نزول الرحم أو هبوطه، حالة يسقط فيها الرحم للقناة المهبلية، وتحدث عندما تضعف الأربطة والعضلات التي تدعم الرحم، وتكون غير قادرة على إبقائه في مكانه داخل الحوض نتيجة الحمل المتكرر والولادة أو حالات الطلق الصعب، وغيرها، الأمر الذي يطرح تساؤلًا مهمًا: هل نزول الرحم يمنع الحمل أو يؤثر في الخصوبة؟ في المقال التالي نقدم لكِ جميع الإجابات.
هل نزول الرحم يمنع الحمل؟
نزول الرحم كما ذكرنا يعني هبوط الرحم من مكانه داخل الحوض إلى القناة المهبلية بسبب ضعف العضلات والأنسجة والأربطة المسؤولة عن دعمه، ويوجد منه أنواع تختلف بحسب درجة النزول كالتالي:
- المرحلة الأولى: يهبط عنق الرحم للمنطقة العليا من المهبل.
- المرحلة الثانية: يهبط عنق الرحم نحو فتحة المهبل.
- المرحلة الثالثة: يخرج عنق الرحم من فتحة المهبل.
- المرحلة الرابعة: يخرج الرحم بالكامل من فتحة المهبل وهو ما يُعرف بـ"تدلي الرحم".
وللأسف فإن نزول الرحم بصفة عامة يؤثر في إمكانية حدوث الحمل، ورغم أن الأمر يختلف بحسب الحالة، فحتى في المراحل الأولى، ربما يؤخر حدوث الحمل. وفسر الباحثون هذا الأمر بأن الرحم الهابط في المهبل لا يعد بيئة مناسبة لحدوث الحمل، فمع وجود الرحم قرب فتحة المهبل أو بروزه للخارج يتعرض الحيوان المنوي للهواء، ما يؤدي إلى جفافه وموته، فالحيوان المنوي يحتاج إلى مكان دافئ ورطب كالرحم، ليعيش ويستطيع تخصيب البويضة، وهو ما يحدث يكون الرحم في مكانه الطبيعي، فيعيش داخله لمدة تصل إلى خمسة أيام، بينما يسبب نزول الرحم دفع الحيوانات المنوية إلى خارج المهبل، ويعرضها للجفاف والموت ما يقلل فرص الحمل بشكل كبير.
لذا يمكن الإجابة عن السؤال السابق، بنعم، يقلل هبوط الرحم من فرص حدوث الحمل، مع ذلك قد يحدث الحمل بصورة طبيعية خاصةً في المراحل الأولى من الهبوط.
هل هبوط الرحم يسبب إجهاض؟
هبوط الرحم حالة شائعة لدى البالغات خصوصًا بعد انقطاع الحيض، ومع ذلك فهبوطه في أثناء الحمل أمر نادر الحدوث، وإن حدث فله عديد من المضاعفات، أهمها:
- الولادة المبكرة.
- الإجهاض التلقائي (الإجهاض قبل الأسبوع العشرين من الحمل).
- فقدان الجنين.
- تعفن الدم الأمومي.
- صعوبة التبول الشديدة لدى الأم ومشكلات الجهاز البولي.
ولا يمكن القول بشكل قاطع إن هبوط الرحم يسبب بالضرورة الإجهاض، خاصةً إذا كانت الأم تتابع مع طبيب بانتظام، كما أن مراحل الهبوط الأولى قد لا تحتاج إلى أي إجراء طبي، فقط بعض التمارين البسيطة مثل تمارين كيجل، وستمر رحلة الحمل بأمان، أما في الحالات المتأخرة من الهبوط فقد تزداد مخاطر الإجهاض.
هل يؤثر هبوط الرحم على الولادة؟
كما ذكرنا، فإنه من النادر حدوث هبوط للرحم في أثناء الحمل، لكن إذا حدث فقد يسبب بعض المضاعفات المرتبطة بالولادة وأهمها: الولادة المبكرة، طول مدة المخاض، الولادة المتعسرة، كما تقل فرص الولادة الطبيعية، ويلجأ الطبيب في أغلب الحالات إلى لولادة القيصرية لإنقاذ الطفل والأم، وللأسف قد يتسبب هبوط الرحم المتأخر في موت الجنين وإنهاء الحمل.