي الأمور تجري دون تخطيط قليلًا: احرصي في هذه الفترة على تقليل قراراتكِ والتفكير المتواصل، والتزمي بروتين لبعض الوقت، لتقليل الضغوط عليكِ.
- مارسي بعض الرياضة: التمارين الرياضية مفيدة للصحة البدنية والنفسية، ويمكن للمشي السريع أن يتكفل بذلك، أو اتباع وسائل الاسترخاء، مثل: اليوجا والتنفس العميق والتدليك، كلها ستفي بالغرض.
- اجلسي في مساحات مزروعة: فالحدائق وأماكن الزرع بشكل عام، تهدئ الأعصاب، وتعيد شحن طافتكِ من جديد.
- استشيري متخصصًا نفسيًّا: من المهم طلب المساعدة من متخصص نفسي عند الشعور بالإرهاق العقلي لفترة طويلة، قد يصف لكِ بعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، أو أي حل آخر يراه مناسبًا.
الإرهاق النفسي يبقي مستويات هرمون الكورتيزول عالية في الجسم، وهو ما يؤثر في أمور عديدة بالسلب، كالهضم والنوم ونظام المناعة، لذلك إذا شعرتِ به فابدئي بتغيير أسلوب حياتكِ للتحكم في توترك والتخلص منه، والعودة إلى حياتك الطبيعية مرة أخرى، وفي حال استمراره اطلبي المساعدة من طبيب متخصص.
للاطلاع على المزيد من المقالات المتعلقة بكل ما يخص الصحة اضغطي هنا.
العودة إلى صحة وريجيم
